أعمدة

*فيك يامصر أسباب شفايا* !! .. محجوب فضل بدری-

-خلافاً لما جرت عليه ألسنُ السودانيين،ترديداً لأغنية العميد أحمد المصطفیٰ،من كلمات الشاعر حسن عوض ابوالعلا
سفرى السبب لى اْذَایٰ بطرىٰ اللَّی آمال و غاية۔
و ما بتحمی المقدور وقاية، يسلم نهجی من الرماية۔
سفری السبب لي اذايا، فرقة و فقدان هنايا۔
بطرى حبيب املی و منايا و أبكی على هذی النهاية۔
و ببكی على تهديم بنايا ليت حبيبی علي ناح۔
*فيك يا مصر أسباب أذايا* و في السودان همی و عزايا۔
صابر و لم اعلم جزايا، و التأويه اصبح غِذايا۔
صرت مسلم لی ردايا، زی طاير مكسور جناح۔
دهری ان صابني بكل خفايا، و حطم و عكر لی صفايا۔
برضي على حبی و وفايا و أعلم في وجودك شفايا۔
شی من لا شی بس كفايا، عَلُّو بمسَّك أجد نصاح۔
هذه الأغنية من تأليف الشاعر حسن عوض أبوالعلا حيث يُروىٰ أنه سافر إلى جمهورية مصر حيث كان يدرس في كلية فيكتوريا وفي تلك الفترة درس كثير من السودانيين منهم الصادق المهدي ومأمون بحيرى وسعد أبو العلا والشريف حسين الهندی. وقد أراد الشاعر أن يقفز للسباحة في البحر فأصيب بشللٍ سبب له عاهة مستديمة إستمرت عدة سنين إلى أن توفاه الله۔
-لكن بطلة قصتنا اليوم،هی الصبيٍّة *إيناس بكری علی محمد نور القنن* وجدها هو *صديقنا محمد القرشی* الذی جاء ذكره فی منظومة (سبل كسب العيش فی السودان) التی كانت ضمن المنهج المقرر للمدارس الأولية -قبل السلم التعليمی الذی أقرته ثورة مايو١٩٦٩م- وعُرف بعهد د۔محی الدين صابر،وزير التربية والتعليم فی العهد المايوی- ومطلع المنظومة يقول *(فی القولد إلتقيتُ بالصِدٍّيق،أنعم به من فاضلٍ صديقِ)* ويطوف الأساتذة الأجلاء، الذين نَظَموا هذه القصيدة الخالدة، بالتلاميذ كل أرجاء السودان،ونكاد فی حصة الجغرافيا أن نحُسًّ بأصدقاءٍ لنا فی كل قرية أو مدينة ومنهم جد إيناس بكری (محمد القرشی فی ريرة)۔
-أُصيبت إيناس بتقوُّس فی عمودها الفقری،حتی تَحَدًّب لحوالیٰ ٤٥ درجة ۔ وانحنی ظهرها حتی صار طولها تحت مستویٰ الركبة،واختارت أسرتها أن تأتی بها طلباً للعلاج، إلیٰ *مصر* تحديداً من بين خيارات عديدة،كانت مطروحة أمامهم !! وفی عملية جراحية إستغرقت ست ساعات علی يد الجراح الماهر الأستاذ *الدكتور هانی عبدالجواد* إختصاصی جراحة العمود الفقری،الذی خرج بلبس العمليات وهو يصيح (ألحقونی ياناس،إيناس بقت زی الفل)واحتضن والدها الذی شهق بالبكاء والدكتور يداعبه ويقول له (أجْمَدْ) ويقول لوالدة إيناس الباكية (مش كنتِ بتقولی إنك بسبعة رجالة!!) وذلك فی مشهد إنسانی فريد،ومٶثر۔
-إستعادت إيناس إستقامة عمودها الفقری ووقفت منتصبة القامة بجوار طبيبها،الذی كان يجثو علی ركبتيه -قبل العملية- حتی يكون فی مستویٰ طول إيناس التی كانت تقف بأدنیٰ من مستویٰ الركوع !!والآن إيناس تنعم بطول طبيعی والحمد لله وتقف(مستقيمة كالألف الأحمر) وقد غشيتها السعادة وغمرتها الفرحة وأشاعت جواً من السرور لا مثيل له،وتسابقت القنوات الفضاٸية والسفارات الأجنبية لتسجيل هذه المعجزة،وللتنويه بهذا النطاسی البارع *الدكتور هانی عبدالجواد،اختصاصی جراحة العمود الفقری* الذی طبقت شهرته الآفاق،وعرفاناً بالجميل فقد قلَّد والد إيناس *(الدكتور هانی عبدالجواد)* وساماً صاغته الأسرة فی شكل نجمة خماسية تحمل علم السودان۔
– ونقول لسفارتنا بالقاهرة، أن تأتی متأخراً خير من أن لا تأتی!!!
والشكر أولاً وأخيراً للمولیٰ عزَّ وجلَّ،ثمَّ الشكر (للأستاذ الدكتور هانی عبدالجواد) *وفيك يامصر أسباب شفايا*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى