أعمدة

نشوة محمد عبدالله تكتب في (بقلمي) .. من استبدل الثورة ؟!

لم تكن الجموع الهادرة التى خرجت فى ذاك اليوم منددة بنوع جديد قديم من الاستعمار السلطوي والتمكين الاحادى من قلة ممن سيطر على نفوسهم حب التملك وغرتهم السلطة فنسو ا ما فى أعناقهم من أمانات تجاه شعب ووطن ،لم تكن تلك الجموع تعرف ان ثورتها التي كللت بالنجاح وغلبت فيها ارادة الشعب على ارادة الأهواء وحب التملك ،سوف تنحرف عن الطريق التى خرجت من اجله واريقت فيه دماء شباب ،لا لشئ سوى اقامة العدل وتوفير العيش الكريم واعطاء هذا الوطن المثخن حقه بين الشعوب، لم تكن البدايات مبشرة ،ولم تكن اقامة حكومة من رحم تلك الثورة ،سوى استمرار لنهايات حقبة بدت الأقنعة تسقط عنها ،واحدة تلو الاخرى، خرج الجميع مهللين ومكبرين ببداية عهد جديد ،تاخذهم امالهم ألعراض إلى سودان يتوفر فيه الامن الطمانينة وكان هذا أول بند يهدر بجدارة، إذ عمت الفوضى وساد الاستهتار بالأمن والقانون ،ظن الناس انهم سوف يسبحون فى بحور الرفاهية، وحدث العكس تماما ،تصاعدت الاسعار إلى اعلي مستوياتها ،مما يدعو الي حد الدهشة هبطت الملايين وارتفعت المليارت ولم تعد تسوى شيئا، ، تطاولت الصفوف فى كل مكان واصبح السوداني يشرب المعاناة بايديه وارجله، برامج اسعافية فاشلة وعود لا تدخل حيز التنفيذ ، اتكالية غير محدودة على الغرب ،تعديات على العقيدة والأعراف والتقاليد، ولم تطبق الحرية كما ينبغي بل انتهكت، ولا تجد العدالة سبيلا كما جاءت فى ديينا الحنيف كمسلمين، لم نستفيد من غيرنا ولم نفد انفنسنا ،بالرغم مرور اكثر من عامين ، مدة كافية لان يؤتى كل ثمر اكله وان تصل كل ضالة مبتغاها وان تأخذ كل تائهة جادة الطريق ،لم تكن هذه الأهداف هي المبتغاة!! اين برنامج الثورة الموضوع بدقة من تحت اقدام الطغاة، وأين تلك الأهداف الرامية لاسترداد جزء من حق المواطن المغلوب، لا بد من تصحيح مسار وتعديل مشهد ولا أظنها صعبة بل الأصعب هو الفشل الذى لاحقها، فى مجال التعليم المجاني الحكومي، نسبة الاجلاس 10بالمئة لا توجد كتب ولا توجد كراسات فى مجال الصحة ستجد مستشفى او اتنين لتشخيص الحالة ولكنك لن تجد دواء ولو وجدته لن تستطيع شرائه فحقنة واحدة لإزالة الالتهاب أظنها قرابة الألف ونصف وانت تحتاج في المتوسط الي ستة منها لتشفي،، الأسواق والمواصلات صنوان،فى كلاهما يقف الجلادون وفي أيدهم سياط المبالغة من غير حسيب ولا رقيب، سادت دولة الفحش والمبالغة فى الاسعار وأصبح الوطن كقدر على نار ،الضعف الذي يهدد أركان الدولة ذاته هو الذي افسح المجال لتطور الأمور فى الشرق والغرب ،اني أرى دماءا أهدرت وثورة لم تحقق مقاصدها كماينبغى وانسانا قد اكتوى فى بلد مملوء بالخيرات، فلم يبق له سوى أن يفترش الارض ويلتحف السماء، فهلا استردينا ثورت؟

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى