أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) … مصطفى ابوالعزائم .. هل ندمنا على الإطاحة ب “نميري” … ؟

مساء السبت العاشر من ديسمبر الحالي ، أجريت حواراً مع البروفيسور نوال خضر ، الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي ، ومع الأستاذ عبدالجليل الباشا ، القيادي البارز في حزب الأمة القومي ، وذلك لصالح تلفزيون السودان ، من خلال إستضافتهما في برنامج “المنبر” ، وقد كان موضوع الحلقة هو الإتفاق الإطاري والتوافق حوله ، ويتم بث الحلقة مساء الإثنين الثاني عشر من ديسمبر عند السابعة مساء ، وهي حلقة تكشف الكثير من الأخبار والأسرار التي صاحبت التوافق الأخير الذي قاد إلى التوقيع .
ما دار في الحلقة التلفزيونية ستتم مشاهدته أكثر من مرة ، من خلال الإعادة ومن خلال موقع التلفزيون الرسمي ، وقد ساعدت ثورة الإتصالات الحديثة في النشر و الإنتشار على أوسع نطاق ، لكن هناك بعض الأحاديث عن كثير من الموضوعات والأحداث التي دارت قبل الحوار المرئي ، ومن بينها ما ذكرته للضيفين العزيزين ، وهو رأيي في الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ، رحمه الله ، وقلت لهما أنني سأظل نادماً ما تبقى لي من عمر ، على المشاركة في الثورة عليه وعلى نظامه ، وقد إكتشفنا بعد الإطاحة به ، إن هناك من كان يسعى لذلك من دول الغرب ، وتم إستخدام الإحتجاجات ضد النظام لإبعاد الرئيس نميري رحمه الله عن المشهد .
لكن بالأمس وكنت أتخيّر وأنتقي بعض الكتب من مكتبة صديقي الأستاذ محجوب حسن عبدالرحيم الذي إختار أن ينثر درر المطبوعات على ” برندات ” شارع الجمهورية في الخرطوم ، بعد أن ترك الوظيفة ، وهو في تقديري الشخصي واحد من أبرز المثقفين في بلادنا ، وقد إتجه لإنشاء مكتبة على الهواء ، أتزود منها و غيري بين الحين والآخر ، وهو سعيد بعمله هذا ، ونحن أسعد ، أقول أنه وبالأمس القريب توجهت نحو المكتبة الأرضية ، وبحثت عن بعض الجديد من الكتب ، فوجدت منها القديم الجديد بالنسبة لي ، ومنها كتاب ( الرائد الشهيد هاشم العطا ) للدكتور عبدالقادر الرفاعي ، والصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي ، وكتاب لأستاذنا الراحل محجوب عمر باشري الصادر عن دارالجيل في العام 1992 م بإسم ( إعدام شعب ) وهو من الكتب النادرة التي كنت أبحث عنها ، ثم كانت المفاجأة كتاب ( مايو .. سنوات الخصب والجفاف) وهو مذكرات الرائد م زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر ، وهو كما يعلم الجميع ، أحد مخططي ومنفذي ثورة مايو 1969 م ، وكان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ، وكان قيادياً بارزاً ، ولقد أهداني نسخة من مذكراته عند صدورها الأول لكنني فقدتها مثلما فقدت بعض الكتب التي يأخذها أو يستعيرها بعض الأصدقاء فلا تعود .
وأذكر تماماً أنه وعند عودة الرئيس الراحل جعفر نميري إلى البلاد ، تم الإحتفال به في منزل أسرته بودنوباوي ، وكنت شاهداً وحاضراً لذلك الإحتفال الديني المتمثل في ليلة ذكر ، وقد كان الراحل زين العابدين حاضراً تلك الليلة وقد أخبرني بتفاصيل وفصول كتابه الجديد ، وقال لي : ” زولكم ده ذاتو أنا ما خليته ” وبعد ذلك أهداني نسخة من الكتاب بعد فترة ليست بالطويلة .
الكتب الثلاثة واحدٌ منها فقط كان محايداً إلى حد ما وهو كتاب الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر بينما كان الكتابان الآخران ضد الرئيس الراحل نميري ، خاصة كتاب إعدام شعب للراحل محجوب عمر باشري ، والرجل يساري كان شيوعياً في يوم من الأيام وعمل مترجماً في مكتب الرئيس نميري ، ويليه كتاب الدكتور عبدالقادر الرفاعي عن الرائد هاشم العطا ، وهناك مفارقات كثيرة تجعلنا أن نطالب بتكون لجنة علمية محايدة لكتابة تاريخ بلادنا بعيداً عن العواطف والقرب أو البعد من صانعي القرار .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى