مقالات

محمد الحسن جاد الله منصور يكتب : ▪️إلى جنات النعيم ابن أختي الحبيب.. عبد الوهاب عثمان أحمد ابو سوقي

▪️السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*

*▪️كان يوم الثلاثاء العشرون من ديسمبر الجاري يوماً حزيناً أليماً يوم نعى الناعي في الصباح الباكر حبيبنا عبد الوهاب بعد توقف قلبه العليل بمركز السودان للقلب بعد أيام من إجراء عملية قلب مفتوح له.*

*▪️نشأ وترعرع المغفور له بإذن الله؛ عبد الوهاب أبوسوقي، بمدينة الحاج عبد الله في كنف جده لأمه عمنا محمد أحمد منصور، طيب الله ثراه ،الذي كان يتعهده وإخوانه بالرعاية والعناية ويكن له محبة خاصة لما لمسه فيه من مروءة وشهامة ونبل، ينجز كل ما يوكل إليه من مهام بهمة ونشاط وحماس وحيوية وبعزيمة تفوق عمره الغض الصغير النضير. وكان عبد الوهاب عند حسن الظن به دائماً لا يخيب أملاً ولا رجاءً، كان من طينة الطيبين.*

*▪️بعد إكمال الثانوي العام يمم صوب مدينة أم روابة لعمه عبد الرحمن أبو سوقي لإكمال دراسته و العمل معه بالتجارة التي نجح فيها بامتياز وصار ذراع عمه الأيمن ، خلق علاقات واسعة بالتجار يأتي بالبضائع من مدني و الخرطوم باللواري يوزعها بكوستي و دار فور و جنوب السودان.*

*▪️افتتح متجراً بمدينة كوستي شراكةً مع عمه عبد الرحمن ، توسعت تجارته ، خلق علاقات وطيدة مع التجار ورموز المجتمع بالمدينة ، اشترى منزلاً فسيحاً وتزوج إحدى حسان المدينة انجب منها ابنته روا ( طبيبة مقيمة مع والدتها بأستراليا )* ٠

*▪️إشتهر بالجود والكرم والشهامة والنبل والمروءة كما اشتهر بإصلاح ذات كان دوماً محضر خير ، كان رجلاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، أضحى منزله و متجره قبلة لذوي الحاجات ينفق بيمينه ما لا تدري شماله ، كان عليل القلب سقماً وسليمه من الغل و الحسد والشحناء و البغضاء ،ابيضاً نقياً طاهراً محباً للخير لكل الناس ٠ ٠٠.*

*▪️كان صديقي ونديدي ورفيقي وخليلي وتؤم روحي* ٠

*▪️من مواقفه النبيلة التي تدل على كرمه وسخائه كان أحد أبناء المنطقة في طريقه للزواج بإحدى المدن بسيرة بالقطار ، تعطل القطار بكوستي فاستضافهم الفقيد بمنزله، حملهم على كفوف الراحة، نحر لهم الذبائح، أكرم وفادتهم و استأجر بصات لتقلهم لمكان عرسهم.*

*▪️تدخل البعض فأفسدوا علاقته بعمه بحديث كذب ففض الشراكة وباع المنزل ، واحدثوا الوقيعة بينه وحرمه ،انفصل عنها كانت تقف معه في المحن و الإحن والنائبات. كانت موظفة مرموقة بأحد البنوك ، عندما يكون عبد الوهاب في تجارة خارج كوستي تحول من حر مالها المصاريف لوالدته ، ما زال يذكرها بالخير حتى انتقاله للرفيق الأعلى.*

*▪️كان شبيهاً لصديقه حسن النور خلف الله (طيب الله ثراه ) في الجود والكرم ، رحل سريعا كانه على موعدا معه في جنات عدن* ٠

*▪️كان عبد الوهاب (الضو الما بيقولوا ليه سَوْ)* ٠

*▪️كان عشا البايتات و مقنع الكشافات.*

*▪️كان الرائد الذي لا يكذب أهله* ٠

*▪️كان لا يعير المال اهتماماً والتفافاً، يبذله لصديق أو لجار أو قريب أو صاحب حاجة ، يصبح و في معيته الملايين و يمسي وليس لديه جنيه واحد ، كان يؤمن بمقولة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) ، وكما يقال (الجود يُفقر والإقدام قتّال) ، كانت تمر عليه أيام لا يملك فيها درهماً ولا ديناراً* ٠

*▪️طاف البلاد جميعها شرقها وغربها ، جنوبها وشمالها لا يعرف الدعة ولا الراحة و لا السكون عمل تاجراً، و مزارعاً ومقاولاً ،كما عمل بتطهير الترع و القنوات بمشروع الجزيرة ، نقب عن الذهب في جنوب كردفان و في الدمازين ، رغم اجتهاده و مثابرته وصبره لم يكن ذا حظ عظيم ، مر بابتلاءات كثيرة لكنه كان ثابت الجنان قوي الإيمان له همة عالية ، لم يركن للمرض ولا لمرض السكري الذي تمكن منه ، كانت تأتيه نوبات متكررة لكنه لم يعرها اهتماماً، كان يقاوم بشجاعة، حتى أُغمي عليه بأحد المساجد بأم درمان بعد صلاة العصر، حمله المصلون إلى السلاح الطبي ، هرعتُ إليه بعد اتصال من حرمه ، اجتهد الإخوة في السلاح الطبي في إسعافه ، نقلناه على عجل لمستشفى الشعب، أحاطه الأطباء بالعناية و الرعاية ، أُدخل لعملية قسطرة قلبية ليتبين أن هناك ثلاثة شرايين مقفلة بالقلب تحتاج لعملية قلب مفتوح، تم تحويله لمركز السودان للقلب. كان مبلغ العملية كبيراً ، اتصلت ابنته من أستراليا حولت مبلغ مليون جنيه (مليار بالقديم) مساهمة في علاجه. أخبرته بذلك ففاضت عيناه فرحاً وغبطة، تسابق الأهل و الأحباب في المساهمة في علاجه ، كيف لا وقد كانت أياديه بيضاء على الجميع* .٠

*▪️أجريت العملية بنجاح ، لكن حدثت مضاعفات رفعت البوتاسيوم توقفت الكلى ، اجتهد الأطباء كثيراً لإنقاذه لكن كان أمر الله نافذاً ، هرعنا للمستشفى نغالب دموعنا وحزننا. خِفتُ كثيراً على والدته التي سقطت على الأرض من هول الفاجعة.*

*▪️تنادى الأهل والأحباب لمركز القلب يذرفون الدمع السخين.*

*▪️تحركنا بالجثمان بعد تجهيزه للحاج عبد الله، خرجت البلدة عن بكرة أبيها لاستقبالنا. وجدنا صعوبة كبيرة لإدخال النعش للمنزل ليلقي الأهل النظرة الأخيرة عليه، ثم حُمل النعش على الأعناق للمقابر ليُوارى الجثمان الطاهر الثرى بمقابر الحاج عبدالله، وجدنا الآلاف في انتظارنا حضروا من كل حدب وصوب للمشاركة في تشييعه، حضر الأهل من أم روابة ومن الشمالية ومن المدن و القرى المجاورة و من الخرطوم. كان تشييعاً مهيباً. كانت للفقيد علاقات و صداقات واسعة اكتسبها بحسن خلقه وكريم خصاله وشهامته* ٠

*▪️اللهم إن عبدك؛ عبد الوهاب أبوسوقي، قد أتاك ضيفاً فأكرم و فادته ونزله وأدخله فسيح جناتك يارب العالمين، مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، بفضلك ومنِّك وكرمك يا رب العالمين. اللهم أخرجه من ضيق اللحود و مراتع الدود إلى جناتك جناتك الخلود يا رب العالمين. اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً يارب العالمين، اللهم وسع له في قبره مدَّ بصره واجعل قبره روضة من رياض الجنة يا أرحم الراحمين، واربط يا الله على قلب والدته وأسرته وألزمهم الصبر الجميل يا رب العالمين ، (إنا لله وإنا إليه راجعون).*

*▪️خالك*

*▪️محمد الحسن جاد الله منصور*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى