أعمدة

(تأملات) ..جمال عنقرة .. مدن تكامل.. سودانية مصرية

تلقيت رسالة قبل قليل من أخي الحبيب وصديقي العزيز اللواء م مهندس دكتور ضياء الدين الخير سعد عمر، مدير شركة صافات للطيران السابق، والذي يزور القاهرة هذه الأيام، وهو لا ينقطع عن أم الدنيا، ولم ينقطع عنها منذ أن ذهب إليها أول مرة قبل أربعة عقود من الزمان لدراسة هندسة الطيران، والتي يعتبر ضياء الدين من كفاءاتها النادرة في السودان، وفي غير السودان كذلك، ورسالة ضياء تحمل مقترحا أوحي له به الوجود الكبير للسودانيين في مصر والذي يقال أنه تجاوز الخمسة ملايين، هؤلاء يقيمون إقامة دائمة، هذا غير الذين يسافرون ويعودون، ولدي معلومة من مصدر موثوق أن عدد السودانيين الذين ذهبوا هذا العام لقضاء شهر رمضان في مصر قد قاربوا المليونين، ويقترح ضياء في رسالته إنشاء مدن خاصة للسودانيين الذين يعيشون في مصر، ويقترح أن تكون بالقرب من الحدود السودانية المصرية، وأن تمد هذه المدن بكل الخدمات المطلوبة، وتكون فيها سبل كسب عيش، وأشار في ذلك للزراعة، وتخصص فيها مساكن للمصريين لتحقيق التلاقح والتعايش، ويعتقد ضياء الدين أن ذلك يمكن أن يكون مدخلا لتكامل سوداني مصري ينشده كثيرون.
فكرة سعادتو ضياء أعجبتني كثيرا، واعتبرتها مدخلا لحوار حول مشروع التكامل، وقد تكون مدخلا لأكثر من ذلك، وحسنا أن تصادفت الفكرة مع فيديو متداول هذه الأيام لمواطن مصري، أحسبه من أهل أسوان يتحدث عن أن عدد السودانيين في أسوان تجاوز العدد الذي يمكن أن تستوعبه أسوان، ثم تحدث عن مظاهر وممارسات سالبة يقوم بها بعض العشوائيين من السودانيين الذين يعيشون هناك، وهذا يعضد من فكرة اللواء مستشار ضياء الخير لإنشاء مدن للسودانيين الذين يعيشون في مصر، ومعلوم أن هناك أحياء في القاهرة الكبري تكثر فيها أعداد السودانيين عن المصريين، وقديما اشتهرت بذلك أحياء عين شمس، والجبل الأصفر، وهذه كانت تسكنها الجالية القديمة الذين قوامهم من الهجانة، والمقاتلين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، ولكن الجالية الحديثة، والمهاجرين الجدد تكاثر وجودهم في أحياء فيصل حتى أنه تنسب طرفة لأحد ظرفاء السودان في مصر قال “المصريين كتروا في فيصل”
ومع تأميني علي فكرة الأخ ضياء الدين لكنني أعتقد أن الأولوية يجب أن تكون لمدن في السودان يسكنها مصريون وسودانيون، وتقوم هذه المدن علي الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي، وعلي الصناعات التحويلية الصغيرة للمنتجات الزراعية، وكما هو معلوم أن المساحات الزراعية في السودان أوسع وأكثر خصوبة، وأن خبرات المصريين الزراعية متقدمة جدا، لا سيما في المساحات الصغيرة، ويبرعون في تصنيع المنتجات الزراعية الحيوانية والنباتية، وهذا يمكن أن يكون أساس لقيام مدن تكاملية في السودان ومصر معا، تكون الزراعة أساس المدن السودانية، والصناعة أساسا للمدن المصرية.
هذه الفكرة أرمي بها في بريد رعاة العلاقات السودانية المصرية الميدانيين، السفير محمد الياس سفير السودان في مصر، والسفير حسام عيسي سفير مصر في السودان، والمستشار أحمد عدلي القنصل العام المصري في السودان، وقائد مسار العمل الشعبي لتعزيز التواصل بين الشعبين والبلدين الشقيقين السفير الدكتور علي يوسف أحمد رئيس المبادرة الشعبية لتعزيز العلاقات السودانية المصرية، ونظيره في مصر السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، ولكل المهمومين بالتواصل الإيجابي الحميم بين السودان ومصر، ورسالة خاصة لأخي اللواء حاتم باشات القنصل المصري الأشهر في السودان، والذي ظل حاضرا علي الدوام في قلوب وشؤون السودان، وظل السودان معه حاضرا دوما لم يغب. ورسالة خاااااااصة جدا لصديقنا الحبيب اللواء معتز مصطفي كامل وكيل المخابرات المصرية، والذي لم يلق بعد ملف السودان وكأنه لا يزال قنصلا لبلده الأول مصر، في بلده الثاني الأول السودان، ورسالة أخص لعزيزنا الغالي السفير الفخيم البلدوزر الدكتور عبد المحمود عبد الحليم، صاحب البصمات الراسخة في العلاقات السودانية المصرية.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى