بيانات

(رد فعل) .. عماد ابوشامة .. الإعلام المصري… النقَّارة والمنَّاحة..!!

فضائية مصرية أجرت بعد ثورة 25 يناير بفترة ليست بالطويلة حوارا مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأخير في عهد حسني مبارك، للحديث حول العديد من الملفات في الأيام الأخيرة لنظام مبارك، وكان من ضمنها الأزمة بين مصر والجزائر بسبب المباراة الفاصلة. التي أقيمت بين منتخبي البلدين في الخرطوم، في أكتوبر 2009، المؤهلة لنهائيات كاس العالم في جنوب افريقيا..حيث سأله مقدم البرنامج عن رأيه بصراحة عن أسباب تلك الأزمة، فأجابه (أبوالغيط) مباشرة، ودون أدنى تردد أن السبب كان الإعلام المصري.
رفع محاوره حاجبي الدهشة قبل أن يقول له: هل قلت (الإعلام المصري؟).. فرد أبوالغيط نعم (الاعلام المصري). وواصل يقول: درسنا ملف الأزمة من كلّ جوانبها ولم نجد سبباً لما حدث غير التناول الضار الذي انتهجته الفضائيات على وجه الخصوص للأحداث العابرة التي صاحبت المباراة. لم نجد على الإطلاق أن هناك سوءاً قد جرى للمصريين في الخرطوم من قبل الجزائريين، والأمر في مجمله لم يتعد المشاحنات العادية التي تحدث بين مشجعي كرة القدم حتى داخل البلد الواحد.
لم تكن هناك على الإطلاق نية من الجزائريين لعمل مذبحة للمصريين كما أشيع.. وأن المشجعين الذين جاءوا من الجزائر لم يكونوا من سجونها وليسوا معتادي إجرام..وكنت قد طلبت من مبارك -والحديث ما زال لـ(ابوالغيط)- أن نرسل ألفين من الجنود المصريين للسودان لحماية المصريين. ولكن مبارك رفض.. وبالفعل لم تكن المخاوف في محلها..
إلا أن الفضائيات المصرية هوّلت الأمر لمجرد مضايقات عابرة تعرَّض لها بعض المشجعين وصبت الزيت في النار وكانت ماسمي بأزمة مباراة الجزائر.. انتهى حديث أبوالغيط.
كلنا يذكر (الرَّدحي) الذي مارسه الإعلام المصري عقب خسارتهم من الجزائر في الخرطوم في المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم لمجرد أن الفنان محمد فؤاد اتصل بإحدى الفضائيات وقال لهم وهو يصرخ (الحقونا نحن بنموت).
وسأله مقدم البرنامج: (طيب فين الأمن السوداني) فرد وهو ما زال يصرخ: (أمن آيه؟ مافيش أمن)، رغم أنه اعتذر بعد ذلك وشكر السائق السوداني الذي كان يقودهم وزعم بأنه سيقيم حفلاً يذهب عائده لهذا السائق بعد أن عنَّفه مخرجنا وسفيرنا عندهم الأستاذ سعيد حامد على حديثه الذي جافى الحقيقة.
فاتصل بأحمد شوبير واعتذر وهو يبكي بدموع التماسيح وقال: “أرجوكم هاتولي اسم السواق دا أنا عايز أشكره.. وعايز أعمل عشانو أي حاجة”. وفي الواقع أن السائق الذي كان يتحدث عنه لم يفعل أكثر مما يفعله أي سوداني إذا شعر أن ضيفه يتعرض لمضايقات..
ولم يكن ذلك كافياً حيث شايع لاعب مصري (جهلول) يدعى أحمد حسام ميدو إعلامه (اصبح مدربا الان ومحللا) عندما قال لقناة دريم، إن اختيار مصر لأرض السودان (من أساسو) كان خاطئاً، لأن التبادل التجاري بين السودان والجزائر أكبر بكثير من التبادل التجاري بين مصر والسودان..لذلك كان من الطبيعي أن تقف الجماهير السودانية مع المنتخب الجزائري.. تخيل أنه يتحدث عن الجماهير السودانية وليس وزير التجارة السوداني.
المهم في الأمر أن المتابع للشأن المصري خلال الثلاثة اعوام التي تلت الثورة علي مبارك بعد الثورة وماقبلها ايضا سيدرك ببساطة أن الإعلام المصري هو المهدد الأكبر لأمن واستقرار مصر بل والمنطقة كلها.
فالاعلام المصري قبل الشارع هو من اطاح بالأخوان المسلمين الذين دخلوا إلى الحكم بلا تجربة فأخذوا يتخبطون ويستفزون شعباً ما زالت دماء ثورته الحارة على مبارك تغلي.. وهو من دفع السيسي للخطوة التي قام بها حتي نصبه رئيسا لمصر…. وهو من جعل نسبة الامن في الشارع المصري تهبط لادنى مستوياتها منذ مئات السنين.. وهو من يخلق ازمة الان بين مصر واثيوبيا والسودان في مسالة سد النهضة الذي يختلف الاختصاصيين المصريين انفسهم عن حجم الضرر او الفائدة منه للمصريين..
فصوت الإعلام المصري الزاعق الذي تمتطيه المعارضة والحكومة معا ربما يعرض مصر لأزمات لن تخرج منها قريباً.
وما يحدث جعلنا نشاهد لأول مرة رجلا مثل حسني يضحك من خلف القبضان والغضب يسيطر على سجانه… بعد ان نزع عنهم كل حكمة تدار بها شأن ساس يسوس بعد طوي سنين حكمه الثلاثين.
خلاصة القول، الإعلام المصري (يدي النقَّارة عصا.. ويدي المنَّاحة وصا). كما يقال في المثل السوداني الموغل في المحلية.
هي كلمات نعيد نشرها بسبب مايحدث الان للسودانيين في مصر وسيكون للاعلام دور سالب فيها كالعادة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى