تقارير

وجدي صالح مايزال يناور

يرى كثير من المراقبين ان تصريحات وجدي صالح لاطائل ورائها وليست سوى وسيلة جديدة من عروضه المسرحية ليقول نحن هنا! ليذكر الناس بوجودهم بعد ان الف تقديم العرض المسرحي كل خميس لفترة طويلة ينتظره فيها غالب اهل السودان ضمن قرارات لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو المجمدة بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي!
ماذا يعني وماذا يريد ان يقول حينما يحاول ايهام الجميع برفض المبادرة الاممية والجميع يعرف ان مركزية الحرية والتغيير التقت مرارا وتكرارا بفولكر وانهم انخرطوا في المحادثات غير المباشرة التي اقامتها اللجنة الثلاثية كمقدمة للحوار المباشر الذي سوف يقوم مابين الاطراف السودانية وقد بات الجميع يعلم ان الحرية والتغيير تعمل الشئ وتقول ضده؟!
وذلك بالضبط مايبقي ازمة الثقة فيما بينهم كتيارات سياسية ماتزال موجودة وهي في اتساع مابين مكونات الحرية والتغيير بدليل اللقاءات السرية المنفردة بالمكون العسكري للعودة الي السلطة التي عمقت ازمة الثقة بينهم وليس كما يقول وجدي انها في سبيلها الي الانتهاء تماما مثلما ذهب يهذئ
بازمة الثقة بين الحرية والتغيير والثوار ويهوِّن من اتساعها وهي تزيد يوميا حتي اصبح خرقها لايرتق! وهي بالمناسبة ليست وليدة اللحظة او اليوم وانما منذ حكومتي حمدوك الاولي والثانية مواكب تصحيح المسار والدعوة الي إسقاط الحكومة وماتجلي من ازمة الثقة في رفض الثوار لرموز وقيادات الحرية في المواكب بل ومحاولة ضربهم وتخليص كل ذلك في شعار “بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم”!
وجدي صالح يعلم حجم انعدام الثقة الكبير بينهم وبين الشارع وبينهم وبين المكون العسكري وبينهم وبين بقية التيارات السياسية التي ظلت تشكو من الاقصاء والهيمنة والتمكين ويعلم الجميع حتي اؤلئك الذين يختلفون مع قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ان الحيثيات التي قادت اليها في اغلبها صحيحة ومن فعل الحرية والتغيير التي سيطرت علي القرار واقصت الاخرين فعمقت من ازمة الثقة وباعدت مابين الجميع حتي هذا الانهيار الذي يعيشه الوطن!
ان وجدي صالح يحاول جهد امكانه ان يقول اي كلام؛ انه يهذئ؛ فقط لكي يحاول ان يكون حاضرا بعد ان تم نسيانه! حتي من الجماهير الثائرة التي ظلت محتاجة لابسط حقوقها وضرورات حياتها في ظل حكومتهم التي فشلت في احداث اي تغيير ايجابي في حياتهم لهذا ماتزال ازمة الثقة قائمة وعميقة بينها وبينهم!
علي الحرية والتغيير الاستفادة من الدرس ونقد الذات بكل شفافية اذا ارادت ردم فجوة الثقة الكبيرة فيما بينها كتيارات او بينها وبين الشارع الثوري لان تجربتها في الثلاث سنين الماضية لا تبشر بإعادة ما انفرط من عقد ثقة فيما بينها والجماهير التي ظلت تلهث خلف احتياجاتها الضرورية وما تزال وهو بسبب بسيط؛ فقط لان الحرية والتغيير اثبتت فشلا ذريعا وضيعت فرصة لن تتكرر مرة اخرى في كتاب تاريخ التطور السياسي للوطن مرة اخرى!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى