أعمدة

(فنجان الصباح) .. احمد عبدالوهاب .. “بدر للطيران” ترسم إبتسامة سودانية في عاصمة الضباب!!

خلفت بدر للطيران الناقل الوطني الأول البحر المتوسط خلف ظهرها.. ووضعت القارة الأوروبية في جيبها، وعبرت المانش وحلقت فوق الجزر البريطانية واشرقت كبدر التمام في مطار (غاتويك) كثيف الازدحام شديد الزحام.. وبددت بلونيها الأبيض والأزرق جو لندن المكفهر ، وجملت المطار الملكي مانحة الشتاء الانجليزي ابتسامة سودانية شديدة الوسامة طال عهد لندن بها واستطال..
كان يوم ٢٤ شباط فبراير يوما سودانيا مشهودا في لندن، وتاريخا فارقا في تاريخ الطيران السوداني، ردت فيه بدر الإعتبار والاعتذار لشعبها مفتتحة روزنامة إنجاز شديدة الصرامة والوسامة والانضباط..
ان مجرد تحليق أي شركة طيران فوق السهل الاوربي العظيم هو بنفسه شهادة جدارة لها ، وصك براءة من أمراض العالم الثالث حيث التخلف والإهمال والاعطال ..
هدف اخفقت في نيله شركات عالمية كبرى و ناله طيران بدر السوداني عنوك واقتدارا..
الشركات المحترمة لا مكان عندها لمفردات المستحيل.. المستحيل علكة يلوكها كل بائس ويائس.. وبدر للطيران من عينة القادرين على التمام.. القادرين على رفع التمام.. ففي صندوق مفرداتها ومعجم كلماتها لا مكان للفشل والعجز والسلبية..
لقد كانت فرحة السودانيين ورعايا دول الاقليم والجوار العربي والافريقي بافتتاح بدر خطها الملاحي إلى عاصمة الضباب لا توصف.. فإذا كان الحج عند بعض الافارقة لا تكتمل الراحة فيه الا عبر ناقل سوداني.. فكذلك السفر إلى اوربا لا يحلو لهم إلا على متن طيران بدر.. وقد حشدت في اسطولها أحدث وأفخم طائرات البوينج وامهر الملاحين وافضل طواقم الهندسة والضيافة الجوية.. وحيث الكرم السوداني المؤصل والحفاوة غير المصطنعة..
شركة عمرها بعدد السنوات قليل ، ولكنها بحساب العطاء والانجاز تستحق سنوات ضوئية.. ناقل وطني ثبت رجليه في ارض الخرطوم ولكنه لايرضى بما دون النجوم.. تستحق سيرة بدر ومسيرتها أن تكون أنموذجا يحتذى ومثالا يقتدى، ومدرسة في حسن الإدارة وحسن التدبير والتخطيط و الجرأة في الإقدام والاقتحام والتنفيذ..
حلقت بدر فوق مطبات الحقد وعثرات التربص، واخاديد الحسد والغيرة.. ومضت إلى أهدافها موفقة مسددة..
ضمنت بدر بطاقة الاتحاد الأوربي في يدها، وبطاقة لندن في جيبها، وعما قريب سيحلق طائرها الميمون فوق الأطلنطي .. وتهبط في مطار كنيدي.. ومن سار على الدرب وصل..
أسعدت بدر السودانيين في أوربا عامة، وفي بريطانيا خاصة وكانت فرحة سودانية بطعم أغنية الحبيب العايد.. فقد كانوا قبلها كاليتامي علي أرصفة المطارات و الموانيء..
وليته الأستاذ محمد أحمد محجوب كان على قيد الحياة ، وليته كان ضمن رحلة بدر التاريخية إلى لندن.. ليستعيد ذكريات رحلاته إلى المملكة المتحدة ويحيى قمة جبل شماء كان معجبا بها حيث تجللها الثلوج شتاء وتذوب عنها صيفا.. وكان يقول للقمة الشماء ( ليت شيبي مثلك شيبك موسمي)..
وبدر قمة سودانية تعشق المعالي..
وعشت يا اخا ال (بدر) موفور القيم
كالنسر يجتاح القمم
تهنئة بطعم النصر وبلون العز منمقة مموسقة ومستحقة تهدى للسودان اولا ول(بدر اير لاينز) ولرئيسها الشاب الطموح مهندس أحمد عثمان أبو شعيرة ..
وعقبال كل يوم محطة وخط جديدين، ورحلة إلى المجد في الخافقين
و(كل مكان ينبت العز طيب) ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى