تقارير

بعد انهاء عملية(برخان) فرنسا تحاول ترتيب الاوراق بافريقيا

  أثار إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتهاء العملية العسكرية التي تقودها بلاده في منطقة الساحل ردود افعال وسط المحللين بعد اعتراف فرنسا رسميا عن فشل عملياتها الاستراتيجية السابقة واعلان خطتها الجديدة  وقال ماكرون خلال زيارة لمدينة طولون جنوب شرق فرنسا، أن الاستراتيجية الفرنسية الجديدة في إفريقيا ستكون جاهزة في غضون ستة أشهر بعد مشاورات باريس مع شركائها في القارة و انطلقت العملية في 2013 بهدف وقف تقدم المسلحين الإسلاميين في مالي ولكن العملية اصطدمت بانتشار واسع لجماعات مسلحة تنتمي إلى تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وتسببت الاشتباكات معها في تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الفرنسية (58 قتيلاً)، ما دفع بقادة عسكريين وسياسيين في باريس إلى التشكيك في فعاليتها.يرى خبراء ان العملية جاءت بنتائج عكسية بعد الانتشار المتزايد للجماعات الاسلامية نتيجة التدخل الفرنسي في الشئون الداخلية لمالي ومماساهم في الانقلاب وطرد القوات الفرنسية فشل فرنسا وقال المحلل الامني فتح الرحمن محمد فضل ان فرنسا لم يكن امامها الا الاعتراف بفشل مهمتها وان وجودها في غرب افريقيا جاءت نتائجه عكسية وبدلا ان يكافح انتشار الجماعات الارهابية ساهم في اذديادها وبتوسيع قاعدة المعارضة لوجودها بسبب التدخل في شئون دولة مالي موضحا ان هناك معطيات جديدة على الساحة منها النفوذ الروسي الصيني والحرب في اوكرانيا موضحا  ان تلك الاحداث فرضت على فرنسا اعادة التفكير في استراتيجيتها القديمة والتي طردت بسببها من غرب افريقيا وانها تحاول الدخول مجددا تحت غطاء الولايات المتحدة الامريكية كما هو الحال في السودان حيث قامت فرنسا بالسيطرة على مشروع الجزيرة وعدة مشاريع زراعية دون مشاركة الجانب السوداني في حكومة قوى الحرية والتغيير الاولى خاصة وان باريس احتضنت المعارضة لحكومة الانقاذ ودفعت بعملائها في حكومة الثورة الاولى البحث عن منفذ جديد واضاف المحلل السياسي الدكتور عثمان الصادق ان فرنسا تحاول البحث عن منفذ جديد لدخول افريقيا رغم فشل سياستها في السنوات الماضية وتازمها للاوضاع السياسية موضحا انها تحاول التوهم ان روسيا وراء رفض وجودها بافريقيا وروجت لمجموعة فاغنر رغم ان الحقيقة ان سياستها وتدخلها ومحاولة سيطرتها على مالي هو الذي انتج جماعات ارهابية انتشرت باقليم غرب افريقيا والا انها لم تستفيد من تلك التجربة بتغيير سياستها اتجاه الشعوب الافريقية وجاءت من ضمن الاستراتيجية الغربية في السودان وهي استراتيجية تقوم على محاربة الوجود الروسي الصيني وليس تبادل المنافع بين تلك الدول والسودان وقال ان هناك عوامل خارجية جعلت ( باريس) تعيد النظر في موقفها منها الحرب في أوكرانيا التي غيرت ترتيب الأولويات بالنسبة لفرنسا. وجعلتها تقرر بأنه من الأجدى توجيه الموارد العسكرية الشحيحة إلى منطقة أخرى بدل إنفاقها على حرب خاسرة في أفريقيا وقال أن شعور ( فرنسا) كذلك أنها تخسر معركة النفوذ في أفريقيا على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أمام لاعبين أكثر دهاء منها، على غرار روسيا.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى