أعمدة

ادوات مكافحة الشائعات في الفضاء السيبرانى.. بقلم:المهندس اسماعيل بابكر

شبكات التواصل الاجتماعي تمثل بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتداولها بشكل فائق السرعة بفعل خصائص التشبيك والبث الفوري والتداول الجماعي التي تتمتع بها وهي الأمور التي أثارت في مجملها جهودًا عديدة من أجل البحث عن طرق جديدة ومبتكرة للمواجهة تواكب تطور أدوات اختلاق الشائعات ونشرها.
استخدام الشائعات كسلاح سياسي ليس بالأمر الجديد بل ظلت الأخبار المزيفة جزءًا رئيسيًّا من حملات الدعاية والحروب النفسية عبر عقود ولكن تكتسب الشائعات عبر الإنترنت زخمًا جديدًا في ظل عوامل رئيسية، أهمها: اتساع نطاق الانتشار بما قد يمتد للعالم أجمع، وسهولة تجهيل مصدر الشائعة وإطلاقها خاصة مع انتشار الحسابات الوهمية في المواقع الاجتماعية جانب إمكانات الانتشار السريع عبر الشبكات الاجتماعية وكذلك توافر أدوات تزييف الصور وفبركة الفيديوهات التي تضفي حبكة محكمة على محتوى الشائعة تساعد في انتشارها.
ولم تعد الشائعة بمفهومها التقليدي هي المحتوى المضلل الوحيد على الشبكة وإنما تنوعت أساليب التزييف والتضليل في بيئة المعلومات مثل الأخبار الزائفة في عدة أنواع هي المحتوى الملفق وهو غير صحيح في معظمه ويهدف للخداع والأذى والمحتوى المزور الذي ينتحل هوية المصادر الحقيقية. والمحتوى المضلل الذي يستخدم المعلومات بطريقة مضللة لتوجيه الاتهام زورًا والتلاعب بالمحتوى. والسياق المزيف والربط المزيف بوضع عناوين أو صور ليس لها صلة بالمحتوى وأخيرًا التهكم أو السخرية التي قد تتسبب أيضًا في التضليل.
وقد استحوذت شبكات التواصل الاجتماعي على جانب كبير من الاهتمام عند بحث انتشار الشائعات عبر الإنترنت في ظل انتشارها العالمي وإمكاناتها لتعزيز فرص النشر والتواصل .
إذا كانت التكنولوجيا عاملاً فاعلاً في هذا الانتشار الكبير للشائعات والأكاذيب عبر فضاء الإنترنت، فإنها أيضًا وفرت الحلول لمكافحة تلك الأكاذيب ومحاصرتها، وذلك عبر أدوات جديدة استحدثتها شركات التكنولوجيا ومعامل الأبحاث، والتي يمكن تحديد أهمها في:
أولا- تطبيقات الذكاء الاصطناعي: والتي تعتمد على خوارزميات متطورة لتحليل المعلومات ورصد الأخبار المزيفة بشكل فوري وأوتوماتيكي وأكثر سرعة من مجموعات رصد المعلومات المزيفة التقليدية.
ثانيًا- التعقب الرقمي: وهي الحلول التي لا تكتفي برصد الشائعة فقط ولكنها تعمل على تتبع انتشارها وتعقب مصدرها والتحقق من عناصرها بشكل فوري ومنظم.
ثالثًا- مراكز التحكم في الشائعات: وهي مراصد مزودة بالتقنيات والتطبيقات التقنية اللازمة لمتابعة الفضاء السيبراني
رابعًا- المبادرات المتخصصة: وهي المشروعات التي يتم إطلاقها بغرض مكافحة الشائعات في فترة أو نطاق محدد مثل: مشروع كروس تشيك الذي أطلقه تحالف “فيرست درافت” لمكافحة الأخبار المزيفة في غرف الأخبار، والذي تخصص لمكافحة المعلومات المضللة والمزيفة في فترة انتخابات الرئاسة الفرنسية. وكذلك مبادرة CredibleU التابعة لمركز الابتكار الرقمي لجامعة ليدن الأمريكية، والتي تستهدف السياسيين وسلوكهم على تويتر.
كما أطلق فيسبوك مشروعًا لمكافحة الأخبار المزيفة على فيسبوك أثناء الانتخابات الهولندية والفرنسية، وقام بالفعل بإغلاق 30 ألف حساب في فرنسا قامت بإعادة ونشر ومشاركة أخبار مزيفة.
خامسًا- المكافحة التشاركية: والتي تقوم على إدماج المستخدم نفسه في مواجهة الشائعات عن طريق نشر الوعي بين المستخدمين وحثهم على الإبلاغ عن المحتوى المشكوك فيه وهو ما اتبعه فيسبوك، حيث أضاف إرشادات للمستخدمين لضبط الأخبار المزيفة على تطبيقه للهواتف المحمولة في 14 دولة حول العالم، وأتاح للمستخدمين تحديدها والإبلاغ عنها لتنتقل مباشرة إلى جهات مسئولة عن عمليات التدقيق والتحقق.
وهو يجمع صحفيين محترفين إلى جانب مجموعة من المتطوعين بهدف إصدار تقارير يكون التحقق فيها من المعلومات أمرًا أساسيًّا وبواسطة تقنيات رقمية حديثة في إطار من التشارك بين المستخدمين الذين يتولون دورًا محوريًّا في عمليات الإبلاغ والتدقيق.
وهي المساهمات التي تعبر كلها عن إدماج المستخدمين في عمليات المكافحة والاستفادة من خصائص الاندماج والتواصل والتشارك التي تعد سمات أساسية للتواصل الرقمي.
سادسًا- نظم إدارة السمعة الرقمية:
وهي نظم ارتبطت بالعلاقات العامة وبيئة الشركات والأعمال ولكن يمكن الاستفادة منها بشكل عام في رصد الموضوعات المتداولة وجمع ردود الفعل بشأنها وصياغة الردود أو محتوى مضاد ونشرها.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى