أعمدة

(ويبقى الود)… بين يدي تشكيل الحكومة بقلم د. عمر كابو

أجدني في ثقة من أمري ثقة لايتطرق لها الشك ثقة تعززها تجارب ماثلة وواقع معيش أن حمدوك لن يعين حكومة كفاءات وطنية ولا يحزنون إنما سيعين حكومة جديدة كل وزرائها وولاتها ينتمون إلى الشيوعي والبعثي والجمهوري والأمة فالرجل ثبت بما لايدع مجالا للشك أنه ليست له إرادة مستقلة تنجيه من خيبات (أربعة طويلة) فهو ضعيف خاضع ذليل أمامها بمقدورها أن تحركه أنى وكيف شاءت لايستطيع أن يعصي لها أمرًا ولا يرفض لها طلبا٠٠٠ مرد هذا الأمر إلى انتمائه اليساري الصارخ وربما لما يشاع عنه أنه يخشى من بعض الملفات التي ظلوا يهددونه بها في الأونة الأخيرة (ماسكين عليه ذلة) ٠
لأجل ذلك لن يكون في وسع الرأي العام من احتمال سوى تهيئة نفسه لمزيد إحباط وحمدوك يعلن حكومته الجديدة يومها سيكون لسان الحال يردد (كأنك يا زيد ماغزيت)٠لأنه باختصار ستكون قد ذهبت حكومة حزبية
وجاءت حكومة حزبية جديدة المتغير الوحيد فيها الشخوص أما المضمون فهو نفس المضمون ضعف في الخبرات وعدم اكتراث ومبالاة بهموم المواطنيين وارتباط وثيق بالخارج وتنفيذ كل مطالب البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأجنبية وانصياع تام لتوجيهاتها والعمل على ارضائها بشتى السبل والتسابق المحموم لقطف ودها وتحقيق رغباتها٠
إذن أهم شرطين يجب أن يتوفرا في وزراء حمدوك الانتماء لأحزاب اليسار والإستعداد الكامل للتماهي مع أجندة المخابرات الأمريكية والأوروبية وعملاء أمريكا في محيطنا العربي الإفريقي ٠
لكن يغفل حمدوك عن حقيقة مهمة هو أن الشارع مابعد ٢٥ أكتوبر ليس هو الشارع ما قبله فما بعده وضح أن المواطنين استردوا وعيهم وتشكلت قناعة كبيرة بداخلهم أن اس الأزمة السياسية في البلاد تكمن في (ماسورة كبيرة) إسمها حمدوك تسعى المخابرات العالمية لفرضه بالقوة لتنفيذ مشروعها الهادف لتقسيم السودان وتفتيت وحدته حتى يسهل لها سرقة ونهب خيراته وموارده٠مايجعل أمر قبول حكومته خاصة الولاة غاية في الصعوبة إن لم تكن الاستحالة بعينها٠
ستخرج الولايات وستثور ضد كل وال من ولاة (أربعة طويلة) يريد أن يفرض توجهاته العلمانية ويحارب شرع الله وسيثورون على كل وال مشروعه الأساسي زرع الفتنة بين مكونات مجتمع الولاية والتي مازالت محافظة على تماسكها رافضة لخطاب الكراهية والتنمر على الآخر٠
ستجد حكومة حمدوك نفسها معزولة عن نبض الجماهير وستحاصرها الاعتصامات من كل فج وشارع
وستعود الجماهير الغفيرة التي احتشدت في باحة القصر لا لحكومة حمدوك الحزبية.
هو الآن أمام خيارين إما الاستجابة لنبض الشارع الذي عبر مرارًا وتكرارًا عن رفضه بل وبغضه لأحزاب (أربعة طويلة)
أو التمادي في (مكاواة) الشارع وتحديه بإعلان حكومة حزبية من أربعة طويلة حينها لايلومن إلا نفسه إن حاصرت الجماهير مكتبه ووجد نفسه في كماشة من المقاتلين الأفذاذ الذين يطالبون بإيداعه السجن عقابًا له على خيانته لأمته وعمالته وارتمائه في أحضان المستعمر وتسليم البلاد إليه ..
كل يوم يمر يثبت حمدوك أنه يقود البلاد بسرعة جنونية إلى الهاوية والمجهول..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى