أعمدة

(ولنا رأي) .. صلاح حبيب .. ايام في الامارات( ٢)!!

وصلت فندق روتانا أبوظبي عند السادسة تقريبا صباحا وجدت حفاوة الاستقبال من عاملي الفندق ومن ثم. وجدت رسالة ترحيب من الأخ عمر السعيدى مدير قسم الإعلام بلجنة مهرجانات التراث الثقافي بابوظبي. والذي ظل متابعا رحلتي الي ان وصلت، خلدت للرحلة لان الرحلة كانت مرهقة والسفرية تجاوزت الثلاثة ساعات ،عند الواحدة تقريبا وصلتني رسالة من الأخ عمر يقول فيها سوف تاتيك سيارة عند التاسعة مساء تقلني الي مسرح راحة الشاطئ الذي تقام فيه منافسات المتسابقين علي أمير الشعراء، مضي الوقت سريعا وجاء الزمن المحدد. ووصلني السائق عمنا فؤاد السورى الجنسية الذي يعمل سائق في اللجنة، وصلنا المسرح واستقبلني عند المدخل الاستاذ عمر الذي لم التق به من قبل ولم يلتق بي استقبلني بابتسامة رقيقة تكسو وجهه وهي ابتسامة ظلت دائمة لدى كل المسؤولين الإماراتيين حتي السفير حمد الجنيبي تظلله تلك الابتسامة ولم اره بغيرها. مما يدل. علي ان اهل الامارات يتمتعون بتلك الخصال الإسلامية وتبسمك في وجه أخيك صدقة، دخلت مع الاستاذ عمر الي المسرح واجلسني في مقدمة الصفوف ،المسرح عبارة عن تحفة رائعة مضاءة بانوار تشرح القلب وتحلق بك في السموات العلي، لم تمضي بضع دقائق واطلت لجين عمران مذيعة ممشوقة القوام عليها من الجمال الرباني وافتتحت البرنامج بصوت جهوري ولغة عربية فصيحة إعادتنا الي ايام المذيعين الفحول أصحاب الامكانيات والقدرات العلمية الفائقة، استعرض المتسابقين الأربعة في الجولة الاولي. التي تربع علي عرشها الموريتاني بعد ان اعتمدته اللجنة الفائز الأول دون الحاجة الي تصويت الجمهور او التصويت عبر الوسائط الأخرى ومن ثم قدمت الحلقة الثانية واستعرضت الشعراء المشاركين الأربع الإماراتية نجاة الظاهري وفراس المغربي ومحمد اليوسف من البحرين والشاعرة السودانية شريهان الطيب ،تحدث كل شاعر عن نفسه وقدم قصيدته المشارك بها بالطريقة التي إرادها، الجميع كانوا شعراء شباب يحاولون ان يعيدوا لنا عالم الشعر الفصيح الذى كادت ان يندثر ،كانت شريهان الطيب اول المتسابقين التي استعرضت قصيدتها بعنوان معزوفة لسيدة الكمان
البرنامج جاء
بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث الثقافي، وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، وكانت الجولة الثانية من البرنامج مساء الأربعاء 11 يناير 2022، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة الثانية من حلقات البث المباشر من برنامج “أمير الشعراء” في موسمه العاشر الذي يعد أضخم مسابقة تلفزيونية للشعر الفصيح في الوطن العربي، وذلك عبر قناتي أبوظبي وبينونة.
واستهلت الحلقة التي حضرها حشد ضخم جمع الاعلامين والمهتمين بالشعر العربي الفصيح
في مسرح شاطئ الراحة وخلف الشاشات، مع الشاعرة كانت البداية الأولى في الحلقة مع الشاعرة شريهان الطيّب من السودان، وقصيدتها “عزفٌ لسيدة الكمان” التي أهدت فيها العطر للأنثى المتمردة على الأغلال متتبعةً خيوط الضوء ونازفةً الأشواق على إثر موالها الشعري، تهوي إلى أبدها الحر، وفي ذكريات الماء تهمي كشلال، وكان أن بدأ الدكتور علي بن تميم مداخلته بالدعاء بالشفاء العاجل للدكتور عبد الملك مرتاض، عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج، ثم انتقل إلى التعليق على قصيدة الشاعرة بقوله: “إنّ الشاعرة متألقة دوماً، وهي تتماهى في خطابها للكمان مع الخطاب الشعري العربي وخاصة مع الشاعر محمود درويش، معتبراً أنّ الشاعرة من خلال عزف الكمان نتساءل عن الذات الأنثوية التي تتشكل في هذه القصيدة كمزيج من الموسيقى والعطر والحنّاء، وتقوم على مجموعتين متناقضتين من المفردات والأفعال، الأولى مبهجة متفائلة تجنح للصورة المثالية للمرأة، في رمزية تأويلية تحيل ثمرة الغواية إلى المرأة كما الرجل، لقد حظيت الشاعرة شريهان بثناء عاطر من أعضاء اللجنة علي بن تميم. والدكتور محمد حجو والاديبة المصرية أماني فؤاد ،لم يمض وقتا طويلا لإعلان الفائز فقد اختارت اللجنة الشاعرة السودانية شريهان كاول الفائزين من قبل اللجنة دون الحاجة الي التصويت عبر الوسائط في ما ينتظر المتسابقين الثلاثة الإماراتية والمغربي والبحرين تصويت الجمهور والوسائل.
لقد رفعت الشاعرة شريهان اسم السودان عاليا في تلك المسابقات الخارجية وأثبت ان أبناء السودان بالخارج رجال ونساء يفرحون الشعب بينما الساسة مازالوا يتصارعون علي كراسي السلطة وعادوا السودان. للوراء كثيرا ولكن أمثال شريهان وغيرها قدموا السودان آلاف الاميال. للأمام.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى