أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسافة) .. مصطفى ابوالعزائم .. المخدرات .. الزلزال المدمّر ..

إنتباه الدولة بكامل مكوناتها المجتمعية والرسمية والأمنية لخطر المخدرات ، حتى وإن تأخر بعض الشئ ، إلا أنه مهم وضروري ، ولا نريد أن تكون الخطوات الواجب إتخاذها في جانب مكافحة ومحاربة هذه الظاهرة الخطيرة ، خطوات قصيرة ، نريدها خطوات سريعة تصل بنا إلى الهدف في أقرب وقت .
ظاهرة تفشي وإنتشار المخدرات بين شبابنا ، كانت محدودة ، لكن بعض ضعاف النفوس رأوا إن الترويج للمخدرات وتوزيعها هو أسرع الطرق للثراء وكنز المال ، وربما كانت أسمى غايات البعض هي ضرب بلادنا في مقتل ، من خلال إستهداف الشباب وإغراقهم في بحور المخدرات بمختلف أنواعها وأشكالها .
علينا جميعاً أن ندعم هذا الإتجاه الحميد في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة ، وعلى أجهزتنا الرسمية أن تكون أكثر حزماً وحزماً في محاربتها ، لكن علينا كمجتمع أن ندفع في إتجاه تغيير وتشديد العقوبات ، من خلال سن قوانين جديدة والعمل على تغيير التشريعات القديمة المعمول بها منذ أن كانت المخدرات ظاهرة غير مقلقة ، مثلما هي الآن .
لا زالت في الذاكرة صورة ذلك الجمع الكريم الذي تنَادَىٰ بداية العام الماضي ، وتحديداً في الثالث عشر من شهر فبراير العام 2022م ، إلى قاعة الصداقة بالخرطوم ، في ” ملتقى منظمة سودان عوافي” والذي دشن فيه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس مجلس السّيادة وعدد من الوزراء ومنظمات المجتمع المدني ، الحملة القومية الكُبرىٰ لمكافحة المخدرات وتزايد المتعاطين ، وإرتفاع نسبة المدمنين بصورة عامة .
في تلك التظاهرة الضخمة التي كانت بدايةً رسمية للمكافحة ، بتبنّي نائب رئيس مجلس السّيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ، الإعلان رسمياً عن محاربة هذه الظاهرة الخطيرة ، وقد أشار في خطابه آنذاك إلى أن تزايد الظاهرة ، جعلهم يتبنون مبادرة عوافي للقضاء على الإدمان ومحاربة المخدرات ، مؤكداً مسؤولية الدولة الكبيرة للتصدي لهذه الظاهرة ، وتعزيز ضبط الحدود ، ومحاربة المروجين ، وتفعيل القوانين الرادعة تجاه الناشطين في مجال ترويج المخدرات .
في ذلك اليوم أعلن نائب رئيس مجلس السّيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي ، إن المعلومات المتوفرة من المؤسسات الوطنية المختصة ، تؤكد تزايد الظاهرة ، وقال إننا نخشى على الأجيال القادمة منها ، خاصةً وأن عدد المتعاطين حول العالم بلغ 275 مليون متعاطٍ بزيادة 22 % عن العام الذي سبقه .
علينا الآن أن ننتبه إلى أبنائنا ، فواجب الحكومة يتمثل في ضبط الحدود ومطاردة المروجين والقبض عليهم وتفعيل القوانين الرادعة تجاه الناشطين في مجال ترويج المخدرات ، لكن واجب المجتمع بكل مكوناته ، الإنتباه إلى هؤلاء الشباب ، ومثلما طالب دقلو والكثيرون ، لابد من أدوار كبيرة لمؤسساتنا الإعلامية والتعليمية والثقافية وكل اهل الصحافة والإعلام في تبني حملات التوعية والعمل على تصميم برامج خاصة بهذا الشأن ، وقبل هذا وذاك علينا تتبع ومتابعة سلوك أبنائنا وبناتنا ، فالخطر الداهم لا يفرق بين رجل وإمرأة أو ولد وبنت ، لابد من العمل على ترتيب وتنظيم الورش وإقامة الندوات الخاصة بهذا العمل الكبير ، لأن شبابنا هم مستقبل البلاد ، وهم كل الوطن .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى