أعمدة

بابكر يحيى يكتب في (صفوة القول) .. *إلى خطباء الجمعة ؛ حدثونا بما يعانق أسماعنا ويطرب آذاننا ، وعرفونا بالله وذكرونا بأيامه..!!*

*▪️ الجمعة ليست مناسبة تقليدية يستمع فيها الناس للحديث التقليدي المكرر.. الجمعة ليس يوماً عادياً كسائر الأيام ، الجمعة مناسبة مهمة وعيد ديني يجتمع فيه المسلمون في المساجد لمناقشة كلما يهم أمر دينهم ودنياهم، فلا تضيعوا عليهم هذه اللحظات بالأحاديث المكررة التي ما عادت تعانق اسماعهم وتطرب آذانهم لأنها اصبحت مالوفة وليس فيها تطوير او تجديد أو حتى عمق في الطرح والمنهج..!!*

*▪️ حدثوا الناس عن غفلتهم وعن كيف ينصرون الله ، بل حدثوهم عن الله وعرفوهم عليه دعوهم يعرفون رحمته ولطفه وكرمه وكيف هو رحمان رحيم وكيف هو شديد العقاب.. علموهم أنهم مبتلون وأنهم ممتحنون فمن صبر على دينه نجا ومن لم يصبر فقد ضل سواء السبيل ..*

*▪️ حدثوهم عن كيف كان السلف الصالح يربي أبناءهم ؟ وكيف كانوا يغرسون فيهم منظومة القيم، وقولوا لهم أن واجب الرجل داخل بيته ليس محصورا في جلب الأكل والشرب والملبس، بل هناك جانب تربوي أمر به الإسلام الآباء والامهات.. علموهم كيف يخاطبوا ابناءهم وكيف يتعرفون على أحوالهم.. احوالهم الفكرية والثقافية والقيمية..!!*

*▪️ سادتي خطباء الجمعة.. حدثوا الناس عن خطورة موالاة الباطل ونصرته ؛ وعن تعارض ذلك مع أصول دين الإسلام، حدثوهم عن أن المسلم ليس محايدا في شأن دينه ، قولوا لهم أن المسلم الحق لا يرضى بالتبعيض في دينه، علموهم ان العلمانية كفر وأن من يويدها يخالف اصول شرع الله وأن الله لا يقبل الكفر ببعض الكتاب والإيمان ببعضه ..!!*

*▪️ علموهم أن النص القرآني أقوى من فلسفة الفلاسفة ؛ وأقدس من أقوال الساسة وقادة الجيوش ؛ علموهم أن النص القرآني أكبر من مؤمرات الانظمة مهما كانت قوتها وآلتها الإعلامية والعسكرية والأمنية ؛ فعظمة نصوص القرآن لا يضاهيها موقف ولا تضعفها تهمة ، علموهم أن الدين هو الأصل – فإن سرق أحد الملتحين أو أحد الذين يتحدثون باسم الدين فإن المشكل ليس في الدين وإنما في من سرق فاليبغض الناس الفعل والفاعل وليحبوا دينهم الذي ارتضوه فهو أسمى وأكبر تقديسا..!!*

*▪️ علموهم أن المنافقين كانوا موجودون حتى في عهد عز الدولة الإسلامية ومجدها الأول، وفي حضرة النبي الكريم (صل الله عليه وسلم ) – لكنهم لم ينالوا من الإسلام شيئاً، ولم يتبعهم إلا الأشقياء، وأخبروهم أن الله اختار لهم أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار (والعياذ بالله)..!!*

*▪️ نبهوهم أن المنافقين ابتلاء لهذه الأمة – فالضعفاء وحدهم من يتخلون عن دينهم لأن هناك جماعة او حزب أو فرد اخطؤوا في مسألة ما من مسائل الدين ؛ الضعفاء وحدهم من يتبعون المنافقين ، المنافقون الذين يتبدلون كما الليل والنهار ويقولون ما لا يفعلون ..*

*▪️ علموهم كيف للمؤمن ان يكون قوياً وقولوا لهم أن الاقوياء في دينهم لا بستبدلون مواقفهم مقابل الأخطاء أو الأهواء ، الأقوياء يظلون ثابتون على دينهم ومبادئهم حتى يلقو الله غير ضالين ولا مبدلين..*

*▪️ علموهم أن الدين هو تجارة مع الله وهي من أفضل انواع التجارة لانها لن تبور وليس لها مدة صلاحية، وليس فيها خسارة فهي ربح فقط .. نبهوهم بألا ينخدعوا بأقوال الجهلة والساقطين واتلو عليهم قوله تعالى (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا).. وذكروهم بأيام الله..*

*▪️ قولوا لهم إن الصلاة ليست هي حركات رياضية يقف الرجل ثم يركع ثم يسجد ثم يجلس إنما هي رباط روحي ووصل مع الله وهي لحظات للقشعريرة والخشوع ومغادرة مسائل الدنيا والشعور بالهيبة والرهبة وانت واقف بين يدي الله.. وعلموهم كيف هي تنهى عن الفحشاء والمنكر..!!*

صفوة القول

*إلى خطباء الجمعة.. عرفونا بالله وذكرونا بأيامه ولا تقرؤوا علينا من كتاب واحد يسمى كتاب الخطب المنبرية ولا تجعلوا الدين كسيحا ونصوصه تاريخية.. بل دعوا الناس يرون كيف هو صالح لكل زمان ومكان، والله المستعان.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى