أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. أوقفوا حمامات الدم …!

الذي يحدث الآن من تفلتات أمنية في كثير من أنحاء هذا الوطن الجريح ، لا يرضي أحداً ولا يقبله بشر ، فقد أصبح الموت المجّاني هو البضاعة الرائجة في مناطق كثيرة كانت ذات يوم نموذجاً ومثالاً للتعايش السلمي والإخاء المجتمعي ، لكن أيادي شياطين الجن والإنس تدخلت ، ولعبت في بعض العقول وحرضتها على هذا الفعل القبيح .
ما يحدث في كثير من مناطق دارفور شيئ محزن وموجع ، وكذلك الذي يحدث في شرق السودان ، وفي ولايات الهشاشة الأمنية ، وقد أخذ ينتقل إلى بقية وأنحاء الوطن ، وما يحدث من قتل وموت داخل الخرطوم الولاية من خلال التظاهرات المعلنة التي تنطلق في مدن الولاية ، لا نفصل بينه وبين الأحداث المؤسفة ، لأن التعامل مع القتل والتقتيل أوشك أن يكون سلوكاً معتاداً ، وهنا مكمن الخطر .
شاهدنا ولمسنا ما يحدث في بعض البلدان الشقيقة والصديقة نتيجة الصراع على السلطة ، ويكفي ما حدث ويحدث الآن في تلك الدول ، مع أننا نعرف أن هناك أيادٍ خارجية تحرك الأحداث ، وربما تدعم كل أطراف الصراع لا نصرةً لطرف على الآخر ، بل نصرةً لمصالح دول أجنبية ترى إن الموت الذي يلحق بالبشر ، والدمار الذي يحدث في بنيات تلك الدول هو أمر عادي في سبيل الوصول إلى المصالح والأهداف المتمثلة في موارد هذه الدول ، بعيداً عن مصالح أهلها ، حتى ولو قضت الحروب على الناس جميعاً ، فالمصلحة والحصول على الموارد الطبيعية أهم من كل شيئ حتى ولو كان ذلك حياة البشر .
بعض ساستنا للأسف الشديد يجرون وراء شهوات الحكم ، ويجرّمون غيرهم ممن يخالفونهم الرأي والتوجه ، وتتراجع درجة الوطن لديهم إلى الأدنى في قائمة الإهتمامات ، وتتقدم حظوظ النفس عندهم على ما سواها ، فيكون شعارهم المقدس ( أنا أو الطوفان ) .
أبناؤنا من الشباب يتعرضون للموت قنصاً وغدراً كل يوم ، ومؤسساتنا الدفاعية والأمنية تتعرض للهجوم الشرس ، والتخوين المستمر دون النظر إلى نتائج هذه الأفعال التي تمزق الوطن وتهدد أمنه المجتمعي ، وهذا أمر يجب ألّا نسكت عنه ، لابد من العمل بسرعة على تنفيذ ما جاء في إتفاقية جوبا ، ولابد من التأسيس الفعلي لدولة حديثة ، دولة مؤسسات حقيقية من خلال الإعلان عن مجلس تشريعي يضع مشروع الدستور الذي تتم إجازته عبر إستفتاء شعبي يشارك فيه كل الناس ، ولابد من العمل العاجل لإجراء الإنتخابات العامة في الموعد المحدد لها ، لأن هذا إن لم يتم ، فان الحال سيبقى على ما هو عليه ، وسنتلفت في آخر الأمر لنجد أن الوطن قد ضاع من بين أيدينا ، بحيث لا نتمكن من إستعادته مرة أخرى .
هناك من يسعى لذلك ، وهناك من يساعد على ذلك من بيننا ، لأن الوطن يجيئ دائماً في آخر قائمة الأولويات .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى