أعمدة

(موازنات) .. الطيب المكابرابي .. صحافة الخبر واخبار الصحف

قبل اليوم وقبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وغير ذلك مما يحمل ويجدد المعلومات والأخبار في العالم الجديد كانت الصحف الورقية تتبارى وتجتهد حد الاجتهاد في الحصول على الأخبار والتفرد فيها والانفراد بما هو جديد فعلا بكل مقاييس ومواصفات الخبر الذي يجيب على كل التساؤلات وكانت بعض الصحف لا تتثاءب ولا تتنازل عن ملاحقة الأخبار التي تشمها نهارا حتى وان كلفها ذلك الذهاب الى المطبعة في وقت قد يعرضها لفقدان السوق…
كان ذلك في صحفنا حتى وقت قريب وحتى زمن الكرونا التي أثرت كثيرا واجبرت الناس على العمل من المنازل وبالتالي التثاؤب والبعد عن مظان الأخبار والاعتماد بشكل شبه كامل على مايتم تداوله نهار وليل اليوم السابق من اخبار على مواقع الوزارات والهيئات والمظمات والمؤسسات وماتتناقله وسائل التواصل الاجتماعي من انشطة وحراك رسمي وغير رسمي…
جريمة بري التي وقعت الجمعة الماضية كشفت عجز صحفنا الورقية عن الاتيان بالاخبار واعتمادها فقط على التلاعب في العناوين دون اي اجتهاد ولو باضافة معلومة جديدة واحدة..
بيان الشرطة الاولى حول هذه الجريمة صدر الاحد وتم تداوله وتناوله بكثافة نشرا وتحليلا لما فيه من بعض الناس في بعض مجموعات التواصل الاجتماعي ولكن صحف الخرطوم وفي غالبها اثرت النوم الباكر وعدم السهر للاتيان بجديد الاخبار فما كان منها إلا ان تفننت في عناوينها الثلاثاء لتقول للقراء ان لديها ماهو جديد من اخبار ومعلومات حول هذه الجريمة فاكتشف القراء أنهم تعرضوا للغش والخداع عبر هذه العناوين….
نعم من حق بل من واجب كل صحيفة ان تورد معلومات حول جريمة بهذا المستوى ولا تتجاهلها مطلقا حتى ولو من باب التوثيق ولكن كان من الممكن انتظار هذا البيان في يومه الاول وان لم يكن ذلك ممكنا فقد كان ممكنا تطوير الخبر بعد ايراد البيان بجلب بعض المعلومات المتصلة بالموضوع…
مايمكن استنتاجه من واقع صحفنا اليوم هو ان صحافة الخبر قد توقفت وإن تبويب الصحف ( الماكيت) لا يجب ان يستمر على الشكل القديم الذي يضع صفحة الأخبار أولى الصفحات والا فان المطلوب هو العودة الى نظام تتبع الأخبار عبر الحواس والسبق الصحفي والسهر حتى الساعات الأولى والاستيثاق والتحقق منها و من ثم الصدور وعلى اولى الصفحات فعلا ماهو جديد ….

وكان الله في عون الجميع

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى