أعمدة

(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. مصطفى ابوالعزائم .. أيهما الأهم .. إصلاح أمني وعسكري أم سياسي ؟

عجيب أمر من يحتاج إلى أن يصلح ذاته فيبحث عن إصلاح غيره .. وهذا هو ما نراه الآن ونشهده من مطالبات بعض الساسة بالإصلاح الأمني والعسكري ، حتى تتمكن فئة قليلة وتتحكم في مصير هذا الوطن ومصائر أهله .
كثيرون الآن لا يملكون التفويض الشعبي ، بل إن هناك من إختطف الثورة وأصبح يتحدث بإسمها ويزعم أنه يمثل الثورة والثوار ، ومع ذلك نجدهم يعملون على تقرير مصير البلاد والعباد ، ومنهم من غاب عن أرض الوطن لعقود فنراه يعمل على أن يؤسس لأوضاع جديدة بالكلية دون توافق شعبي وسياسي ، ودون سند قانوني أو تشريعي ، ونجد بعض ممن بيدهم الأمر يمتثلون لهذه القلة القليلة والفئة الضئيلة ، ولا نعرف لماذا يقفون هذه المواقف المخزية ، ونتساءل إن كان ذلك نتيجة ضغوط خارجية ، أم نتيجة أطماع شخصية في ( الإستمتاع ) بمزايا الحكم والسلطة .. !!؟ .
القوى الأجنبية لا تريد لنا وطناً حراً مستقلاً ، بل تريد وطناً خانعاً تابعاً ويكون ضمن المنظومة التابعة لتلك القوى ، وهذا من حقها في توسيع دوائر نفوذها ، لكن الذي يثير الدهشة ويدعو إلى التوقف عنده كثيراً ، هو تماهي بعض السياسيين مع أجندة تلك القوى الأجنبية ، وأكثرهم ربائب تلك الأنظمة التي تريد طمس هويات الشعوب لتكون مسخاً مشوهاً لها خارج حدودها المعلومة .
والذي نعجب له أن يتولى بعض المسؤولين كِبرَ تلك المطالب ويتبنونها ، ناسين أنه يجب عليهم التعبير عن غالب شعبهم ، متناسين إن يوم الحساب قريب ، ولكن هذه هي أطماع البشر خاصةً أطماع البعض في السلطة التي تجعلهم يبيعون كل شيئ في سبيلها .
حكام اليوم هم المسؤولون عما يجري ، وعليهم أن يقفوا أمام أنفسهم لحسابها قبل حساب الشعوب ومحكمة التاريخ وحساب اليوم الآخر ، وعليهم أن يوازنوا مابين مطلوبات المرحلة ، وهل نحن في حاجة إلى إصلاح عسكري أمني أم في حاجة لإصلاح سياسي حقيقي ينصلح بعده حال الوطن والمواطن . !
ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي بدأت في الخرطوم مؤخراً تدعم بناء جيش وطني واحد ، لكن من أي زاوية ؟ لا نريد تدخلاً من غير أهل الإختصاص ، ولا نريد تدخلاً من القوى الخارجية والأجنبية التي تحرص على أن تكون كلمتها هي العليا .
نثق في أن الخبراء المحليين هم الأقدر على إنجاز هذه المهمة بعيداً عن المتاجرة السّياسية بالمواقف ، حتى نصل إلى مشتركات تقود الى بناء جيش وطني واحد حديث ، يضطلع بمهام حماية الأمن القومي السوداني من أي مهددات خارجية ، ونثق في أن الخبراء سيعيدون قراءة قانون القوات المسلحة السودانية وقانون قوات الدعم السريع بتأنٍ وسعة أفق حتى تكتمل هذه المهمة ، وقد شهدنا أن نائب رئيس مجلس السّيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي وهو يضع خلال حديثه في الجلسة الافتتاحية للورشة ، خارطة طريق للإصلاح الأمني والعسكري على إعتبار أن الإصلاح قضية وطنية فنية وليست مهمة شعلة ، ومع ذلك هي ضرورية كجزء من عملية إصلاح الدولة .. ويحمد للرجل أنه لفت إلى أهمية وضع تحذيرات تمثلت في إبعاد عملية الإصلاح عن النشاط والأجندة السياسية ، لأنها عملية تحتاج إلى تطوير التشريعات والقوانين .
موضوع الإصلاح لن يتوقف ، ومشروع التخريب لن يتوقف أيضاً وعلينا أن نكون بالمرصاد لكل من اراد بنا وببلادنا شراً .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى