أعمدة

مصطفى ابوالعزائم* يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة).. *عن الكابلي مع شُمّو..!

أكاد أكون من أسعد الناس عندما أتلقي محادثةً من أستاذنا وأستاذ الأجيال الخبير الإعلامي الكبير البروفيسور علي شُمّو ، وأزعم أنني أعرفه جيداً ، فقد تفتّحت عيناي منذ طفولتي عليه ، وقد كان من أقرب المقربين للسيّد الوالد الأستاذ محمود ابوالعزائم رحمه الله ، وبالتالي لكل أفراد الأسرة ، ولا أنسى أنه منحني شرف محاورته على مدى حلقتين طويلتين في قناة الجزيرة ، وقد طلبت إليه قناة الجزيرة أن يختار من يحاوره في برنامج المشّاء ، الذي يوثّق للرموز الوطنية في البلدان التي تختارها إدارة البرنامج ، وأذكر أنه في منتصف شهر نوفمبر ، من العام 2016 م ، إتصل عليّ رئيس فريق قناة الجزيرة الذي يزور السّودان وقتها ، الأستاذ حسن المرزوقي ، وعرّفني على نفسه ، وأخبرني بمهمة فريق المشّاء ، وقال إن الضّيف الرمز البروفيسور علي شُمّو طلب إليهم أن أكون محاوره في تلك الحلقة ، وكان محدّدا للبرنامج حلقة واحدة مثلما هو متّبع مع كلِّ الضيوف .
وقتذاك شعرتُ بأن البروف قلّدني ميدالية ذهبية ، وألبسني وشاح فخر أعتز به إلى آخر يوم في حياتي ، حتى إن أصغر أبنائي ” مهاب ” أعانه الله في غربته ، قال لي : ( بختك ) ؛ وتم تسجيل الحلقة في عدة أيام ، لأفاجأ بأن طلب اليّ فريق القناة الزائر ، أن أسجّل حلقة ثانية مع الضيف الرمز البروفيسور علي شُمّو ، وقد كان .
في يوم الإعلان عن وفاة الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي ، إتصل عليّ بروفيسور شُمّو ، وسألني بعد أن عزّى كلّ واحد منّا الآخر ، سألني عن تفاصيل الدفن ، لصلتي بأسرة فناننا الكبير عبدالكريم الكابلي ، خاصة مع آل الجزلي ، فقلت له إن المعلومات التي لدي تفيد بأن التشييع والدفن سيكون في ولاية ميتشيغان حيث توفّي هناك ، وحسب رسالة الأخ العزيز الدكتور عمر الجزلي ، وهو شقيق السيّدة عوضية قرينة فناننا الراحل ، هنا قال لي بروف شُمّو مستنكراً ، كيف يحدث هذا ، فمثل الكابلي تخصص له الطائرات لنقل جثمانه ، ولابد أن يكون مأتمه مأتماً قومياً ، وإن الدولة كان بإمكانها أن تبعث بطائرة خاصة لهذا الغرض ، فقلت له إن هذا في مايبدو هو قرار الأسرة ، فقال إنه يعلم أن كل أسرته معه هناك ، لكن عبدالكريم _ هكذا قالها _ ليس ملكاً لأسرته ، وهو ثروة وطنية عظيمة ، ولابد أن يكون مأتمه مناسبة لأن يعزّي السّودانيون أنفسهم .
ما كان لنا أن نفعل شيئاً فقد سبق السيف العزل .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى