مقالات

صلاح الكامل يكتب*::: تكريم الكاردينال في سر الليالي .. دلالات ومعاني*

في أطار قول الله تعالي (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ)الاية، يورد الراحل الشيخ محمد متولي شعراوي (رحمه الله) مدلولا عن شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قائلا (من الثابت ان الايام ظرف للاحداث، فاليوم يتشرف بالحدث الذي وقع فيه،
وبما ان ايام النبي (ص) هي ايام الاسلام، فاننا نعتبر البعثة يوما والهجرة يوما والنصر في كل المواقع اياما، لكنها جميعها متفرعة عن يوم (ميلاد) النبي الاكرم عليه وآله افضل الصلاة والتسليم) والادله كثيره علي مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بيد ان المراد ايراده في هذه المساحه ان الامة قد عاشت خلال اسبوعها المنصرم احتفالاتها بمولده الشريف ولسانها يصدح مع الامير احمد شوقي :-

*وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ*

*وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ*

*الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ*

*لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ*

*وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي*

*وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ*

*وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا*

*بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ*

● درج الشيخ القادري عوض السيد الشيخ العباس الشيخ الطاهر الشيخ عوض السيد الشهير ب(الشيخ عوض السيد كركاب) درج علي تكريم شخوص من رموز البلاد علي شرف ايام المولد الشريف في سرداقه في حوش الخليفه بأم درمان حيث يكون الشاعر المرحوم محمد المهدي المجذوب في مخيلتك وانت تعيش هذي الاحتفالات وتجوب تلكم السوح وتجوس ذياك السرادق :

*ليلة المولد ياسر الليالي والجمالِ*

*وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال*

*موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال*

● سعدنا أيما سعادة وقد حضرنا للشيخ عوض السيد كركاب هذا العام ليلة تكريمه الشيخ عبدالوهاب الخليفه الحبر خليفة الشيخ ابراهيم الكباشي وكذلك ليلة تكريم الاستاذ احمد عبدالله عثمان امين عام ديوان الزكاة الاتحادي وبينهما (وهي التي وصفها بين يدينا) ليلة تكريم رجل البر والاحسان الدكتور اشرف سيد احمد الحسين (الكاردينال) الصوفي مسلكا والتجاني طريقة وقد ضمت هذه الليله في حضورها اوجه اجتماعية بارزه (الشيخ نزار الجيلي المكاشفي، الشيخ علي التجاني نصرالله، د.فرح عقار وأ. بشاره جمعه اروي، وأ.التوم هجو والصحفيان مصطفي ابو العزائم وجمال عنقرة وجمع غفير) وكرم بجانبه نجله احمد التجاني اشرف، حيث دبجت في ثنايا هذه الإحتفائية كلمات طيبات تقرظ الدور الحميد المشكور والعطاء الثر المحمود لد.اشرف الكاردينال، فقد ذكر المتحدثون في احتفال التكريم ايادي الكاردينال البيضاء في دعم قطاع الرياضه وهو قائد نهضة الهلال ومشيد قلعته وجوهرته الزرقاء وان له علي كل القطاع الرياضي يد سلفت وشكر الشيخ عوض السيد كركاب دور د.الكاردينال ودعمه السخي لتعميير بيوت الله ورفده الوفير لخلاوي القرآن حتي خارج حدود السودان وذكر جوده بسخاء في دعم المرافق الصحيه كمستشفي امدرمان ودور التعليم كجامعة الاحفاد ويجدر ذكرا انه قد شاد مستشفى الكاردينال لعلاج أمراض الكلى بجوبا، بمواصفات عالمية ويعد الأول في دولة الجنوب المتخصص في أمراض الكلى وافتتح بحضور الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت.. وبجانب منظومته الزراعية والصناعية والتحولية شيد الكاردينال مجمعا اسلاميا ضخما في بحر دار الاثيوبية اسماه مجمع محاسن الاسلامي وقفا لروح والدته وكما ذكر د.محمد المصباح عبدالعاطي امين عام مبادرة التسامح والسلام المجتمعي عن ريادة وقيادة د.اشرف لهذه المبادره وشكر مجهوداته الكثيرة والكبيرة في دعم الفقراء والمساكين والايتام وبناء المدارس ومرافق الصحه ودور العباده ويجدر ان اشير هنا للغه الرفيعة والنفس الكريمه التي خاطب بها الكاردينال مضيفيه وهو يشير الي: انه من الصعب علينا مخاطبة ضيوف المصطفي(ص) في ليالي مولده الشريف وان نتلقي التكريم من مشائخ وقامات صوفيه نتمني ان نكون تراب اقدامهم -حد قوله، واستطرد ان كل الطرق الصوفيه عنده في مقام واحد..ومن اجمل الكلمات التي حظيت برضا وقوبلت بتصفيق ان شكر الصوفيه قائلا: اتمني ان يدعوننا لاحتفالاتهم ويقبلونا ونحن نجيئهم (حافيين حالقين) لانهم هم السادة وحكام البلد الرئسيين.. و اني في حضرة تكريم الكاردينال واستمع لعاطر سيرته، يحضرني قول الشاعر:

*رأيْتُ سخيَّ النفسِ يأتيهِ رِزقهُ*

*هنيئا ولا يُعطى على الحرصِ جاشعُ*

*وكلُّ حريصٍ لن يجاوزَ رزقه*

*وكم من موَّفى رزقهُ وهو وادعُ*

● من انصع المعاني واوضح الدلالات في تكريم الشيخ عوض السيد كركاب لدكتور اشرف الكاردينال في سرادق الاحتفالات بالمولد النبوي شاخصة ان اهل التصوف يعتنون بأهل العطاء وانهم يراقبون من يقدم ويرغبون من ينفق ويقرظون من يعطي خلافا لما يعتقده عنهم البعض انهم منعزلون في صوامع عن منافع الناس ومن يقدم لهم والبعد الاقوي في التكريم ان دعم الكاردينال السخي وعطاءه الوافر في مناحي شتي ونواحي مختلفه امر محمود ويجد من يحتفي به
فهو إضافة لكونه رجل اقتصادي وصاحب بر وإحسان فهو رياضي، سياسي وشاعر تغني له كبار الفنانين في بلادنا وله لفتات بارعه خصوصا ريادته وقيادته لمبادرة التسامح والسلام المجتمعي والتي تناسب الذوق الصوفي في التسامح والسلام وينتظر من هذه المبادره دورا كبيرا في رتق النسيج الاجتماعي وارساء دعائم التسامح وإفشاء السلام بإحياء دور (الوسيط) للمصالحات وحلحلة المشكلات وفك الرقاب وتسييد مبدأ العفو علي الساحات بدلا عن التنازع والخصام وعلي (حائط) مبادرة التسامح والسلام المجتمي نرسم :

*سامح فإنكَ في النهايةِ فانِ*

*واجعل شعارَكَ كثرةَ الغفرانِ*

*وابسط يديكَ لرحمةٍ ومودةٍ*

*حتى تنالَ محبةَ الرحمنِ*

*ليس التباغضُ من شريعةِ أحمدٍ*

*بل إنَّه لَبضاعةُ الشيطانِ*

*سامح أخاك وإنْ تعثَّرَ طبعُهُ*

*إنَّ التسامحَ شيمةُ الشجعانِ*
===
* *منشور في صحيفة الانتباهة الصادره اليوم الجمعه٢٢ إكتوبر٢٠٢١م صفحة١٠*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى