مقالات

السفير/على بن حسن جعفر يكتب :في اليوم العربي للبيئة-ريادة المملكة العربية السعودية في العمل البيئي- خطوات وإنجازات

-يحتفل العالم العربي في 14 أكتوبر من كل عام بـ”يوم البيئة العربي”، والذي يهدف للتوعية بالتحديات والمشكلات البيئية التي تواجهها المنطقة ورفع مستوى التنسيق لحلها،و تنمية التعاون العربي في مجالات شؤون البيئة، و الدول العربية كما بقية دول العالم تعاني العديد من المشاكل البيئية، مثل الاحتباس الحراري وتلوث الموارد المائية ، والتصحر وحدة الجفاف وشح مصادر المياه وغيرها.
-وياتي إحتفال هذا العام وقد حققت المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في مجال حماية البيئة وصون مواردها، وسطرت منجزات ومبادرات مختلفة ومدهشة للعالم استكمالًا لما وضعته من أولوية في حماية البيئة ضمن إستراتيجية رؤية 2030، والتي من ضمن مستهدفاتها خفض معدلات الكربون العالمية وتعزيز كفاءة إنتاج النفط،وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، والحفاظ على البيئة البحرية والساحلية وزيادة نسبة المحميات الطبيعية.
– قدمت المملكة مبادرة خفض الانبعاثات الكربونية والطاقة الهيدروجينية البديلة خلال رئاستها قمة مجموعة العشرين، وشجعت إطار الاقتصاد الدائري للكربون الذي يمكن من خلاله إدارة الانبعاثات بنحو شامل ومتكامل بهدف تخفيف حدة آثار التحديات المناخية، وجعل أنظمة الطاقة أنظف وأكثر استدامة كما قادت المجموعة لإصدار إعلان خاص حول البيئة لضمان مستقبل مستدام يحد من التدهور البيئي والحفاظ على التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وإصلاحها، والمحافظة على المحيطات، وتشجيع توفر الهواء والماء النظيفين، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والظواهر المناخية الشديدة، ومعالجة التغيّر المناخي .
-حرصت المملكة علي التحسين البيئي المستمر حيث أسهمت الجهود المتواترة في تنمية المحميات الطبيعية عبر اتساع نطاق رقعتها الجغرافية من 4 % إلى أكثر من 14 % في المحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها وإنمائها والحد من الصيد والرعي الجائر ومنع الاحتطاب ، وأدت خلال السنوات الخمس الماضية إلى زيادة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40 %، وشملت مستهدفات رؤية المملكة 2030 أيضا مواجهة التحديات والمخاطر من خلال رفع كفاءة إدارة المخلفات،والحد من التلوث بمختلف أنواعه، ومقاومة ظاهرة التصحر، والعمل على الاستثمار الأمثل للثروة المائية عبر الترشيد واستخدام المياه المعالجة والمتجددة،والتأسيس لمشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات.
-الي ذلك إهتمت المملكة بإطلاق مشروعات “السياحة البيئية” داخليا مثل (نيوم، وذا لاين و البحر الأحمر القدية والعلا القديمة) وغيرها من المشاريع التي جعلتها في مقدمة الدول في الاستثمار الأخضر و الأولى عالمياً في مؤشرات الأداء البيئي والأولى في مؤشر عدم فقدان الغطاء الشجري في الخمس سنوات الأخيرة، ومؤشر خسارة الأرض الرطبة..
-ثم توجت جهودها لتتجاوز الحدود مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، للمساهمة بإيجاد حلول نوعية وفريدة لمشكلة المناخ العالمي وهي مبادرة أطلقها ويشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -ولي العهد- حفظه الله-من منطلق ريادة المملكة في التعامل مع القضايا العالمية الملحة، ودورها المهم والحيوي على كافةالأصعدةوالمجالات،وتعزيزا للجهود البيئية القائمة في المملكة خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030.
*(السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)..مبادرة من المملكة لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.. والمساهمة في مكافحة أزمة المناخ والتغيّر البيئي، والمساعدة في صنع مستقبل بيئي أفضل من خلال التصدي لتدهور الأراضي و التصحر الذي يمثل تهديداً اقتصادياً للمنطقة بما قيمته 13 مليار دولار من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، والذي يشكل اليوم واحدا من أهم الهواجس البيئية التي تؤرق المجتمع الدولي.
– تتضمن المبادرة في ثناياها مشاريع وخطوات طموحة تستهدف تخفيض انبعاثات الكربون وتعزيز الصحة العامة وجودة الحياة في المملكة والشرق الأوسط، من خلال تحسين كفاءة إنتاج النفط ورفع معدلات الطاقة المتجددة البديلة والنظيفة، إضافة إلى جهود متعددة للحفاظ على البيئة البحرية والساحلية وزيادة نسبة المحميات الطبيعية،وتأهيل أربعين مليون هكتار من الأراضي وزراعة 50 مليارشجرة، وما سيحققه ذلك من فوائد اقتصادية كبرى وإيجاد عدد كبير من الوظائف والتنمية الاقتصادية المستدامة..!

اخيرا: نحتفل باليوم العربي للبيئة والآمال والإنظار تتجه للرياض وهي تشهد بعد أيام إطلاق مبادرة المملكة الخضراء والشرق الاوسط الأخض كأضخم مبادرتان مناخيتان في في الاسبوع الاخير من هذا الشهر في حدث يمتد لأيام تجتمع فيه شخصيات مرموقة من صناع السياسات والعلماء والناشطين من جميع أنحاء العالم، وسيشكل ذلك بداية حقبة جديدة من التعاون الدولي، ودافعاً لمضاعفة الجهود الحالية في مجال العمل المناخي..تحت قيادة المملكة في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين-أيدهم الله-، وحكومتها التي تثبت كل يوم سعيها وحرصها على حماية البيئة وتوازنها تحقيقا للتنمية المستدامة الشاملة لكل الأجيال.

*سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى