أعمدة

(دلالة المصطلح) .. وقيع الله حمودة شطة مناقشة خطابات الفريق كباشي في جنوب كردفان

عندما كتبت مقالي تحت عنوان ( كادوقلي تتوشح بالسلام وحكومة المركز تتجاهل الحدث التاريخي) بتاريخ الأربعاء 23 مارس 2022 م وكانت مناسبته تغطية فعاليات مؤتمر كادوقلي للمصالحة بين مكونات كادوقلي الكبري ، الذي انعقد بتاريخ الأحد الموافق 20 مارس 2022 م بمدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان ، وكان متوقعاً أن يشرفه عضو مجلس السيادة ابن الولاية سعادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو في يومي الأحد والاثنين بمدينتي كادوقلي والدلنج ، وكانت بالفعل قد تهيأت الولاية لإستقباله ، ولكن الفريق كباشي تخلف مما أثار حفيظة المواطنين هناك وحدث شئ كبير من الإستياء ، وقد لمسنا ذلك من خلال أحاديث الرأي العام هناك ، وإنطباعات الناس ، ولم نكن ندري ما الأسباب الحقيقية وراء تخلف الفريق كباشي عن هذا المؤتمر المهم ؟ غير أني وقبل أربع أيام من قيام المؤتمر تأكد لي من مصدر موثوق أن الفريق كباشي لن يحضر هذا المؤتمر ، وكتبت تقريرا صحافياً بتاريخ 16 مارس 2022 تحت عنوان( هل تعزز المصالحات القبلية مشروع السلام بجنوب كردفان) ؟ استعرضت فيه عددا من المشكلات والتحديات التي تواجه الولاية وحكومة المركز بشأن جنوب كردفان ، سنعود إلى بعضها بعد قليل. ثم ختمت التقرير بخبر أن الفريق كباشي لن يحضر هذا المؤتمر المذكور ! .
ثم مرت الأيام ولم ندر لماذا غاب الفريق كباشي عن حضور المؤتمر ، حتي التقيت الفريق كباشي في مناسبة عامة ، فلما سلمت عليه قال لي: تعال يا شطة أنت كتبت قلت حكومة المركز تجاهلت مؤتمر كادوقلي للمصالحة؟ قلت له نعم ، قال لي: يا شطة أنا (ما بمشي لحاجة نية) ! قلت له يا سعادتك أنت المشرف على كردفان الكبري الحاجات لو بقت نية المسؤول منها من ، أخبرني كيف نية؟ قال لي خلاص تعال لي نكلمك. قلت له إن شاء الله لكن لم نلتقيه بعدها… ومرت الأيام ، وفي ذاكرتي مقولة الفريق كباشي: أنا لا نمشي لحاجات نية ، قلت في نفسي ربما هو إلتزام لرجل عسكري يعرف لغة الضبط والربط والنظام الإداري الدقيق ، حتي جاء موعد زيارته الأخيرة التي تجاهل فيها فريق عمل الفريق كباشي بالمركز وحكومة السيد الوالي موسى جبر دعوة عدد من الإعلاميين والصحافيين من أبناء الولاية لتغطية فعاليات هذه الزيارة المهمة التي شملت عددا من المحليات المهمة ، وتعللت الولاية أن الزيارة من مهام إعلام مجلس السيادة ، وأختار مكتب الفريق كباشي أو إعلام المجلس السيادي ما يراه مناسباً للسفر إلي كادوقلي ، ليس بالنظر إلى أهمية جودة التغطية والتحليل والمتابعة لأحداث الزيارة ، ولكن العلة في فساد وإنتهازية تغطية زيارات وبرامج وأحداث الولاية التي تعتمد علي الشلليات ، والعلاقات الغامضة ، والمصالح المتبادلة بين إعلاميين وصحافيين وموظفين ووسطاء بين مكتب الوالي بتوجيهات منه ومكتب المتابعة بالخرطوم ومكاتب القصر الجمهوري ، والدليل على هذا الفساد ذهاب عدد من هؤلاء تحت عباءة الإعلاميين والصحافيين ، وهم ليسوا بإعلاميين ولا صحافيين والدليل على ذلك لا يستطيع أحد منهم كتابة خبرا أو سطرا دع عنك مقالا أو تقريرا بعد عودته من مشروع (السمسرة) الذى يرعاه فاسدون في أمانة الحكومة ووزارة المالية والقوى العاملة الولائية ، ومكاتب الخرطوم بعيدا عن مهنية الإعلام والصحافة ، وتنوير الرأي العام عن قضايا الولاية ، وتغطية الأحداث بإحترافية وأمانة ، وإنما فقط يراعي مصالحهم الضيقة من فتات قريشات وطعام ! تعس الطالب والمطلوب.
والحديث بالحديث يذكر لك أن تتخيل أيها القارئ الكريم حجم مأساة هذا فساد هؤلاء السماسرة في تغطية أحداث الولاية المنكوبة ، أن في برنامج تغطية فعاليات تدشين مشروع كهرباء العباسية تقلي تعللت حكومة الولاية أن تغطية الزيارة على عاتق الشركة المنفذة والمحلية ، وقالت المحلية على نفقة الولاية ، وذلك حسب رواية بعض الأخوة الإعلاميين الذين اتصلوا مستفسرين عن برنامج الفعالية عبر مكتب المتابعة بالخرطوم ، وتم تجاهل عدد من إعلاميى وصحافيى الولاية ، والذين ذهبوا باجتهادهم منحوا (عطية مزين) كما يقال لكن المفاجأة الصادمة أن وزارة المالية والقوى العاملة حولت مبلغ مليون وثلاثة مائة ألف يعني مليار وثلثمائة مليون بالقديم إلى مجموعة السماسرة المذكورين الذين يذهبون في كل زيارة ولا يكتبون شيئاً عن الزيارة ، لأنه ليست لديهم صحف أو مراكز أو مواقع أو وسائط أخرى يعملون فيها ، والذين يكتبون منهم بعيداً عن هموم الولاية وقضاياها المصيرية ، ولكن رغم ذلك هم الذين تقدم إليهم الدعوة عند كل صيحة وصراخ وتدفع إليهم الأموال الطائلة والترحيل عبر سيارات والإقامة والضيافة ، لأن مجموعاتهم الفاسدة المتنفذة في مكاتب الولاية ، مكاتب الخرطوم التي ذكرتها هي من تختارهم بعناية وإن عملية البحث والتقصي الموضوع تثبت تلك الدعاوي ، ونحتفظ بالكثير من مظاهر الفساد لحينها.
وبالعودة لزيارة الفريق كباشي يبدو هذه المرة أطمأن سعادة الفريق أن الحاجات قد نضجت ، وربما لا تزال نية لكن قرر يحرس ( اللداية) من قريب بعد أحداث الولاية المزعجة والمهبطة ، فكانت زيارته ناجحة بكل المقاييس وحققت نجاحات وبشريات كبيرة سوف نناقش خطاباتها في محليات كادوقلي والدلنج وقدير والليري والتضامن تباعاً مقرونة مع التحديات التي تواجه الولاية. علماً أن الذين حملوا علي متن الطائرة إلى الليري وقدير والتضامن من الوفد الإعلامي المدلع لم يكتبوا شيئاً نقرأه عن تلك المناطق ، وإنما كتب وسيكتب الذين تجاوزتهم الدعوة ممن ذهبوا على حسابهم الخاص وممن لم يذهبوا ! والجمرة إنما تحرق من يطأها.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى