أعمدة

-محجوب فضل بدری يكتب : جَرٔ،جَرْتْ جَرْ جَرْتْ* !!

-قال المرحوم (الشريف زين العابدين الشريف يوسف الهندی)،ناٸب رٸيس الوزراء وزير الخارجية،فی حكومة المرحوم( السيد الإمام الصادق الصديق عبدالرحمن المهدی)،ناعياً الحكومة الحزبية الأخيرة المكونة من إٸتلاف حزبی الأمة القومی،والإتحادی الديمقراطی،مع (شوية) ممثلين من أحزاب صغيرة أخری،،قال الشريف زين العابدين معدداً إخفاقات حكومتهم:-
( فی فساد،نقول مافی !!فی محسوبية، نقول مافی !! )وعدد الشريف الكثير من سلبيات الحكومة،التی لم يجد لها حسنة واحدة،ثمَّ خَلُصَ إلی القول وهو يخبط منضدة البرلمان، بألمٍ وحُرقة :- ( *والله ديمقراطيتكم دی، لو شالها كلب ما يلقی زول يقول ليهو جَرْ !!*)۔وكلمة جَرْ، تُقال لزجر الكلب وطردِهِ،وقد يُقال جَرْتْ،،آه
– رحم الله الشريف،إذ لم يدُرْ بِخُلِده أن يجٸ (كلب) ليشيل حرية السودان،وإستقلاله!!وليس ديمقراطتيته فحسب،ولا يجد من يقول له (جَرْ) !! فلو إنه إستمع لناٸب رٸيس المجلس (السيادی)،وهو ينعی (السيادة) حين قال فی لقاء إعلامی:- *(وقعنا علی الإتفاق وكراعنا فوق رقبتنا !!-وفی مناسبة أخری- يقول:- كان قلنا السفارات، ما متدخلة نكون كضابين!!كان قلنا السفارات، ما مَسَيِرَانا،نكون كضابين!!)* لو سمع الشريف ذلك إذاً لمات فی قبره -الكاٸن تحت شجرته الظليلة،بمزرعته فی حلة كوكو- مراتٍ ومرات،لو سمع الشريف،بعض الناشطين يتبجحون،بعمالتهم للسفارات ويٶكدون علی ذلك بقولهم (حنمشی للسفارات دی سفارة سفارة !!) وقد بدت البغضاء من أفواههم،وما تخفی صدورهم أكبر !! إذاً لأدمی الشريف اصابعه عضَّاً،ولزفر زفرة حرَّی لفظ معها أنفاسه مرة أخری !! ولو شَهِد الشريف جلسات ما سُمِّیَ بالإتفاق الإطاری،وسفراء دول الإستكبار،يتصدرون المشهد،وسفراء دولٍ عربية لم تسمع بالديمقراطية، ولو فی الأحلام،وهم يحدثوننا عن (التحول الديمقراطی)!! إذاً لذهبت نفس الشريف عليهم-فی القبر- حسراتٍ۔
*﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنࣰاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَیۡهِمۡ حَسَرَ ٰ⁠تٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَصۡنَعُونَ﴾*
– وللشريف أن يُساٸلنا،مُعَنِفاً ومُنبِهاً ، أليس فيكم رجلٌ رشيد!! مافيكم راجل يقول لهٶلاء وأُولٸك، جَرْ !! ألم تتخذوا من كلماتی تلك منطلقاً لتقويض تلك الحقبة الباٸسة،وأعلنتم الإنقاذ !! فأیُّ الفريقين أحقُّ بالثورة عليه،تلك الحكومة الحزبية الوطنية المتعثرة،أم هذه الحكومة الخاٸرة الخاسرة،التی خسرت الدنيا والآخرة وأسلست قيادها للإستعمار الحديث،جَوَّزت العمالة للسفارات،ورهنت قرارها للخارج،وباعت الإستقلال بأبخس الأثمان،فی سوق النخاسة الدولی !!
– فهل من مجيب علی هذه الأسٸلة الحارقة،وهل يمكن زجر كلاب السياسة المزمجرة هذه بكلمة جَرْ،أم إنّ قواعد اللعبة قد تغيرت،فلم تعُد الكلاب تحفل بلفظة جَرْ أو جَرْتْ،فلا تزدجر۔

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى