أعمدة

(بينما يمضي الوقت) .. أمل أبوالقاسم .. “كباشي” يضغط على الجرح

السيد عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي ظل لقرابة العامين يلتزم الصمت الأمر الذي فتح باب التكهنات حول هذا الصمت، كما فتح الباب لتوقعات موقفه من العملية السياسية الجارية في البلاد سيما التوقيع على الاتفاق الاطاري الذي لم يكن موجودا حين التوقيع عليه لكن بالضرورة يعلم تفاصيله وما يجري حوله ومع ذلك ظل عصي على التصريح حوله وإبداء رأيه ولا ادري ان كان يدخره لهذا اليوم؟ أم ان المناسبة المحضورة والمتابعة حفزته لذلك وهو يخرج الهواء الساخن حولها بين أهله وعشيرته واهالي جنوب كردفان بصورة عامة ومن ثم انتقال ذلك للخرطوم والخارج.

الفريق شمس الدين كباشي وفي مستهل حديثه خلال أول يوم لزيارته ولاية جنوب كردفان والتي تمتد لعدة أيام تناول الشأن السياسي وقد تواترت قطرات من حديثه خلال الأخبار العاجلة على شاكلة ‏ (القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان غير كافية لتحقيق الاستقرار).
(‏ القوات المسلحة لن تمضي في الاتفاق ما لم تأتي قوى أخرى مقبولة ومعقولة).(لن نحمي دستور وقع عليه عشرة أشخاص) وهكذا.. ما يشي بأمور جمة مخبؤة داخله مخلفا تساؤلا عن ما إذا كان حديثه يمثله أم هو رأي المؤسسة اجمع سيما انه تزامن مع حديث رئيس السيادى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في مناسبتين بولاية نهر النيل؟ ثم ما ان كانت هذه التصريحات توجه جديد زغير ذلك؟ بيد ان حديث الرجلين اتفق مؤكدا على أمرين.

ثم وبعد ان اكتمل خبر تصريحات الكباشي تجلت الصورة حيث ان المقطفات الأولى كان لها ما يسندها وقد ذكرها معراة وكاشفة بلا مواربة بشجاعة يحسد عليها وهو ما عرف به وكيف انه رجل شديد البأس صارم في بعض المواقف التي لا تروق له وهو ما جلب له عداوة بعض القوى اليسارية سابقا ولاحقوه بالشائعات وغيرها لاحقا.

المهم ان ما رشح من تصريحاته لاحقا هو عين الحقيقة فيما يلي تمترس مركزي التغيير والموقعين على الإطاري وإغلاق الباب عليهم في تشكيل واقع السودان واشتراطهم أجسام وأسماء بعينها لفتح الباب لها بإسم قوى الثورة الحية وكأن كل الأسماء التي ملأت الدنيا ضجيجا وصراخا جعلته فوق كل صوت كانت تجاهد في معترك الميدان الثوري ومظاهرات الشوارع التي ثكلت مئات البيوت جرائها وبكل منزل فيها زهرة اقتطفتها يد المنون . بل المعروف ان جلهم اما اتى من خلف محال ومكاتب داخلية أو خارجية وكل رصيده تأليب من خلف الكيبورد أو تصريحات عبر الفضاء المفتوح.

المهم في الأمر أن هذا الإطاري الذي وجد قبولا منقطع النظير من الخارج والبعض الكثير من الداخل واستبشر به اتضح جليا انه لن يتقدم بهكذا طريقة وعقلية اقصائية عقدت المشهد أكثر.
البرهان وكذا كباشي أكدا مجددا خروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي، وقبول الإطاري حال توافقوا على على اكبر قدر من القوى السياسية.
وبرأيي أيضا ان الطرف الآخر ممن شكلوا جسما أسموه (الكتلة الديمقراطية) يضم هو الآخر أسماء لا علاقة لها بالثورة أو كانوا شهودا على الوثيقة الدستورية أو التوقيع على إتفاق جوبا ومع ذلك (نطوا) في كراسي أكبر وأهم مؤسسات إقتصادية، فضلا عن ان الكتلة تضم أسماء محسوبة على نظام الإنقاذ إذن ما ضير ان تقدم هي الآخرى تنازلا وتتخلى عن البعض في الإنضمام للتوقيع النهائي على ان يلتحقوا من خلال حصة السلام كما حدث في الحكومة الانتقالية.

قلنا قولنا هذا ولدينا قناعة ان كل هؤلاء ليس لأى منهم علاقة بمصلحة البلاد الدنيا دعك من العليا وان الكراسي هي الهدف الأول لكل هذا الجدل السفسطائي وما الحديث عن نوع وشرط من يحكم إلا دليل على ذلك.

ما يحدث الآن فوضى بكل المقاييس يتحمل مسؤوليتها كل الساسة بلا استثناء وفوقهم العسكر الحاكم وقد أصبح السودان بفضل ما يجري مرتعا للسفارات من اقاصي الدنيا وبات بوابة بلا بواب. واعتقد انه ومع ذلك لابديل للآطاري إلا الإطاري بعد توافق ولو لحد معقول على ان يكون (محروسا) فالجميع كبار وصغار سن صبية سياسة وطالبي خدمة ولديهم آمال….

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى