أعمدة

(رؤى متجددة) .. أبشر رفاي .. الوفاء ورد الجميل .. السودانيون ونهضة السعودية الحديثة

ذكرت في قراءات سابقة بأن ثمة بون شاسع من حيث المفهوم والمضمون والاثر فرق بين الدبلوماسية التقليدية والمتقدمة ، المتقدمة ترتكز على عاملين أساسيين الأول سفير الدبلوماسية المتقدمة يمثل أمين سر مصلحة وتبادل المنافع بين البلدين الشقيقين والصديقين بدرجة اخلاقية عالية وهو في بلده الأول مشترك وليس الثاني كما هو متعارف عليه في ثقافة الدبلوماسية التقليدية ، سفير الدبلوماسية المتقدمة يمثل في عالم اليوم الجيل الأكثر حداثة لمنتوج الفكر السياسي الدبلوماسي الإستراتيجي المتقدم لنظم وتنظيم العلاقات البينية والأقليمية والدولية ، أما الأساس الثاني وهو ضرورة التعاطي الإيجابي مع عناصر الدبلوماسيات الذكية الداعمة لجهود الدبلوماسية الرسمية بقيادة وزير ووزارة العلاقات والشئون الخارجية كالدبلوماسية الرئاسية والشعبية والبرلمانية بعيدا بالطبع عن أي شكل من أشكال التقاطعات وتداخل المهام والإختصاصات ، وفي السياق نظمت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الخرطوم عبر سفيرها الدبلوماسي المتقدم على بن حسن جعفر ماشاء الله شخصية شعلة من النشاط الدبلوماسي فكلما فرغ من منشط سعى بالحسنى لآخر أكثر إستحسانا والشاهد في ذلك كنا قبل أيام قلائل بدعوة منه في تظاهر ثقافية تاريخية حضارية ضخمة حول ذكرى مرور ثلاثة قرون على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس رحمه الله الملك عبد العزيز آل سعود ، وفي أمسية الثلاثاء ١٤ مارس نظم السفير بداره العامرة دار خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم نظم مناسبة نوعية مهمة طابعها الوفاء والتقدير ورد الجميل بعنوان سودانيون عاصروا نهضة المملكة العربية السعودية الحديثة ، وهي مناسبة كانت بمثابة فرصة طيبة لتعظيم ورفع قدر معاني الوفاء ورد الجميل المتبادل والمستمر بين البلدين والشعبين الشقيقين فكم تمنينا أن يفعل سفير السودان لدى السعودية ذات الفعل الدبلوماسي الحسن عنوانه سعوديون شهود عصر ومعاصرة على دور المملكة شعبا وملوك وأولياء عهد دورهم في دعم ومساندة السودان..
شهدت المناسبة التي حضرها نفر كريم من السودانيين الذين عاصروا نهضة السعودية الحديثة في مختلف الحقب والمجالات ، هذا من طرأئف المناسبة كثير من الحضور والحاضرات من الذين عاصروا نهضة السعودية مغتربين كانوا يعتقدون بأننا قد عشنا ذات التجربة تجربة الاغتراب في السعودية ولكننا لم نفعل سوى زيارة الأماكن المقدسة ولمرة واحدة ، وهنا أذكر في هذا المقام بأننا سبق وأن تقدمنا عبر الرؤى المتجددة بنصيحة وإقتراح لإدارة الحج والعمرة السعودية بأن جهود التوسعة الرأسية والأفقية المستمرة في الأماكن المقدسة لفك الأختناقات والزحام في مواسم الحج والعمرة لاتحل فقط بالصرف والتصرف في المباني وإنما في توسعة ومرونة المعاني ، وقد تلاحظ في هذا الصدد أن معظم الحجيج والمعتمرين الذين يأتون من مكان قريب ومن كل فج عميق يأتون وهم مقيدون بمفاهيم تعليمية فقهية محددة تضيق وتتسع حسب طبيعة الفقه والمفقه وهذه هي النقطة التي تجعل المباني تضيق على سعتها بالزوار بسبب ضيق وتضييق المعاني والأمثلة كثيرة ، أما الطرفة الثانية قد تلاحظ عدم تناولي ولا قارورة ماء بدار السفير السعودي والذي قدم لضيوفه الكرام كل ما طاب ولذ من حاتمية الكرم السعودي وبالمناسبة وهو ذات الموقف الذي سجلناه قبل شهرين تقريبا في بدار السفير الإماراتي لدى الخرطوم دكتور حمد الجنيبي حيث كنت أحتفظ بأسودين بسيارتي بلح وماء وحينما إنطلق الحضور إلى حيث البوفيه المفتوح المحترم غادرت المناسبة مودعا لتناول الأسودين ، وفي مناسبة السفير السعودي طلبت من فوالي شهير ان يجهز لى فتة سودانية مدنقلة لا تقل قيمة ودرجة من الكبسة السعودية المتوقعة في عشاء المناسبة الطيب بطيب أهله والسبب من وراء تلك المواقف الطبيعية بسيط للغاية وهو ضبابية موقف السفيرين والدولتين الشقيقتين العزيزتين موقفهم من طبيعة وتركيبة الصراع السياسي السوداني السوداني بالداخل وهو صراع تاريخي تأسيسي بنيوي بحت وليس بيني بين فئة وفئة وجهة وجهة وتوجه وتوجه مضاد له ، كما صور ذلك الظلمة والظالمات صوروه كذبا وبهتانا للآليتين الثلاثية والرباعية عبر مشروع الإتفاق الإطاري وماهو بإطاري ولكن روح الهيمنة والتدخل الأجنبي الإستعماري عبر الوكلاء المحليين شديد ، ولا نحسب ولا نعتقد ولا في البال حتى أن تكون السعودية والإمارات عبر سفيريهما بن جعفر و الجنيبي جزء من تعقيد الأزمة والمشهد السوداني الداخلي الذي يتمظهر في الإصرار على سيادة الإتفاق الإطاري دون وجه حق والذي بات اليوم مثل سور القيامة ظاهره الرحمة وباطنه العذاب الشديد ، أتفاق إطاري متحدد متحدي متعدي غير لازم لحدوده الوطنية والاخلاقية لايتطور ولا يقبل التطور ، وبعد كل ذلك يفتقد للشرعيتين الدستورية الإنتخابية والإستفائية ويتبلطج على الجميع عبر الإستقواء بالأجنبي وكذلك على الشرعية الثورية دون أي مبرر سياسي تاريخي كفاحي يميزه عن الآخرين من شركاء الكفاح التراكمي والثورة والوطن والمواطنة ، فمن هنا متى ما أخذ الأشقاء والأصدقاء جانب الحياد والشفافية والوساطة الأخلاقية نحن نطور معهم العلاقة لدرجة تبادل الملح والملاح وشرب شعير مكة وأكل تمر وعجوة المدنية وتمور العين والشارقة ورأس الخيمة وأبوظبي ، هذه المواقف الوطنية والمبدئية لا تمنع أخلاقيا بأن يقر المرؤ ويعترف بالفضل الآني والتراكمي من قبل الآخرين على السودان والشعب السوداني الأبي .
التحية خالصة للسفير السعودي ولطاقم سفارته على جميل الفكرة وحسن المبادرة مبادرة سودانيون عاصروا نهضة السعودية الحديثة والتحية للجنة المنظمة التي أبدعت في التخطيط والتنظيم والأخراج وفي رحيق المكان الذي عطر اجواء المناسبة ( دار خادم الحرمين الشريفين دار سفيره الأمين على حسن بن جعفر ، التحية للسودانيين الذي عاصروا نهضة السعودية والذين تباروا بصورة رائعة في تقديم أشرف ماتكون الشهادة وأخلصها للعمل وإتقانه من سودانيين وسودانيات شهدوا وسكبوا العرق السخين والجهد العظيم من أجل نهضة الشقيقة المملكة العربية السعودية وهي ببعدها الحضاري لاشك تمثل ضمير الأمة الحي وتاج رأسها المرصع بالقيم النبيلة وبتمام مكارم الأخلاق إعمارا للأرض وإسعادا للشعوب والإنسانية ولله عاقبة الامور ….

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى