تقارير

تطاول الفترة الإنتقالية.. من المستفيد ؟ 

يعيش السودان أوضاعاً معقدة على صعيد السياسة والإقتصاد والأمن ويمر بمرحلة إنتقالية من أصعب الفترات التي مرت عليه، وبينما تم توقيع إتفاق إطاري لحل الأزمة ازداد المشهد تعقيداً بالرفض الكبير الذي وجه به الإتفاق الإطاري، وفي ذات الوقت فشلت القوى السياسية الموقعة عليه في إثبات مزاعم امتلاكها للشارع وقد خرج الشارع في تظاهرات عدة رفضاً للإتفاق، وقد اتفق اليمين واليسار لأول مرة على رفض خطوة سياسية في مشهد يبدو مرتبكاً، على أن تطاول الأزمة يقود الى سؤال جوهري ومهم يلح عن من هو المستفيد من تطاول الفترة الانتقالية هل هو المكون العسكري أم المكون المدني والأحزاب أم رئيس مجلس السيادة الذي هو قائد الجيش في ذات الوقت.  تعمد الإطالة الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور شمس الدين الحسن يرى ان الجميع غير راغب في إنهاء فترة الانتقال وقال الحسن، الاحزاب لاتريد الذهاب إلى الإنتخابات لأنها تخشى منها وكذلك المكون العسكري وبالضرورة رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الذي هو في الوقت الراهن يجلس على رأس السلطة في البلاد وليس لديه مصلحة في إقامة انتخابات وبالتالي فقدان السلطة والعودة للثكنات وربما فقدان منصبه في القوات المسلحة حال قامت انتخابات أتت بحكومة حزبية مدنية كاملة. وأضاف الحسن الاحزاب كذلك غير راغبة في الإنتخابات لأنها باتت معزولة من الشارع وتخشى من تأثير التيار الإسلامي وعودته للسيطرة على السلطة.  تجربة غريبة وبدوره أكد الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي ان هذه الأوضاع لم يسبق للسودان ان مر بها وقال هذه تجربة غريبة، فقد كانت هنالك ثورتان بالسودان قبل هذه الثورة وكانت القوات المسلحة تنحاز إلى الشارع ثم يحكم مجلس عسكري لمدة عام واحد كحد أقصى ثم تقام الإنتخابات والتي بموجبها يختار الشعب السوداني من يحكمه من قادة الاحزاب والمستقلين ولكن هذه المرة ترفض الاحزاب ويرفض قائد الجيش الإنتخابات وتحديد أجل الانتقالية وفي كل إتفاق جديد يتم تمديد أجل الفترة الانتقالية لعام وعامين حتى اقتربت من الخمسة أعوام دون وجود بارقة أمل في انهائها وتحديد موعد الإنتخابات وقال الطاهر ان هذا الوضع سيقود إلى المزيد من التأزيم وليس في مصلحة الاحزاب ولا المكون العسكري وقال إن الشعب السوداني مل من الوعود والتناحر والصراعات وأشار الطاهر إلى ضرورة إعلان رئيس مجلس السيادة إعلان موعد محدد لإنهاء الانتقالية وإقامة الإنتخابات وأردف أن هذا الوضع الرمادي يخسر فيه الكل خصوصاً البرهان الذي تولى مسؤلية قيادة الدولة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى