أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) أحد آباء المهنيّة يغادر .. وداعاً تيتاوي ..

الصحافة مملكةٌ تنتقي من يعملون في بلاطها ، وكنا قد كتبنا قبل أسابيع عن اليوم العالمي لحرية الصحافة ، والإحتفاء به من قبل بعض أهل الصحافة والإعلام في بلادنا ، مع الإشارة إلى ما كتبه أستاذنا الكبير وأستاذ الأجيال الدكتور محي الدين أحمد إدريس ، المعروف بإسم « محي الدين تيتاوي » الذي رحل عن دنيانا بالأمس ، الثلاثاء الخامس من أكتوبر 2021 م ، وقد نشر ما كتبه الراحل المقيم الدكتور محي الدين تيتاوي ، على صفحات مجموعة « ضل التبلدي » التي يشرف عليها زميلنا الإعلامي السّوداني المقيم في مصر الشقيقة ، الأستاذ صلاح غريبة ، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات عن علاقته بالصحافة ، جاءت إستدعاءً من الذاكرة ، تضمنت لمحات من الخاص ، وإشارات إلى العام مع التعريف بالبيئة السّياسيّة العامة في بلادنا ساعة وقوع الأحداث المرتبطة بمسيرة الدكتور محي الدين تيتاوي في طريق الدخول إلى عالم الصحافة .
قرأ أستاذنا الكبير أسامة سيّد عبدالعزيز ، ما كتبناه من قبل ، وتفاعل معه ، والأستاذ أسامة علمٌ من أعلام صحافتنا السُّودانيّة ، تتلمذ الكثيرون على يديه ، فكان نِعْم المُعلِّم لمن تدرّب على يديه ، فكتب عن الصحافة والصحفيين مقالاً قصيراً حاوياً ، رأينا أن ننشره كما هو ، لما يتضمنه من معلومات وحقائق وإضاءات مهمة ، في وقتٍ أخذ فيه دور الصحافة الورقية يتراجع لصالح الصحافة الإلكترونية أو الصحافة الحديثة ، أو صحافة الموبايل _ سمِّها ما شئتْ_ لكننا مع ذلك لا نرى إن دور الصحفي الحقيقي المحترف لم يتراجع .
فلنقرأ معاً ما كتبه الأستاذ أسامة سيد عبدالعزيز ، معقباً على مقالٍ سابق نشرناه عن أستاذنا الكبير الدكتور محي الدين تيتاوي ، والذي نسأل الله له الرحمة والمغفرة ، وكان أستاذنا الكبير أسامة سيد عبدالعزيز ، قد كتب وقتها ما نعيد نشره من جديد ، وكان يتحدّث إلى بالأمس وهو يغالب الدموع ، فقد جاء من مدينة ودمدني خصيصاً ، لنسجّل زيارة متفق عليها للأخ والصديق العزيز أستاذ الأجيال ، الدكتور محي الدين تيتاوي ، لكن إرادة الله الغالبة غيّبت تيتاوي عن عالمنا ، فأصبحنا نواسي بعضنا ، فالأمر جلل .
هذا هو ما كتبه الأستاذ أسامة سيد عبدالعزيز ، ونعيد نشره اليوم مكتوبا بمداد الحزن ، وألم الفراق :

*الصحافة و صناعة النجوم*

الصحافة مصنع نجوم كافة المناشط الإنسانية، ولا تُعاب أن لم تحتفل بالصُنّاع ، ليس لشئ غيرَ تحصُّن أهلها من نرجسية الآخرين .
أستاذنا محى الدين أحمد إدريس الشهير ب « تيتاوى » رافقته فى سكرتارية تحرير ” الأيام ” والأستاذ يوسف عمر ، منهما تعلّمتُ الصبر الجميل .
وزاملته عقداً من الزمان كان خلاله أحد بُناة الصّحافة الجادة المتجدّدة .. حتى بلغت طباعة الجريدة مائة وعشرين ألف نسخةٍ يومياً و .. بلا راجع ،
هذا الرقم غير مسبوق ، ولم يتحقق فيما بعد .
الدكتور محي الدين تيتاوي ، وإن صرّح أن رغبته الأولى كانت الإذاعة ، إلّا ان رحمة الله المنزّلة على مئات الصحفيين أتت به إلى جريدة الايام ، فكان موجّهاً ومُرشِداً لهم .
لقد ظل« تيتاوي » ومنذ أن عرفته مهموماً بتطوير المهنة ومناهجها ومناخها ، وله فضل كبير في تطوير كلية صحافة وإعلام الإسلامية من خلال تسنمه مقعد عمادتها ، وكان آخر تكليف لي من قبله ، أن أرسل له منهج دراسة التصميم الإلكترونى فى الجامعات الأمريكية ، ولا عجب في ذلك ، فهو صانع الإخراج الصحفى لجريدة الأيام التى فازت بالجائزة الرابعة للصحافة العربية أواخر السبعينيات ، الامر الذى جعل الصحافة السعودية تتصل بإدارة الأيام راجية دعمها بكوكبة من فنيي الأيام ، وحينما تم ترشيح خطاطين إثنين وأربعة مصممين ( مخرجين ) أشفقنا على المكتب الفنى ، ولم يشفق أو يفزع تيتاوى.
قال جملته التى تحققت
(غداً يزهر المكتب الفنى
وبعد الغد يمكن أن يغتربوا ، وهكذا ، طالما نحن هنا) .
أخى مصطفى أشكر لك وفاءً أنت مفطورٌ عليه و به ، ولنُصلِّ من أجل الصحة والعافية لأستاذنا تيتاوى .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى