أعمدة

د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود) .. مابين المعري وتهراقا تحية إجلال لقواتنا المسلحة الباسلة

نعيش بؤسا سياسيا وفتنة واختلاطا واضطرابا لم يبلغه أي مجتمع أو عصر حتى عصر أبي العلاء المعري الشاعر الفيلسوف الذي بلغت الفتنة في عصره مبلغا عجلت حتى بأصحاب الرأي وأطراف الحكمة مما أدى إلى تباعد المذاهب واصطراع الرؤى والأفكار فزلزلت المعاني٠علي النحو الذي تعيشه الآن الخرطوم فتن كقطيع الليل المظلم الكل أضحى فيها حيرانا لايدري ما يصنع حيث ذات زلزلة المعاني وضعف الولاء الوطني وهشاشة الانتساب إليه ما جعل جمهور من المتأملين والزاهدين والعارفين ينأون بأنفسهم عن ساحة السياسة والشأن العام تجنبا للبغي والخسران ولسان حالهم يردد مع أبي العلاء المعري:
خذى رأي وحسبك ذاك مني
على ما في من عوج وأمت
وماذا يبتغي الجلساء مني
أرادوا منطقي وأردت صمتي
نحن إذن إزاء أوضاع سياسية بالغة التعقيد أهم سماتها هو الجهد الأخرق الجبان الذي تبذله المخابرات العالمية لإضعاف دور الدولة وتفكيك مؤسساتها وصياغة تشريعات لإفساد الشباب والقضاء على نخوتهم وخلقهم ومسحة التدين وعاطفتهم الجياشة لدين الله وصراطه المستقيم ٠ ليت الأمر وقف عند هذا فقد حفزها ضعف حكومة حمدوك وتهاونه معها لتجاوز كل الخطوط الحمراء وهي تدفع ببعثاتها الدبلوماسية للتحريض ضد القوات المسلحة وإظهار العداء السافر لقيادتها وقواتها ومنسوبيها حتى غدا التعدي والإساءة لها برنامجا روتينيا وشعارا ثابتا يردده المتظاهرون دون أن ينتبهوا أن ضرب وتفكيك القوات المسلحة مشروع ورؤية عكفت عليها تلك المخابرات العالمية باعتبارها أكبر عقبة كؤود تقف ضد خطتهم الرامية لتقسيم وتفتيت وحدة البلاد ونهب وسلب خيراتها٠
ولأجل ذلك كان سرورنا عظيما البارحة ونحن نشاهد ختام المشروع التدريبي السنوي المشترك لوحدات الجيش (أحفاد تهراقا الخامس) والذي أقيم تحت شعار:(( تدريب متطور لجيش معترف)) بمنطقة المعاقيل٠
والذي شرفه حضورا الرئيس البرهان فاستطاع من خلال كلمته القوية الرصينة أن يرسل رسائل واضحة لكل العملاء والخونة الذين يحاولون النيل من تراب ومقدرات الوطن أن الجيش السوداني بخير وأنه لهم بالمرصاد٠
من باب الإنصاف يجب أن نشيد بالقائمين على أمره وهم يختارون توقيتا مناسبا ومهما لاقامته في وقت يبذل أعداء الوطن كل غال ونفيس من أجل تفكيك الجيش السوداني فكان قيام المشروع رسالة تطمين للكافة أن قواتنا المسلحة بخير تمضي بخطوات ثابتة نحو التجويد والتطوير والتحديث منتهجة أسلوب التدريب كمنهج علمي بلوغا لغاياتها في أن تجعل من الجيش قوة ضاربة ليس على مستوى محيطنا الإقليمي والقاري بل على مستوى العالم الذي يشهد ببسالة ومروءة ونزاهة الجندي السوداني فهو خير أجناد الأرض
لابد أن أشير إلى أن التطور التكنولوجي والفني والصناعات الدفاعية الذي وصلت له قواتنا المسلحة كانت وستظل محل تقديرنا وفخرنا في وقت تشهد كل مسافات الحياة ترديا ملحوظا إلا قواتنا المسلحة أبت إلا أن تكون في موقع الصدارة والتقدم والازدهار رافضة التقهقر والتقوقع متخذة من أسباب العلم والمعرفة والحداثة أساليب لتطوير قدراتها ذاك ما كان ينبغي أن يكون لولا حنكة القائمين على أمرها البرهان وأركان سلمه وحربه وبقية من خير هم ضباط الجيش السوداني وجنوده الأوفياء الذين ظلوا يسهرون ويقدمون ويعرضون أنفسهم وأرواحهم للخطر والموت المحقق لأجل وطن ودين٠
لهم التحية والتقدير والاكبار رغم أنف الحمقى الأغبياء من خونة الأوطان الذين يسعون لتفكيك هذه المؤسسة إرضاء لسادتهم وأولياء نعمتهم قاتلهم الله جميعا أني يوفكون٠

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى