أعمدة

ملامح أكتوبرية من شرفة اعتصام القصر..! بابكر يحي

ملمح عام :

المشهد العام يعبر عن التنوع السوداني الجميل ، ففيه القديم بحضارته والحديث بتطوره ، وفيه كل مظاهر الثقافة السودانية ، أحسست مرة أني في مهرجان البركل الثقافي، ومرة أحسست إني في الأسبوع الثقافي لجامعة النيلين .. لأن المشهد احتفائي مليئ بالبهجة والمسرة، وفيه عكس لتراثيات أهل السودان ، وجدت النقاره والنحاس ، وجدت الجراري والطمبور والهسيس ، وجدت الربابة والعود ، وجدت كل شيئ إلا خطاب الكراهية والسباب كان غائباً،، وجدت كلما يجعلك تسعد بوطن ثري بتنوعه ، غني بإنسانه المتسامح الوريف وجدت في الساحة كل السحر والإبداع والجمال..!!

ملمح عشائري وطني :

في خيمة كبيرة جلس المك عجيب مك الجموعية والناظر مادبو ناظر الرزيقات، والناظر سليمان جابر ناظر عموم المجانين، وعددا كبيراً من السلاطين و النظار والمكوك والعمد والشراتي ؛ جلسوا جميعاً يرتدون ثيابا بيضاء، وملامح هادئة، وابتسامة تعبر عن الرضا والتسامح، وفي جلستهم تعبير عميق عن المحبة والسلام لأهل السودان جميعاً ، وكأن رسالتهم لأهل السودان تقول ( إننا محل ثقتكم ونعمل على راحتكم وسعادتكم ونحن هنا لتدبير أمركم فنحن لسانكم الذي لا يكذب؛ وعقلكم الذي لا يدلس وقلبكم الذي لا يخفق، أتينا من أجلكم نفترش الأرض ونجلس بهدوء لدعم أمركم وتحديد مصيركم) ؛ فما أوفاهم من قادة وما أأمنهم من رموز أهلية..!!

ملمح شبابي مهيب :

الساحة تضج بمئات الآلاف من الشباب الطامحين غالبيتهم دون الثلاثين من العمر، ولكأنهم خرجوا من اعتصام القيادة العامة وجائوا بحثاً عن (مشروع أمل جديد) ، أمل يعيد لهم دولة الحرية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية ، أمل يخرجهم من دائرة الشك إلى دائرة اليقين ، ومن دائرة الجوع والمرض إلى دائرة النهضة والتطور والرفاه، فقد رأيت في عيون هؤلاء الشباب هذه الأحلام ورأيت في وجوههم شكوى من فقر الأحزاب السياسية وبؤسها على مر السنين فقد اقعدت هذه الأحزاب هذا الوطن وحولته إلى رجل أفريقيا المريض على الدوام رغم ثرائه وثرواته التي لا تحصى ولا تعد ، رأيت في عيون هؤلاء الشباب حلما يعانق اسماع المارة ويطرب آذانهم بشيئ من التمني وقليل من الرجاء.. فشكراً لهؤلاء الشباب الطامحين..!!

كوب شاي داخل خيمة قبائل دارحامد :

جذبنا إليهم صوت النحاس الجهور ، وجدناهم يتدفقون كرما، ويفيضون حسنا وبهاء؛ حدثونا عن مطالبهم وعن مشروعهم الوطني الذي أتوا من اجله وهو مشروع المدنية والديمقراطية والتسامح والسلام ، مشروع السودان الموحد، السودان الحر .. هكذا عبر عنهم الشيخ سعيد النضيف وهو من أبرز رموز القبيلة بولاية الخرطوم ؛ ومؤلف لعدد من الكتب، أبرزها كتابه المشهور (أعذب الموارد عن دارحامد) وتزامنت زيارتنا مع زيارة عدد مقدر من رموز الصحافة وقادة الرأي ، جميعهم كان مستمتعا بمشاهدة الملمح الوطني الذي جسدته قبيلة دارحامد داخل خيمتهم الفسيحة، فشكرا لدارحامد ، شكراً لكل المخلصين من أبناء تلك الديار..!!

صفوة القول

من حيث المحتوى لم تختلف المطالب عن مطالب بقية المواكب الخارجة في هذا اليوم ال ٢١ من أكتوبر ؛ ومن أبرز ما يطالب به المعتصمون هو توسعة الحكومة لتشمل ألوان الطيف السوداني ، بالإضافة إلى تكملة هياكل الفترة الانتقالية المتمثلة في قيام المحكمة الدستورية ومجلس القضاء العالي ومجلس النيابة الأعلى والمجلس التشريعي، وبعد ذلك كله تحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة دولة القانون، وصولا للدولة المدنية والتحول الديمقراطي المنشود، فشكراً لهم،، وشكراً لكل من خرج، وشكراً لكل شباب السودان الذين خرجوا في مختلف المدن وفي مختلف الطرقات والأمكنة فقد اتحدوا جميعاً في المطالب وإن حاولت الأحزاب التغبيش وسرقة تعبير وإرادة المعتصمين والمتظاهرين، ولا شك أن إرادة الشعب أقوى وستنتصر دولة الحق وينتصر الحق مهما كثر الغوغائيون، والله المستعان.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى