أعمدة

(انواء) .. رمضان محجوب .. لما الخوف و”التخويف” ؟!

لم يخفها السفير الامريكي بالخرطوم قودفري الاسبوع الماضي بل قالها صراحة خلال لقاءاته بقيادات شرق السودان “انهم” يخشون بان تاتي الانتخابات في حال قيامها في وقتها المعلوم بالاسلاميين مرة اخرى!!

وكذلك فعلها الجنرال “الانقلابي” البرهان في قاعدة حطاب العسكرية قبل يومين حين اراد تخويف نفسه قبل “وأخرين من دونه” من تمدد الاسلاميين وتأثيرهم على الجيش حين طالب الحركة الإسلامية بالابتعاد عن الجيش.

وما بين “خوف” السفير الامريكي و”تخويف” البرهان تتجلى الحقيقة ساطعة بان امريكا وحلفاءها من الداخل يخشون من عودة الإسلاميين الي السلطة مرة أخرى وهي مرحلة من الخوف تصل الاصابة ب”فوبيا الإسلاميين”…

واعتقد ان الخوف الأمريكي والغربي من الإسلام السياسي غير مبرر لانه مبنى علي مواقف عدائية مسبقة تجاه الإسلام والمسلمين دون مبرر حقيقي أو واقعي.

وللأسف هذا الخوف نابع من أعداء الإسلام لكنهم قاموا بتصديره لبعض أبناء المسلمين، تحت ستار أن الإسلاميين حينما يأتون إلى السلطة عبر الانتخابات سيحبطون كل مخططاتهم.

ولعلنا هنا نتساءل لماذا ينتصر الإسلاميون في الانتخابات؟ والإجابة هي أن الشعوب أدركت أنه لا حل إلا بالديمقراطية، وهي لغة المرحلة، فلما قبل الإسلاميون بالديمقراطية اختارهم الناس، فزحف الإسلاميون إلى عروش السلطة في الدول المجاورة والقريبة التي فتحت فيها صناديق الاقتراع الشعبي: في مصر، وتونس، والمغرب، وتركيا.

وما حدث في الربيع العربي هو أن أسود الشعوب العربية تسلقت القفص، وأصبحت الشعوب الثائرة قوة موازية، ولها ثقلها، وقلب الإسلاميون الواقع السياسي في المنطقة رأساً على عقب.

انتصروا من قبل “اقتراعا” في مصر والجزائر وفلسطين وتركيا وغيرها لأن شعارهم كان هو (الإسلام هو الحل) فانقلبوا عليهم وازاحوهم عنوة لا انتخابا.!!!

إذا كان دعاة الديمقراطية والحرية يخشون من جاءت بهم صناديق الاقتراع والانتخابات ، بـ(دعاوى زائفة) و(مزايدات سياسية) و(عهر فكري) فكيف بربكم يتمشدقون بقيم الانتخابات والحريات والديمقراطية ونحو ذلك..!!

إنهم يريدون من الإسلاميين أن يأتوا إلى السلطة عبر الانقلاب والبأس الشديد حتى يحترمهم الجميع ولا يريدون لهم ممارسة حقهم السياسي الذي تكفله لهم كل القوانين!!!

لماذا الخوف من الإسلام ؟ أو ليس لأنه الحل وأنه صالح لكل زمان ومكان متى ما طُبق على الوجه الذي جاء به؟

الواقع يقول إن البعض قد يأتي بأفعال لا تشبه الإسلام ولا المسلمين في شيء ، لكن لا ينبغي محاكمة كل المسلمين والإسلاميين بأفعال هؤلاء القوم التي يتبرأ منها الإسلام براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

أعجبني فيما مضى الرد المحترم للرئيس التركي المحترم رجب طيب أردوغان وهو يرد بعنف على المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في احد الملتقيات الدولية حين دعت خلال حديثها لمحاربة بما أسمته إرهاب المسلمين..

أردوغان أجابها بكل صرامة أنه كمسلم ورئيس لجمهورية مسلمة لا يرضى أن يقرن الإرهاب بالإسلام لأن الإسلام يعني السلام ، الذي هو عكس الارهاب .

في اعتقادي أن الخوف من عودة الإسلاميين الي المشهد السوداني ، هو خوف سياسي ليس إلا..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى