تقارير

اصرار الإتحاد الأوروبي الانضمام للآلية الثلاثية.. لمعالجة الازمة السياسية؛ ام لاستغلال موارد البلاد؟

اصبحت الازمة السودانية فرصة لتدخلات اقليمية ودولية وفق تقاطع المصالح الذي يدور حول موارد البلاد المعروفة بتمتعها بموارد طبيعية متعددة حتي اصبحت تعد ثالث دولة الان في انتاج الذهب المعدن الاصفر الذي كان ومايزال سببا للحروب والغزو والاستعلاء!
وليس غريبا كما يرة كثير من المراقبين الاصرار القوي الذي ابداه الإتحاد الأوروبي للانضمام للآلية الثلاثية التي اصبحت باجماع دولي غريب الراعي الشرعي والوحيد لعملية الحوار بين الاطراف السودانية من اجل فك الاختناق بالساحة السياسية بالبلاد واسترجاع مسار الانتقال بالدولة السودانية؛ محاولات الإتحاد الأوروبي الدخول في الآلية الثلاثية ليس ناتجا عن رغبة حقيقية في اصلاح امر البلاد لان اكثر مشاكلها كانت نتيجة للحصار الاقتصادي الذي اسهم فيه الغرب بأوامر أمريكية! وانما ياتي اصرار الانضمام للآلية الثلاثية لاغراض خاصة بمصالح اوروبا نفسها وماتمر به من اختناق اقتصادي قابل للزيادة والتفاقم الي الأسوأ نتيجة التحولات الكبرى التي احدثتها العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا حيث بات الغرب الأوروبي تحت رحمة الرجاء والخوف من إنقطاع الامدادات النفطية والطاقة بل وشح المواد الغذائية كما ظهر بعد اجتياح اوكرانيا في الهلع الذي اصاب أوروبا التي تأثرت بالعقوبات الأمريكية المفروضة علي روسيا بصورة اكبر من روسيا نفسها واصبحت أوروبا جزعة تتلفت لايجاد موارد بديلة نتيجة الحرب الاقتصادية التي تدور علي خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فضلا عما خسرته من أموال ودعم لوجستي وسلاح في عملية دعمها السخي لاوكرانيا! مما جعلها تحتاج وظهرت مضاعفات ذلك علي شعوبها التي اصبحت تعاني نتيجة الازمة اقتصاديا ومعيشيا، لهذا ليس غريبا اومدهشا رؤية أوروبا تجري لاهثة وراء اي فرصة واقتناصها في الحصول علي موارد!؟
لهذا السبب وليس لغيره يسعي الإتحاد الأوروبي للانضمام للآلية الثلاثية خاصة بعد ان قطعت شوطا طويلا في إجراءاتها لادارة عملية الحوار الفاشلة فضلا عن الفرص الكثيرة المتاحة للمطالبة بالانضمام من قبل! ولكن الإتحاد الأوروبي لم يطلب ذلك لحظتها ولو طلب لتمت الموافقة حتي قبل الإتحاد الافريقي او الإيغاد، ولكن ذلك يبين ان طلب الانضمام ليس من اجل معالجة الازمة السياسية بالسودان وانما اصبح الآن ملحاً لاجندة ذاتية خاصة بالاتحاد نفسه!
ويري الخبراء ان العملية التسهيلية للثلاثية نفسها امام معضلة كبيرة ومواجهة بفشل محقق وضح للعيان في عدة شواهد ذكرناها سابقا! فضلا عن انضمام جديد لا يتقاسم مع الثلاثية سوي الفشل المتوقع! لماذا يسعي الإتحاد الأوروبي للدخول في عملية فاشلة؟ اسهمت الهيئات الدولية التي يتحكم فيها بفشلها كما قالت بذلك بعض التقارير الصحفية الامريكية “بان امريكا والإتحاد الأوروبي والهيئة الاممية وبعثتها اسهمت في فشل العملية الانتقالية بالسودان!” اذن لماذا يريد الإنضمام الآن للآلية الثلاثية؟ لأن الالية الثلاثية تعمل علي خلق مجموعة صغيرة لادارة البلاد بحجة عجز المكون السياسي بالبلاد علي الاتفاق وعدم قدرته ادارة الانتقال المدني الديموقراطي؛ اذن اتجاه المخطط نحو هذا الجانب ولايريد الإتحاد الأوروبي ان يكون خارجا خاصة وانه اصبح لايملك الموارد وهنا الآن دولة فاشلة بزعمهم؛ حباها الله بموارد لا تستطيع استغلالها! فمن يستغلها اذن سوى لجنة صغيرة مكونة بمعرفة الآلية الثلاثية! ولابد للإتحاد الأوروبي ان يكون داخل اللعبة! لأنهم جميعا يريدون استغلال موارد البلاد وضخها لصالح شعوبهم؛ ولا بأس ان يلقوا بعض الفتات لمواطني البلاد!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى