أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. ورحل بروفيسور حسين ابوصالح!!

غيب الموت البروفسور حسين سليمان ابوصالح وزير الصحة والخارجية الأسبق خلال فترة الديمقراطية الثالثة وأبان حكم الإنقاذ، البروفسور ابوصالح واحد من أفضل أطباء المخ والأعصاب بالبلاد وبدأ مسيرته التعليمية بالمدارس الابتدائية بحي العرب ثم أدى سيدنا الثانوية ومنها انتقل الى جامعة الخرطوم كلية الهندسة الا انه كان يفضل الطب فذهب إلى الجامعات المصرية والتحق بكلية الطب القصر العيني ومن ثم عاد إلى السودان وبدأ مسيرته العملية بمستشفيات السودان المختلفة داخل ولاية الخرطوم ثم ولايات السودان المختلفة إلى أن بدأ التخصص في أصعب مجالات الطب( المخ الأعصاب) وبرع فيه الا ان السياسة أخذته من مرضاه فذهب لعلاج أمراض السياسة السودانية وكان أحد المشاركين في الحكومة الانتقالية بعد سقوط النظام المايوي فتقلد منصب حقيبة الصحة، وعندما انتهت تلك الفترة ظل في المجال السياسي فخاض الانتخابات عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ففاز بدائرة شندي، أن البروفسور ابوصالح ظل مهموما بقضايا الوطن فترك المهنة التي أحبها فأخذته السياسة لم نعرف له أي عداء مع أي تنظيم سياسي لذلك التقطته السياسة الانقاذية فاختارته ليكون وزيرا للخارجية ولكنه لم يعمر فيها طويلا بسبب الصراعات الانقاذية والتدخلات في شؤون عمله فخرج من الوزارة وربما ابتعد نهائيا عن أي نشاط سياسي بعد أن تعرض إلى وعكة صحية الزمته الفراش الأبيض حتى توفاه المولى، لقد ارتبطت بيني و بينه علاقة لم تكن في بداياتها حسنة فحينما طلبت إجراء أول حوار معه لم يرفض ولكن ما إن وصلت منزله مع صلاة المغرب لإجراء الحوار تعكر مزاجه فجأة، لا أدري السبب فرفض ثم عدنا مرة أخرى فتم الحوار، ثم مرة أخرى تم الاتفاق على إجراء حوار معه وهو يتقلد منصب وزير الخارجية رجية فذهبت في الموعد المحدد وجلست مع سكرتاريته بالخارج ريثما يسمح لي بالدخول، لكن بدون اي مقدمات جاء الأستاذ مهدي ابر اهيم واظنه كان وزيرا للإعلام ووقتها العلاقات الخارجية مع السودان لم تكن على ما يرام وكانت وزارة الخارجية مجتهدة في إصلاحها ولكن الساسة وتصريحاتهم افسدتها ، اذكر وانا جالس منتظر دخولي لإجراء الحوار جاء الأستاذ مهدي إبراهيم ودخل عليه لا أدري ما الذي قاله، فتعكر مزاجه بصورة كبيرة ورفض إجراء الحوار للمرة الثانية، وعرفت في ما بعد أن وزارة الخارجية كانت تعمل على ترميم العلاقات الخارجية مع مختلف الدول عربية ام أوربية ولكن التصريحات غير المنضبطة من الساسة كانت( تخرب) تلك العلاقات، وهذا ما لم يرضاه الدكتور الراحل ابوصالح، خرج الدكتور ابوصالح من الجهاز التنفيذي.. وبدأ حياته الطبيعية والتقيته بعد ذلك عشرات المرات وفي حوارات مختلفة بمنزله، اذكر مرة التقيه بشارع الجامعة بالقرب من وزارة الخارجية سلم علي وقال لي أين أنت الآن وفي أي صحيفة تعمل؟ قلت له بالانباء، فكانت ردة فعله شديدة فقال لي، (أنباء شنو شوف صحيفة أخرى) ، أن البروفسور ابوصالح كان وطنيا بمعنى الكلمة كان يشغله الوطن كثيرا، وكان يحلم أن يرى وطنا بعيدا من الخلافات و الصراعات التي عصفت بكثير من دول الجوار، كان طاهر اليد عفيف اللسان محبا للجميع، لم تشغله صراعات الأحزاب الأخرى، فانشا حزب وادي النيل ولكن لم يخطو به أي خطوات أخرى، رحل عنا بجسده الطاهر وبقيت روحه السمحه وسيرته العطرة وعلمه وتلاميذه بكليات الطب داخل وخارج البلاد وبقيت الدبلوماسية التي أرسى قواعدها داخل الوزارة وبسفارات السودان المختلفة، نسأل الله أن يرحمه بقدرات قدم له الوطن.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى