أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. هل فعلا خان حمدوك الشارع؟!

أن عودة الدكتور عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء وفق الاتفاق الذي وقع بالقصر الجمهوري أمس الأول بينه والفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ما هو إلا تقليب المصلحة الوطنية على الشخصية رغم ما أصابه من قبل البرهان من إذلال باعتقال لما يقارب الشهر بعد حل المجلسين ووضعه في الإقامة الجبرية ومن ثم إخراجه للتوقيع على الاتفاق الذي يريده العسكر، أن البعض ينظرون إلى الدكتور حمدوك بعد الاتفاق باعتباره خان الشارع الذي ظل يقف إلى جانبه ولكن الذي ينظر إلى الموضوع من الزاوية الأخرى يجد بأن حمدوك حاول أن يضغط على نفسه ويضغط على الجراح من أجل أن يظل الوطن أمن ومستقر، لقد حاول المكون العسكري أن يقنع حمدوك بالمصلحة الوطنية في ظل الصراع المحترم مع التيارات الأخرى التي يعدها العسكر وبعض القوى الأخرى بأنها سرقت بواسطة مجموعة محددة لم تنظر الا الي الكراسي والمطامع الشخصية، هناك من يرى أن الدكتور حمدوك لم يأت إلى كرسي السلطة الا من خلال الشارع الذي جعله اقنونة الثورة، ولكن حمدوك الذي استطاع خلال فترة وجيزة عبر المجتمع الدولي الذي يثق فيه ثقة عمياء استطاع أن يرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب واستطاع أن يعفي الديون ووضع حل للمشكلة الاقتصادية التي ألقت نظام البشير فترة من الزمن بل كانت الأزمة الاقتصادية سببا في زوال نظام الإنقاذ، أن العمل السياسي يتطلب التضحيات ولو على النفس فهذا ما قام به حمدوك وكان بإمكانه أن يرحل الاتفاق ويعلن استقالته على الهواء مباشرة ولكن كما كان يردد دائما الإمام الراحل الصادق المهدي قائلا من فش غبينته خرب مدينته فهكذا استخدم الدكتور تلك العبارة عسى ولعلي أن ينصلح حال السودان ولو على نفسه وتاريخه الذي بدأ يهتز بعد أن رضي إلى العسكر ووافق على أن يمضي بالمرحلة الانتقالية إلى غاياتها بغية قيام الانتخابات التي ستأتي بالتأكيد بمن يريده الشعب السوداني، أن الاتفاق الذي وقع أمس الأول أن أراد له الفريق البرهان والمؤسسة العسكرية الاستمرار والنمو والوصول بالبلاد إلى آفاق أرحب عليه أن يفي بوعده بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين بما فيهم ود الفكي وخالد يوسف و جدي صالح وكل المعتقلين الذين زج بهم في السجون بعد قرارات الخامس العشرين من أكتوبر الماضي حتى تعاد الثقة مابين العسكريين والمدنيين، اما اذا كانت هناك اتهامات جنائية على البعض فهذه أماكنها المحاكم كما كان يردد البرهان الفترة الماضية، أن مهر السياسة غالي فلا بد أن تكون هناك تنازلات حتى تستطيع العجلة أن تدور، اما من يتمسك برايه فلابد أن يكون لهذا الرأي عواقب وخيمة، فكما فعل حمدوك وضغط على نفسه وجاء ليوقع على الاتفاق على البرهان أن يضغط على نفسه والا يجعل أذنه تسمع لطرف واحد فالبلد في حاجة إلى الأمن والاستقرار. بدلا من حالة الاحتقان التي تعيش فيها لما يقارب العامين ونصف.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى