أعمدة

( رؤى متجددة) .. أبشر رفاي .. دمار السودان بين سندان الخطة (أ ) ومطرقة الخطة (ب) الصدام بين الجيش والدعم السريع

من الأمثال الشعبية كلام القصير بجي أخير وفي رواية متواترة مابنسمع عديل وفي سياق تلك الأمثال التي نضربها للقراء وتحديدا رأي المثل الاخير لقد ظلت الرؤى المتجددة ولازالت تقدم قراءات فكرية إستراتيجية عميقة بشأن الابعاد الحقيقية للقضية الوطنية وأزمتها الراهنة مقدمة جملة من خيارات الحلول حول الأزمة والقضية والنظرة المستقبلية من لدن تجربة النظام السابق وإلى يومنا هذا ، وللأسف الشديد درجة الأستجابة ضعيفة للغاية ويكاد تكون منعدمة بالمرة والأسباب مجهولة ، في حين أن المحاذير التي قد أشرنا إليها هي نفسها التي تمثل اليوم أساس الأزمة منها الصراعات الصفرية التاريخية العدمية لقوانا السياسية والاجتماعية المعلنة والمبطنة حول الماهي والهوى والهوية بالسودان الوطن المأزوم بسبب سلبية نفوس ونفوذ وعقليات ونظرات أهله تجاه بعضهم البعض ، نعم يمر السودان والشعب السوداني اليوم بثلاث صراعات مركبة بالغة الخطورة فأذا لم يتم تداركها بالسرعة والوعي المطلوبين سيذهب الوطن ومواطنيه إلى مثواه الأخير والصراعات هي صراع الكراسي صراع تكريس وتوريث مقاليد الحكم بالبلاد عبر آلية نظام التملك السياسي محدود الأطراف العامل تحت ستار نظام الحكم الجمهوري ( جمهورية السودان الدكتاتورية وليست الديمقراطية ) دكتاتورية حسب فلسفة نظام التملك الغامض الذي أسس بليل قبل الأستقلال يعمل عمل المنشار بالدكتاتورية العسكرية الفتاكة طالع وبالدكتاتورية المدنية الأشد فتكا نازل هارسا لأحشاء الوطن ولمستبله صراع من شأنه تدمير السودان ومحوه تماما من خارطة الوجود القطري أو الإبقاء عليه موجودا يتقطر فتنا ودما وخلافات لا متناهية وذلك من خلال أربع إستراتيجيات خطيرة لكل إستراتيجية عتاة الدعاة إستراتيجية تصفير الدولة ، وتسخيرها بالكامل ، أوتصغيرها جلباب عامر ، أو بغلنتها رأسها سوداني وجتها أجنبية قح أومؤجنبة .
نعم لقد بح صوتنا وإتقرش عديل ونحن نتحدث عن أساسيات وطبيعة القضية الوطنية حيث قلنا ولازلنا نؤكد قولنا بأنها قضية بنيوية من الدرجة الأولى وليست بينية بين زيد وعبيد وعمر وبين جهة وجهة وتوجه وتوجه مضاد له وحينما نقول بنيوية نعنى بأن أي مسعى ومحاولة لحلها عن طريق المفاهيم البينية لن تجد طريقها إلى الحل ليوم يبعثون فحل القضايا ذات الأبعاد البنيوية يتطلب مخاطبة جذور القضية والأزمة وأبعادها الحقيقية وليس فروعها أوصفقها ، ومن أبعادها البعد الإجتماعي عقليات ونظرة ، والبعد السياسي رؤية ورؤى ومفاهيم ، والبعد الدستوري ثقافة ووعي حضاري ومتحضر وإلى آخره ، وبهذا الخصوص لقد تقدمنا للنظام السابق قبل وقبيل سقوطه تقدمنا له بخمس مقترحات كانت برأينا كفيلة بتجنب البلاد والعباد وتجنبه هو نفسه الظروف التي تمر بها البلاد اليوم قمة تلك المقترحات والحلول الأبداعية الذكية تحويل الحوار الوطني السابق من حوار وطني حول المصالح الشخصية والحزبية الضيقة إلى مشروع حوار وطني مقتدر حول الحقيقة والمصالحة الوطنية الشاملة عبر فترة إنتقالية ذكية تضع الوطن والمواطن ومكتسباته في حدقات العيون ، وفي حقبة إتفاقية نيفاشا نبهنا القوم وذكرناهم ولكن للأسف الشديد لم تنفع الذكرى حيث قلنا لهم بأن إتفاقيتكم هذه ناقصة ثلاث بروتوكولات مهمة تمثل أس القضية وأزمتنا الوطنية التاريخية وهي ، بروتوكول القضايا الأجتماعية ، بروتوكول القضايا الحزبية بروتكول القضايا الاستراتيجية وهي للأسف الشديد القضايا التي أطلق عليها خطأ وعمدا مسمى القضايا العالقة وهي ليست بعالقة وإنما هي قضايا إستراتيجية مسكوت عنها ، وحينما شعرنا بأن الشراكة بين الحزبين الحاكمين وقتها المؤتمر والوطني والحركة الشعبية طال الزمن أو قصر ستنتهي بصورة حتمية إلى شربكة وخيار الانفصال هو الأرجح ، تقدمنا بمشروع المبادرة الوطنيةلتمتين وتقوية الصف الأهلى والوطني بالبلاد قبل نهاية الفترة الأنتقالية بثلاث سنوات ٢٠٠٧ ، وحينما وصلت الأوضاع السياسية بين الشريكين بالمنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق قبيل إنتخابات ٢٠١٠ تقدمنا بثلاث مقترحات مقترح أنشاء مجلس لحكماء المنطقتين تم الإلتفاف عليه لاحقا ، يضم كافة مكونات المجتمع الأهلي والمدني بالمنطقتين وذلك للفصل وللعلاج حال بلوغ الشربكة إلى مرحلة الرجوع إلى المربع الأول مربع الحرب الأهلية والتي وقتها قد أخذت تطل برأسها بجانب مقترح إلغاء فكرة الإنتخابات بالمنطقتين من أساسها أو التعامل مع نتائجها بعقلانية في حال تهديدها لمكتسبات السلام ٢٠٠٥—— ٢٠١٠ ولكن للأسف الشديد وكالعادة الحزبية والمكر الحزبي في السودان إتقدت الإتفاقية من باب تكتيكات وإستراتيجيات الترتيبات الأمنية والعسكرية والتي ينبغي أن تقرأ مع الترتيبات والتدابير السياسية والدستورية موضوع إندلاع الحرب التاريخية والمؤرخة والإنقلابات والإنتفاضات والثورات الشعبية بالسودان وهذه قصة طويلة لايسع المجال في الخوض فيها ، وثالثة الأثافي والمؤسفات اليوم ومع كثرة التجارب والدروس المستفادة والعبر المجانية تشهد البلاد والمشهد السياسي نفس السيناريو سيناريو الترتيبات الأمنية والعسكرية غير المقروء مع المسار السياسي والدستوري وآفاق حلول العدالتين الإنتقالية والدستورية المستدامة فأصبحت الحلول تراوح مكانها بين مفهوم الإطاريون الإتفاق الإطاري والذين هم بخارجه من شركاء الوطن والقضية والوطن ، هذا ومن واقع التجارب العملية في مثل هكذا أجواء ومناخات ملبدة بغيوم التحدي والتهديد والمهددات والفتنة الكبرى هناك جهات تسعي بشدة من أجل شيئين إحداث وقيعة وصدام عسكرى مباشر بين منظومة المكونات العسكرية من جهة أو بين الجيش والدعم السريع من أخرها لأنها لاعبة في المشهد بأكثر من فرصة منها فرصة مزيدا من تكريس وتوطين وتوطيد مقاليد الحكم بالبلاد وفرصة الاستيلاء على مقاليد الأمور بالبلاد في الفترة الإنتقالية الماثلة الإستيلاء عليها سنبله وبالأوطنة والبلطجة ، وهذه هي الخطة ( أ) وفي حال فشلها الخطة ( ب) جاهزة وهي إشعال الحروب هذه المرة عبر الصدام العسكري المباشر وهنا بصرف النظر من هو المنتصر ومن المهزوم بين القوتين أو أكثر فالفرصة الذهبية ستكون مواتية في أقل من أسبوع للتخل الدولي المباشر من خلال الفصل السابع وذلك بهدف حماية المدنيين ووضع الدولة برمتها في حالة الوصايا والإنتداب الدولي هذا من جهة ومن أخري منع تمدد الحرب لمحيط الجوار والأقليم وهذا مهدد للسلم والأمن الدوليين أضافة إلى توسيع رقعة مسرح الإرهاب والإرهابين بجانب تهديد المصالح المشتركة لدول المنطقة والأقليم ومن وراء الأقليم ، ولتجنب مثل هذه المخاطر المحتملة بل المحدقة بالفعل نؤكد للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة والفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة ، بأنكما اليوم أمام إمتحان ومسئولية تاريخية لتجنب البلاد خطر المهددات السياسية والإجتماعية والعسكرية والحرب الأهلية الشاملة ومايترتب عليها ومن حال وواقع إسطفاف عرقي قبلي جهوي إثني غير مسبوق في مسرح جغرافي إجتماعي لم يشهد حروب أهلية مدمرة مقارنة مع مناطق السودان الأخري منذ قبل خروج الأنجليز بجانب خطر التدخل الأجنبي المباشر عبر بوابة الفتنة الكبرى والتي ظل ينتظرها وآخرين من سنين طويلة بفارق الصبر ، نعم إنهم أي الرجلين في حال لاقدر الله وقعت الفتنة والحرب بينهما سيكونا أول المخربين لبيوتهم بأيدهم وبأيد أعداءهم وأعداء الوطن الذين يظهرون بالطبع عند محطة تقرير الموقف وحصر الخسائر والإستثمار الشامل في المعركة المجانية ، وللذين يدقون طبول الحرب عزة بالنفس وبالأثم وعن غفلة وبالوكالة ، أن الحرب لو إندلعت لم تطول وإن طالت فقط كما أشرنا بغرض أستضعاف الأطراف المصارعة ثم يحدث بعد ذلك التدخل لصالح الطرف الثالث وليس لصالح لأي من الطرفين أو الأطراف المتصارعة ، أما حبايبنا المواطنيين فنصيبهم القتل والتشرد والنزوح واللجو وضياع فلذات الأكباد واللممتلكات ، فحتى الذين ليس لهم مايخسرونه بالداخل والخارج ستلحقهم اللعنة والمضرة وعذاب الضمير ، نصيحتنا للسيدين البرهان ودقلو ولعقلاء السودان من الطبقة السياسية والأهلية والمجتمعية والمراجع الدينية ضرورة الإنتباهة حتى لا يؤتى الوطن والمواطن من بوابات حظوظ الأنفس والإسترايجيات الخبيثة غير المعلنة ومن الأجندات والطعم الخارجية المسمومة ومن مماحكات القوى السياسية الصغيرة الحمقاء أو الكبيرة التي بلغت في إطار الأزمة بلغت مرحلة السلبة بعد العطاء وهنا نقصد عطاء الحكم والدربة والفطنة والكياسة والإنتباهة الوطنية التي نأمل أن لاتكون قد دفنت في مدافن الراحلين الكبار ( وماعندو كبير اللفتش لو له ليه كبير .
ولسع الكلام راقد ومرقد بسفروك دار مساليت كن صاب سلاح وكن جلا عود وراح .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى