تقارير

تهريب الذهب.. محطات وتساؤلات 

لايزال الحديث عن تهريب الذهب السوداني إلى الخارج مستمراً ويتداول بكثافة  عن تهريب الذهب  إلى دبي ونشرت قصص عن اعتقال سودانيات في الهند بعد تهريبهم ذهباً  هذا فضلا عن  الانتهاكات والتجاوزات  التي تحدث في مجال التعدين على الإقتصاد والبيئة والإنسان.  بينما هنالك معلومات تتداول أيضاً عن جزء من ذهب السودان الذي يتم تهريبه بأنه  يتجه  الى إسرائيل. تهريب إلى الهند  خلال  العام الماضي ٢٠٢٢م ، نشرت الصحف السودانية والهندية الكثير المثيرعن محاولات تهريب الذهب التي تم الكشف عنها في مرات عديدة بمطار الخرطوم ومطار مومباي، وطرح الإعلامي بكري الصائغ سؤالاً عن  لماذا اصبحت الهند دون دول كثيرة قبلة عصابات تهريب الذهب ؟ و نشرت الصحف خبر في منتصف يونيو الفائت جاء فيه، ان سلطات مطار مومباي بالهند أوقفت مواطنة سودانية بعد محاولتها تهريب (٨٤٠) جراماً من الذهب . وكانت المواطنة السودانية قادمة إلي مومباي من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وفي شهر يوليو الماضي أيضا ضبطت  محاولة تهريب ذهب وأفادت  سلطات مطار مومباي انها اوقفت في الهند امرأتين سودانيتين ، عثر بحوزتهما على حوالي (١،٣٩) كيلو جراماً من الذهب ، بغرض تهريبها . وقالت سلطات الجمارك في بيان لها ، إن السيدتين قدمتا من الشارقة في دولة الإمارات ، على متن رحلة طيران تابعة لشركة العربية. ومرة أخرى وفي نفس شهر يوليو الماضي جاء خبر وافاد ، ان سلطات الجمارك الهندية تمكنت من ضبط ثلاث سيدات يحملن الجنسية السودانية حاولن تهريب (٢،٦) كيلو جراماً من الذهب إلى داخل الهند ، في مطار (كوشين) الدولي بمدينة (كوشي).   وجاء في  سبتمبر  الماضي  ، أن سلطات جمارك موباي بالهند اعتقلت (٦) سودانيين أثناء محاولتهم تهريب (١٢) سبيكة من الذهب تزن كل منها كيلوغرامًا واحدًا تم إخفاؤها في حزام مصمم خصيصًا ليرتديه أحد الركاب السودانيين ، وان المتهمين حاولوا اختلاق مشاجرة لإلهاء ضباط وحدة الاستخبارات الجوية التابعة للجمارك الهندية عن تفتيش الراكب السوداني الذي بحوزته الذهب المهرب ، وقال مسؤول إن ستة ركاب سودانيين آخرين ،  زادوا من الضجة بمقاومة إجراءات التفتيش ، تم إرسالهم إلى بلدهم الأصلي مع حظر دائم من دخول الهند. وفي ذات تم القبض على سيدة سودانية حاولت تهريب ذهب داخل ملابسها الداخلية واماكن حساسة، وجاء فيه القت السلطات الهندية بمطار كلكتا على امرأة سودانية اثناء محاولتها تهريب (1930م) جرام من الذهب تقدر قيمتها بمائة وخمسة الف دولار ، ونشرت عدد من الصحف الهندية الحادثة وقالت ان الراكبة السودانية وصلت الى مطار كلكتا  على متن طيران الامارات حيث فحص مسؤولو الجمارك جواز سفرها ووثائق أخرى وامتعتها قبل السماح لها بعبور المنطقة الخضراء ، ومع ذلك ، اشتبه ضباط من وحدة المخابرات الجوية بجمارك كلكتا في وجود خلل في طريقة سيرها واعترضوها وأخذوها في إجراءات تفتيش صارمة حيث اكتشفوا انها تخفي كيسين من الذهب المطحون وكبسولتين من عجينة الذهب في داخل ملابسها الداخلية  اضافة الى اماكن حساسة ، واعتبر مسؤولو الجمارك بالمطار أنها تعد اكبر شحنة ذهب تصادر من راكب واحد في الآونة الأخيرة. و ازاء هذا الزخم المتكرر من محاولات تهريب الذهب التي قام بها  سودانيين ، تسعى السلطات الامنية في الهند الي فك لغز سبب اهتمام المهربين السودانيين بان تكون الهند بالذات دون بقية دول آسيا الأخرى قبلة لنشاطهم في التهريب خصوصاً وهو شيء لم يعتادوا عليه في ظل سمعة السودانيين الطيبة في الهند ، وان مطارات الهند لم تعرف من قبل جرائم تهريب قاموا بها سودانيين.  ضعف  إعلامي قال عن السبب المفاجئ في كثرة  محاولات تهريب الذهب من مطار الخرطوم في الآونة الاخيرة خاصة في هذا عام ٢٠٢٢م ، ان القوانين السودانية في محاربة التهريب ضعيفة للغاية ، والعقوبات غير رادعة  ، والمحاكم توقفت عن السيرفي قضايا التهريب مما شجع المهربين علي تكثيف نشاطهم في ظل عدم وجود سوابق قضائية ، كل هذه الأسباب وغيرها من أسباب اخري جعلت المهربين وعصابات المافيا العالمية تنشط بكل اريحية واطمئنان في تجنيد سودانيين ينقلون الذهب المهرب والعملات الصعبة والمجوهرات للخارج ، ورغم علم الحكومة في الخرطوم بضعف هذه القوانين فانها لم تسعي لاصلاحها او استبدالها بقوانين أخرى رادعة تصل عقوبتها الي حد الحكم بالاعدام. محاولات فاشلة   وهناك ايضاً الكثير من محاولات تهريب الذهب فاشلة التي تمت في مطارات دولة الامارات قام بها سودانيين من الجنسين قاصدين الهند ، وقامت الصحف الاماراتية بنشر اخبارها مرفقة بصور المعتقلين ، والغريب في الامر ، انه وبالرغم من أن غالبية المهربين السودانيين في الامارات يعرفون حقيقة التقنية العالية في المطارات واستحالة خروج الذهب بسهولة ، الا انهم يجازفون بمحاولات التهريب بنفس الطرق البدائية ، وهو الشيء الذي جعل ضباط جمارك الامارات يستغربون.  عصابات  وأكدت مصادر ان عمليات تهريب الذهب من السودان ودولة الامارات الي الهند لا تتم لصالح المهرب نفسه وانما لصالح عصابات دولية مقرها دبي ومومباي ، وبالمقابل لا يحصل المهرب الا علي مبالغ  تساوي (٦%) من قيمة الذهب المهرب ، وهو مبلغ لا يستحق عناء المحازفة نسبة لأن كمية الذهب المهرب ليست بالكبيرة … أما لماذا تتم عمليات التهريب تحديداً إلى الهند فذلك يرجع الي أن المشرفين على عصابات التهريب هم هنود في الامارات والهند.  أضرار إقتصادية  ويقول الدكتور محمد سر الختم أن هذه الممارسات ضارة بالاقتصاد السوداني لكونها تفقده إحتياطي من الذهب ولا يستفيد من عائد صادر لأنه يتم تهريبه ولا أحد يعرف وجهته ودعا سر الختم  لتشديد المراقبة، ومنع التهريب من المنافذ الرسمية كما في حالة الذهب الذي يذهب إلى دول بعيدة من خلال المطارات.  وقال إن ضبط الذهب ومنع تهريبه وإقامة بورصة بالأسعار العالمية يسهم في دعم الخزينة العامة ويمنع المغامرون من التهريب  اضرار بيئية وفي سياق اخر، كان عدد من المواطنين و المراقبين اشتكوا من تجاهل السلطات الرسمية للأضرار البيئة التي يخلفها التعدين العشوائي للذهب لاسيما في الولايات وولاية نهر النيل على نحو اخص في مناطق العبيدية وود رملي وأكدوا وجود شركات وجهات  تمارس التعدين بصورة مخالفة للمعايير المطلوبة والإشتراطات الصحية التي تحمي المواطن والبيئة وأكدوا ان هذه الجهات تعمل على استخلاص الذهب من الكرتة بصورة عشوائية ونادوا بضرورة المراقبة وإنزال العقوبات بها لحماية مواطن نهر النيل وحماية الإقتصاد الوطني من التهريب والعائد الذي يذهب لصالح أفراد وجماعات ولا تستفيد منه الدولة وأكدوا ان البطء من السلطات في التصدي لهذه الكوارث غير مقبول.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى