الأخبار

حزب التحرير يرد على “الخلافة بالهاشتاق.. واللادولة في السودان”

رد صحفي
رداً على افتراءات صاحب مقالة
“الخلافة بالهاشتاق… حزب التحرير واللادولة في السودان”
اطلعنا في الموقع الإلكتروني (أساس ميديا) على مقالة للأستاذ أحمد المسلماني، بعنوان: (الخلافة بالهاشتاق… حزب التحرير واللادولة في السودان)، بتاريخ الأربعاء 11/01/2023م، وقد كتب الكاتب مقالته على طريقة رجال المخابرات، حيث كانت المقالة مليئة بالأكاذيب، والافتراءات، والإيحاءات السالبة، والإشارات المضللة.
وحتى يقف الناس على الحق والحقيقة، سنتناول بعض الافتراءات التي جاءت في المقالة، ونبين ما فيها فنقول:
أولاً: ذكر الكاتب أن حزب التحرير في السودان لا يعترف بالجغرافيا السياسية للبلد، وحسب تصريح ناطقه الرسمي “نحن لا ننتمي إلى السودان، لكنّنا ننتمي إلى الإسلام”. وسؤالنا للكاتب، من الذي صنع لنا هذه الجغرافيا السياسية؟ هل حددها لنا رب العزة سبحانه، أم حددها لنا رسول الله ﷺ؟! فأنت تعلم والجميع يعلمون أن هذه الجغرافيا السياسية صنعها لنا سايكس وبيكو وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا في سنة 1916م، فهما من وضعا هذه الحدود الوهمية، أما انتماؤنا للإسلام فهو الأصيل، يقول سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
ثانياً: ادعى كاتب المقالة أننا في حزب التحرير قمنا بتكفير الرئيس عمر البشير، وأن شعارنا بعد رحيله (بالخلافة نقتلع نفوذ الكافر)، لا ندري من أين أتى بهذه الفرية، فنحن لا نكفر أحدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولم يرد أن قمنا بتكفير حاكم لأننا نحاكم الأفكار والأفعال ولا نحاكم الأشخاص، لأن مسألة تكفير شخص تحتاج شرعاً إلى محكمة، وحزب التحرير ليس محكمة، وإنما هو حزب سياسي يسعى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، أما الأنظمة المتحكمة في العالم اليوم، بما فيها البلاد الإسلامية، فهي أنظمة غير إسلامية، وهذا يعني أنها أنظمة كفر لا يحابي في ذلك مسلم مخلص عاقل. أما شعار (بالخلافة نقتلع نفوذ الكافر) فهو شعار حقيقي لأن الواقع اليوم أن الكافر المستعمر هو الذي يتحكم في بلاد المسلمين، وبخاصة السودان، وهذا يعلمه تلميذ في مرحلة الأساس في السودان، والحقيقة هي أن نفوذ الكافر لن يستطيع هؤلاء الرويبضات المتحكمون في رقاب الأمة أن يقتلعوه، لأنهم مجرد عملاء ينفذون إملاءات الكافر المستعمر السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها على بلادنا، فالخلافة بوصفها دولة المسلمين، هي وحدها التي تستطيع قلع نفوذ الكافر من بلادنا، والأصل أن هذا يسر الكاتب إن كان مسلماً مؤمنا بالله ورسوله، وبأنظمة الحياة التي جاء بها رسولنا الكريم ﷺ، لا أن يعيبه ويعتبره سبة في حق الحزب! فإن أي مسلم غيور على الإسلام والمسلمين يتمنى أن يقتلع نفوذ الكافر المستعمر اليوم قبل الغد.
ثالثاً: قال الكاتب: (هاجم حزب التحرير “الاتّفاق الإطاريّ” الذي يمثِّل وفق رأي الكثيرين “الأمل الأخير” لإنقاذ السودان من الانهيار)، إن كان الكاتب لا يدري فليسأل أهل السودان الذين يعلمون أكثر منه، أما إن كان يقصد (وفق رأي الكثيرين)، يقصد بها الكفار المستعمرين؛ أمريكا وبريطانيا وتوابعهما من عملائهما المحليين والإقليميين، فنقول نعم هو رأيهم، وهم كاذبون، فهذا الاتفاق الإطاري هو السكين الصدئة التي يراد بها ذبح السودان حتى لا تقوم له قائمة، فكيف يكون الاتفاق الإطاري أملاً لإنقاذ السودان من الانهيار، وهو الذي يحمل في أحشائه تمزيق ما تبقى من السودان بالفيدرالية، وقبلها يسلخ السودان من هويته الإسلامية وجعله بلدا علمانيا مسخا يفصل الدين عن الحياة؟! فليعلم الكاتب، ومن هم على شاكلته، أن الذي يمنع السودان من الانهيار هو فقط الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
رابعاً: ذكر الكاتب في مقالته أنّ راية حزب التحرير هي ذاتها راية تنظيم القاعدة، إذ تجري كتابة عبارة التوحيد بالخطّ الأبيض على راية سوداء، وأنّ كلّاً منهما يدعو إلى تأسيس خلافة إسلامية عالمية، قبل أن يتنافسا على تلك السلطة الوهمية ويشتعل الصراع بينهما. إن الراية التي تتحدث عنها أيها الكاتب الهمام ليست هي راية حزب التحرير، ولا تنظيم القاعدة، وإنما هي في الأساس راية الحبيب المصطفى ﷺ، وتسمى راية العقاب، وهي سوداء، مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله بخط أبيض، وقد تعلمون أن الرسول ﷺ، وقد كان قائد الجيش في خيبر، قال ﷺ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، فَأَعْطَاهَا عَلِيًّا.
أما الدعوة إلى الخلافة فهي شرف لكل مسلم يؤمن بأحاديث الرسول ﷺ التي تؤكد أن أمر سياسة الدنيا، وحفظ الدين وحمله رسالة هدى ونور إلى العالمين لا تقوم به إلا الخلافة، وهي وعد الله، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾، وهي بشرى حبيبنا المصطفى ﷺ القائل: «… ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
والخلافة ليست سلطة وهمية، وإنما هي سلطة حقيقية كانت في الماضي قوة يهابها الشرق والغرب لأكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان، وهي كذلك ستعود كما كانت، وهذا الأمر هو الذي يخيف الكفار وأعوانهم فيعملون للحيلولة دون قيام الخلافة أو تأخير قيامها.
وهذه بعض التقارير والمقالات والتحليلات المتعلقة بتوقع الغرب لعودة الخلافة وقلقه حيال ذلك:
– أعلن بوتين رئيس روسيا في كانون أول سنة 2002م: “إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس (خلافة إسلامية)”، وكان بوتين يتحدث في حوار تلفزيوني مباشر أجاب خلاله عن 50 سؤالاً اختيرت من بين مليوني اتصال هاتفي من سكان روسيا.
– قال هنري كيسنجر في خطابٍ ألقاهُ في الهندِ بتاريخِ السادسِ مِنْ تشرين الثاني 2004م في مؤتمرِ هندوستان تايمز الثاني للقادةِ ما يلي: “إنَّ التهديداتِ ليستِ آتيةً مِنَ الإرهابِ، كذلِكَ الذي شهدناهُ 11 أيلول/سبتمبر، ولكنَّ التهديدَ آتٍ منَ الإسلام الأصولِيِّ المتطرفِ الذي عملَ على تقويضِ الإسلامِ المعتدلِ المناقضِ لما يراهُ الأصوليونَ في مسألةِ (الخلافة الإسلامية)”.
– وقالَ كيسنجر أيضاً: “إنَّ العدوَّ الرئيسيَّ هو الشريحةُ الأصوليةُ الناشطةُ في الإسلامِ التي تريدُ في آنٍ واحدٍ قلْبَ المجتمعاتِ الإسلاميةِ المعتدلةِ وكلِّ المجتمعاتِ الأخرى التي تَعتبرُهَا عائقاً أمامَ (إقامةِ الخلافة)”، (مجلةُ نيوزويك في عددِهَا الثامنِ من تشرين الثاني/نوفمبر 2004م).
– نشرت صحيفة الحياة في 15/1/2005م تقريراً نشرته رويترز، تحدث عن أربعة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في العالم، وكان السيناريو الثالث الذي حذَر منه التقرير هو (الخلافة الجديدة) كما أسماها التقرير.
– وتحدثَ رئيسُ وزراءِ بريطانيا السابقُ توني بلير أمامَ المؤتمرِ العامِ لحزبِ العمالِ في 16/7/2005م، فقالَ: “إننا نُجابِهُ حركةً تسعى إلى إزالةِ دولةِ (إسرائيلَ)، وإلى إخراجِ الغربِ منَ العالمِ الإسلاميِّ، وإلى إقامةِ دولةٍ إسلاميةٍ واحدةٍ تُحَكّمُ الشريعةَ في العالمِ الإسلاميِّ عن طريقِ (إقامةِ الخلافة) لكلِّ الأمةِ الإسلاميةِ”. وصرّحَ كذلكَ في أيلول/سبتمبر 2005م قائلاً: “خروجُنَا منَ العراقِ الآنَ سيؤدي إلى ظهورِ (الخلافة) في الشرقِ الأوسط”.
– قالَ الرئيسُ الفرنسيُّ السابق ساركوزي في 24/8/2007م: “لا داعي لاستعمالِ لغةِ الخشبِ لأنَّ هذهِ المواجهَةِ يرغبُ فيها “المتطرفون” الذينَ يحلُمُونَ بإقامةِ الخلافة من إندونيسيا إلى نيجيريا، رافضينَ أيَّ شكلٍ مِنْ أشكالِ الانفتاحِ وأيَّ شكلٍ مِنْ أشكالِ الحداثةِ والتنوعِ” بحسبِ زعمِهِ. وقالَ حينَهَا: “إنَّهُ لا يستهينُ بإمكانيةِ المواجهةِ بينَ الإسلامِ والغرب”.
– صرّحَ بوش في 6/10/2005م، مشيراً إلى وجودِ استراتيجيةٍ لدى مسلمينَ تهدفُ إلى إنهاءِ النفوذِ الأمريكيِّ والغربيِّ في الشرقِ الأوسطِ، فقالَ: “إنَّه عندَ سيطرتِهِم على دولةٍ واحدةٍ سيستقطبُ هذا جموعَ المسلمينَ، ما يُمكنُهُم منَ الإطاحةِ بجميعِ الأنظمةِ في المنطقةِ، (وإقامةِ إمبراطوريةٍ أصوليةٍ إسلاميةٍ) منْ إسبانيا وحتى إندونيسيا”.
– ويقولُ وزيرُ الداخليةِ البريطانيِّ السابق تشارلز كلارك في كلمةٍ له في معهدِ هيرتريج في 6/10/2005م: “لا يُمكنُ أنْ تكونَ هناكَ مفاوضاتٌ حولَ (إعادةِ دولةِ الخلافة)، ولا مجالَ للنقاشِ حولَ تطبيقِ الشريعةِ الإسلامية”.
– وصرحَ جورج بوش في خطابٍ له للأمةِ الأمريكيةِ في 8/10/2005م قائلاً: “يَعتقدُ المقاومونَ المسلحونَ أنَّهم باستيلائِهِم على بلدٍ واحدٍ سيقودونَ الشعوبَ الإسلامية ويمكنونَهُم منَ الإطاحة بكافةِ الحكوماتِ المعتدلةِ في المنطقةِ، ومنْ ثَمَّ إقامةَ (امبراطوريةٍ إسلامية) متطرفةٍ تمتدُّ منْ إسبانيا إلى إندونيسيا”.
وللأسف يساعدهم على ذلك بعض أبناء المسلمين المضبوعين بالثقافة الغربية الآسنة.
خامساً: مما جاء في مقالة الكاتب: (إنّ ما يطرحه حزب التحرير الإسلامي، والقوى الخارجية التي تدعمه بشأن “الخلافة العالمية”، إنّما يهدف في الواقع إلى هدم الدولة الوطنية، وتدمير الجيوش الوطنية، ثمّ الفوضى، وفي كلمة واحدة: اللادولة). نعم إننا نسعى لهدم الدويلات الوطنية الوظيفية التي صنعها الكافر المستعمر لتحافظ له على سيطرته ونفوذه في المنطقة، وتطبيق أنظمته على المسلمين، وتجعل ثروات الأمة نهبا للكافرين، نعم نريد هدمها، لا لنوجد الفوضى كما يدعي الكاتب، وإنما من أجل أن نوقف الفوضى التي صنعها الكافر المستعمر، ويحرسها نواطير لا يرقبون في الأمة إلاّ ولا ذمة، ونقيم دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
أما الجيوش فضباطها وجنودها هم أبناء المسلمين، بل هم من سيعطون النصرة لحزب التحرير ليقيم الخلافة، ويوحد بلاد المسلمين، فتتوحد تبعا لذلك جيوش المسلمين لتكون جيشاً واحدا مهمته حماية بيضة الإسلام وحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم الضال، فكيف ندمر قوة الأمة؟! فقط سنحول ولاءهم إلى الإسلام، وهو أمر أيسر من رد الطرف، وهذا أيضا يخيف الكافر المستعمر وأذنابه. والكاتب يعلم أن ليست هناك قوى خارجية تدعمنا لإقامة الخلافة غير المخلصين من أبناء الأمة وقواها الحية، فكيف يدعمنا من نسعى لإسقاطهم ودك عروشهم إن كنت تعني أي دويلة من الدويلات الضرار القائمة في بلاد المسلمين؟! أما إن كنت تعني العالم الغربي فهذا كلام لا يعقل، ولا يصدقه أحد، فكيف يدعمنا من نسعى لأخذ قيادة العالم منهم؟!
ختاماً، نقول للكاتب: اتق الله وثب إلى رشدك، واعلم أن مشروع الخلافة هو مشروع الأمة وأنت أحد أبنائها، فالأصل أن يكون قلمك عونا لهذا المشروع، لا أن يكون عوناً لمشاريع الغرب الكافر المستعمر!
ونقولها لك، ولكل من يشك في مشروع الأمة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، إنها قائمة رغم أنف أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها من دول الكفر قاطبة، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان
الخميس ١٩ جمادى الآخرة ١٤٤٤هحرية
١٢/٠١/٢٠٢٣م

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى