مقالات

محمد الحسن جاد الله منصور يكتب .. عيد الشرطة السودانية.. إحتفاءٍ بتولي السيد اللواء شرطة أمين أحمد حسين منصب مدير عام البوليس

*💥تحتفل الشرطة سنوياً بعيد الشرطة السودانية في الرابع من ديسمبر من كل عام احتفالاً بتولي السيد اللواء أمين أحمد حسين ( طيب الله ثراه) منصب المدير العام للبوليس في ٤ /١٢ /١٩٥٤ كأول ضابط سوداني يتولى هذا المنصب الرفيع* .

*💥ولد السيد اللواء امين أحمد حسين في ١٧ / ٣ / ١٩١٣م بمدينة سنار في أسرة عسكرية وكان والده (له الرحمة و المغفرة ) ضابطاً بالجيش المصري وقائداً لحامية سنار برتبة (البكباشي) وعرفت عائلته فيما بعد بأسرة (البمباشي أحمد حسين). عاد والده لمصر في أعقاب ثورة ١٩٢٤م ترك أبناءه بالسودان فنشأ سيد أمين محباً للعسكرية متأثراً بوالده منضبطاً مرتباً منظماً في حياته.*

*💥درس والده بعد تقاعده بالمعاش علوم الفلك بالمراسلة لدى المجمع الفلكي بِمصر، لذا فهو من بيئة عسكرية وعلمية.*

*💥له خمسة أشقاء تلقوا قسطاً عالياً من التعليم، فشقيقه حسين طبيب ماهر كان أول اختصاصي للعيون في البلاد وسار فيه المثل المشهور ( العين بحسين ) وشقيقه إبراهيم نطاس بارع أول اختصاصي لطب المناطق الحارة بالبلاد وشقيقه سعيد معلمٌ بوزارة التربية والتعليم أما شقيقه عفيفي فيعمل كيميائياً بمعمل استاك وشقيقه حسن يعمل محاسباً* .

*💥تلقى تعليمه الأساسي والثانوي بمدينة سنار و ودمدني وبكافة الأمصار التي عمل بها والده تلبية لنداء الواجب* .

*💥تخرج في كلية غردون قسم المحاسبة في العام ١٩٣١م عمل في القطاع الخاص في مكتب محاسبة يخصه ، التحق بمدرسة البوليس والإدارة في يناير ١٩٣٩ وتخرج فيها ضابطاً برتبة الملازم ثاني ضمن الدفعة الثالثة في ١ / ٧ / ١٩٣٩* ٠

*💥تنقل في العمل الإداري وعبر عدد من الأقسام وبرز في العمل الجنائي.*

*💥كان مهاباً قوي الشخصية، منضبطاً مهندماً. كان إنساناً رقيقاً عطوف القلب؛ مع الصغير صغيراً ومع الكبير كبيراً، كثير الصمت، يجيد فن الاستماع، يستمع بكل إنصات لمحدثيه، لا يرفع صوته على أحد، كان اجتماعياً من طراز فريد، صلته مميزة مع إخوانه؛ يحبهم ويبجِّلهم، حتى أنه أوصى بدفنه بين أشقائه.*

*💥في عام ١٩٤٣م نُقل للعمل بمدينة ود مدني. وفي العام ١٩٤٥م اُبتعث لكورس إلى بريطانيا لمدة عام مع زميليه خليفة محجوب وبابكر الديب.*

*💥في عام ١٩٤٦م نقل للعمل بكلية البوليس، كان يدرِّس مادة أشغال الشرطة العملية لطلبة الكلية.*

*💥عمل في رئاسة البوليس في الخرطوم في مختلف المواقع الشرطية الجنائية والإدارية. وعندما ترقى لرتبة الحكمدار أسند له منصب حكمدار بوليس مديرية الخرطوم وكان ذلك في عام ١٩٤٦م.*

*💥وفي العام ١٩٤٩ نقل للعمل ككمندان لمديرية النيل الأزرق ( كانت تضم ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق ) وقد كان له السبق في إقامة يوم البوليس “police day” والذي حشد له رجال البوليس من مختلف الوحدات والمديريات تجسيداً لفكرة اليد الواحدة حربا على الجريمة والتي أصبحت فيما بعد شعاراً للشرطة السودانية* .

*💥كان الراحل يهتم بالنواحي الصحية والبيئية. كانت لديه جوائز أسبوعية (٢٥، ١٥. ١٠ جنيه) لأنظف بيت في القشلاق، كان يهتم بإسكان الأفراد وبالنواحي الصحية.*

*💥الفترة ما بين ١٩٤٩م–١٩٥٤م كانت فترة عامرة بالإنجازات التي امتد أثرها إلى جميع مديريات السودان وإلى يومنا هذا.*

*💥أنشأ الفقيد ولأول مرة في تاريخ بوليس السودان المجمعات التعاونية لتوفير الغذاء والكساء لرجال الشرطة وأسرهم. كما أرسى دعائم العمل التعاوني والاجتماعي بالمديرية* .

*💥أسس مال الضمان الاجتماعي لتعليم أبناء الشرطة وتوفير الكتاب والزي المدرسي.*

*💥أقام نظام الترفيه الاجتماعي Social welfare وأسس الفرقة الموسيقية النحاسية للترفيه عن أسرة الشرطة بصفة خاصة وجعل خدماتها تمتد لأفراد المجتمع كافة.*

*💥في فبراير ١٩٥٣م ترقى لمساعد بوليس السودان*

*💥تقلد منصب المدير العام للبوليس في ٤/ ١٢ / ١٩٥٤ خلفاً للمدير البريطاني، تم اختياره من بين ثلاثة ضباط رشحوا لهذا المنصب وتمت سودنة الوظيفة في ٢٤ /١٢ /١٩٥٤.*

*💥كانت له بصيرة نافذة وتفكير استراتيجي وفكر ثاقب يخطط لتطوير الشرطة في الحال والمستقبل. يعمل في تطوير الأداء الشرطي والتخطيط والتنظيم وإعداد البرامج لسنوات عديدة في الرئاسة وفي مختلف مديريات السودان التسع والتى كانت هي أساس التوزيع الإدراي في ذلك الوقت.*

*💥زار جمهورية ألمانيا الاتحادية عام ١٩٥٥م على رأس وفد شرطي عالي المستوى لبحث سبل التعاون بين البلدين. وقد تم توقيع بروتوكول خاص بتدريب الضباط على تقنيات منع الجريمة ووسائل اكتشافها.*

*💥من أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها إنشاء المعامل الجنائية كوسيلة فنية مساعدة في البحث الجنائي واكتشاف الجريمة بالتقنيات الحديثة واستخدام وسائل العلم الدقيقة. وقد كانت هذه المناقشات هي الأساس الذي بموجبه تم إنشاء المعامل الجنائية بمنحة من ألمانيا بمبلغ مليون مارك* .

*💥وفي إطار التعاون مع ألمانيا الغربية اتفق مع مكتب التحقيقات الفدرالي الألماني على منح فرص للضباط السودانيين لاكتساب مهارات التحقيق والتحري. ومن الذين استفادوا من هذه المنح الفريق أول شرطة ابراهيم أحمد عبد الكريم والعميد قرشي محمد فارس والعقيد محي الدين حامد ( لهم الرحمة والمغفرة جميعا).*

*💥أيضاً استطاع الحصول على دعم بمبلغ خمسة وسبعين ألف مارك لبناء كلية البوليس من الحكومة الألمانية، وظل يشغل منصب المدير العام للبوليس حتى ١٠ / ٧ / ١٩٥٧.*

*💥من أهم إنجازاته هي سودنة واستقلال البوليس، كانت علاقته ممتازة مع السيد إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء ووزير الداخلية ( طيب الله ثراهما ) استطاع توظيف هذه العلاقة في الحصول على العديد من المكتسبات للبوليس.*

*💥في عام ١٩٥٦م أصدر السيد وزير الداخلية السيد إسماعيل الأزهري قراراً بإنشاء مجلة البوليس بناء على مذكرة السيد اللواء امين أحمد حسين، لكن المجلة لم تر النور إلا في العام ١٩٦٣م تحت إشراف الكمندان لويس سدرة عميد كلية البوليس.*

*💥كانت للسيد اللواء أمين روح وفاقية استطاع بحكمته وحنكته أن يلطف الأجواء بين السودانيين بمختلف مشاربهم.*

*💥كانت له رؤية لتطوير كلية البوليس لكلية جامعية، ابتعث المرحوم عمر عديل لبريطانيا لينال دراسة عليا في القانون ليصبح عميداً لكلية البوليس لكن واجهته عقبات عديدة لتنفيذ رؤيته بتحويل الكلية إلى كلية جامعية تمنح درجة البكالوريوس* .

*💥انتقل بعد ترجله عن صهوة جواد الشرطة للعمل بالسلك الدبلوماسى بوزارة الخارجية فتم تعيينه في وظيفة نائب الوكيل الدائم عام ١٩٥٧م.*

*💥تقلد منصب سفير السودان بالمملكة المتحدة ١٩٥٩-١٩٦م وظل به إلى أن نقل سفيراً بالولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر ١٩٦٥م بقي بالمنصب حتى قطع العلاقات مع أمريكا في أعقاب حرب ١٩٦٧م بين مصر وإسرائيل.*

*💥في عام ١٩٦٧م نقل إلى رئاسة وزارة الخارجية وتقلد منصب الوكيل الدائم لوزارة الخارجية وظل به إلى أن تقاعد بالمعاش في يناير ١٩٦٨م* …

*💥في مسار آخر من حياته انتقل للعمل كمحكم بلجنة استئناف العاملين بالدولة وهي لجنة دستورية لفحص المظالم ووضع الأمور في نصابها وظل يعمل بها إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.*

*💥تقديراً لجهوده واعترافاً بما قام به من إنجازات في مجال العمل في تجرد ونكران للذات كرمته الدول التي تعامل معها شرطياً ودبلوماسياً كما كرمته الدولة الأم بالعديد من الأوسمة والأنواط خلال فترة عمله بالشرطة والسلك الدبلوماسي ونورد فيما يلي عدداً منها:-*

– *وسام نجمة إثيوبيا الأعظم من الإمبراطور /هيلاسلاسي عاهل إثيوبيا عام ١٩٦٩م.*

– *نيشان الخدمة الطويلة الممتازة من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق/إبراهيم عبود في ١٩٦٢م.*

*- وسام الإمبراطورية البريطانية Royal Victorian order من الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا في ٢ / ٦ / ١٩٥٣*

– *بعد وفاته كرمته الدولة وأنعم عليه سعادة المشير/عمر البشير رئيس الجمهورية السابق بوسام الإنجاز السياسي في ١٤ / ١٢ / ١٩٩٩*

*💥كان سعادة اللواء أمين رجلا رياضيا مارس ضروب الرياضة كافة مثل التنس وركوب الخيل. وكان ماهراً في لعبة البولو، كما لعب كرة القدم وكان حكماً مشهوراً وعادلاً ومعروفاً في ملاعب الكرة وأنديتها.*

*💥وهو فتى الكشافة التي أسسها والده في مدينة ودمدنى.*

*💥اتصل سعادته بمدير جامعة القاهرة فرع الخرطوم وعميد كلية الحقوق لمنح ضباط البوليس فرصا لتلقي دراستهم بالجامعة اختار عددا من الضباط منحوا درجة الماجستير؛ منهم الفريق أول عبد الله حسن سالم والعميد قرشي محمد فارس والعميد إسماعيل عطية ( طيب الله ثراهم).*

*💥لقد عُرف السيد اللواء/ أمين أحمد حسين داخل السودان كشخصية عامة في مجال الشرطة والتحكيم في لجنة استئناف العاملين بالدولة كما عرفته المحافل الدولية والمنظمات الدولية والإقليمية التي تعامل معها مثل منظمة الإنتربول ومكتب مكافحة الجريمة العربي ومكتب مكافحة المخدرات العربي والدول الصديقة التي مثَّل رأس الدولة فيها بأنه الرجل الدبلوماسي المحنك حاضر البديهة وسريع الخاطر وهو إلى جانب ذلك الرياضي وحكم الكرة والقائد الكشفي* .

*💥وفي يوم التاسع عشر من يونيو ألف وتسعمائة ستة وثمانين أسلم الروح لبارئها بعد حياة عامرة بالبذل والعطاء وجليل الأعمال، خلد فيها اسمه بأحرف من نور في تاريخ الشرطة وتاريخ السودان، وستظل ذكراه الخالدة حية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل على مر السنين والأيام.*

*💥لم يرزق السيد اللواء أمين بذرية ، و لكن كل منسوبي الشرطة أبناءه يكنون له كل تقدير و مودة وإحترام لما قدمة للشرطة و الوطن.*
*💥إنتقلت ارملته السيدة فاطمة حسين لرحمة مولاها في العام ١٩٩٢ بالمملكة العربية السعودية و قبرت فيها* ٠

*💥هذا عرض يسير عن المغفور له بإذن الله اللواء شرطة أمين أحمد حسين طيب الله ثراه وثقَّل موازين حسناته وهو يعد القائد الذي ستظل أفعاله والتقاليد الشرطية التي أرساها نبراساً في حياة قادة الشرطة المتعاقبين على مدى الأيام بحول الله.*

*💥نتمنى من السيد وزير الداخلية المكلف المدير العام لقوات الشرطة رفع مذكرة للسيد رئيس مجلس السيادة بترقية المغفور له السيد اللواء شرطة أمين أحمد حسين لرتبة الفريق أول تقديراً لما قام به من أعمال جليلة للشرطة والوطن.*

*💥ألا رحم الله الفقيد سعادة اللواء أمين أحمد حسين وجعل الجنة متقلبه ومأواه يا رب العالمين.. اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته بفضلك ومنك يا رب العالمين. اللهم احشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأحسن إليه كما أحسن إلى الشرطة ولشعب السودان….والعزة للشرطة وللسودان.*

*💥المخلص*

*💥محمد الحسن جاد الله منصور.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى