مقالات

(حتى لا ننسي).. مجزرة سونا.. إعاقة التحول الديمقراطي كلمة الحق التي أرادت بها لجنة إزالة التمكين باطلا (1-4)

بقلم أحمد إسماعيل حسن.

بعد عودتي في مطلع يوليو من العام ٢٠٢٠ من مدينة جوبا التي كنت فيها موفدا لوكالة السودان للأنباء لتغطية مفاوضات السلام بين الحكومة والجبهة الثورية لاحظت وجود بعض الأشخاص يترددون بين مكاتب شؤون العاملين والمراجعة الداخلية بالطابق الثالث، علمت حينها بأنهم لجنة مكونة من قبل لجنة إزالة التمكين لدراسة ومراجعة ملفات العاملين بسونا – كل العاملين دون استثناء، طبعا لا أقول لكم إني استبشرت خيرا كون أن اللجنة اتبعت طريقة يعتبر فيها الكثير من الشفافية لأن ما ظهر من فصل للعاملين في العديد من المؤسسات يشير إلى الظلم الذي وقع عليهم من قبل هذه اللجنة وقراراتها الجائرة التي تعدّ مخالفة للقوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان التي تنظم العلاقة بين العاملين والدولة ووزارة العمل و تحفظ حقوق الجميع، إلا أنني استحسنت هذا الأمر من لجنة إزالة التمكين كونها تبعث لجنة تقوم بدراسة ملفات العاملين بسونا ومعرفة إن كانت طريقة نيلهم لهذه الوظائف جاءت عن طريق التمكين أم عبر لجنة الاختيار وفق المنافسة الشريفة والطرق العادلة، ومن خلال الأحاديث التي تدار داخل سونا أن اللجنة خلصت من أعمالها ورفعت تقريرها مفاده بأنه ليس هنالك ما يدل على أن تمكينا تمت ممارسته من خلال دراسة ملفات العاملين وإلا لماذا غضت اللجنة الطرف عن ملف سونا لأكثر من عام ونصف لتأتي وتتخذ هذا القرار الظالم؟
ربما موقف لجنة إزالة التمكين من هذا الملف لم يعجب البعض في سونا ــ وجلهم ممن ركب موجة الثورة ممن كانوا يقتاتون من موائد النظام السابق وظلوا يتولون المناصب القيادية ولم نسمع يوما بانتمائهم لأي من الأحزاب المعارضة ــ فوجدوا ضالتهم في هذه اللجنة التي ستتيح لهم الفرصة للانتقام من زملائهم في المؤسسة، وأحسب أن هذا هو إعاقة التحول الديمقراطي الحقيقي وأنه زرع للفتنة بين العاملين في المنشأة الواحدة، ومن ظهر وجههم الآخر و هذا هو النفاق بعينه، واتضح أنهم لا يطيقون العمل وسط هذه الكفاءات التي تذكرهم دوما بفشلهم وعدم قدرتهم على مواكبة التطور والإبداع وتحمل بيئة العمل الضاغط، فانتهزوا الفرصة التي أتتهم على طبق من ذهب و لم تكن في حسابهم على الإطلاق، لا سيما و أن لجنة إزالة التمكين تعتمد في قراراتها على الكشف الذي يعد مسبقا من قبل العاملين أنفسهم، فظهر جليا في كشف سونا التناقض و التباين وظهرت نواياهم من طمع وحقد وتصفية الحسابات الشخصية وإبعاد أشخاص في وظائف أعلى ليحلوا في مكانهم وكان واضحا فيه حكاية (زولي و زولك وصحبي وصحبك) إذ كانت حاضرة في كشف المفصولين، و
الغريبة جميعهم من مديرهم
ومديري إدارتهم ولجان تسييرهم وناس قريعتي راحت كلهم أنكروا علمهم بهذا الكشف، بل بعضهم أقسم بالله وحلف بالطلاق أن لا علم له بهذا الكشف، ولكن من النظر في وجوههم تستطيع أن تعرفهم جميعا و بالاسم .
كما نجد أنه طيلة الفترة الماضية لجأ بعضهم لملاحقة لجنة إزالة التمكين عن طريق الأسئلة المباشرة مستفسرين عن قرار إزالة التمكين الخاص بسونا ومتى سيتم صدوره وأحيانا باللقاء المباشر عقب كل مؤتمر للجنة ومقابلة وجدي أو محمد الفكي وسؤاله عن سونا، و الغريب في الأمر ــ ومعظم أمر سونا غرابة وعجب في زماننا هذا ــ أن سونا درجت على إرسال صحفي يدعى صالح سر الختم والأعجب من ذلك الطريقة التي تم تعيينه بها في سونا، لأنه يشغل وظيفة سواء كان متعاقدا أم متعونا، أن تلك الطريقة تمت دون وجه حق ودون أن تطرح علنا ليتنافس عليها الجميع، فالأحرى بلجنة التمكين أن تنظر في أمره هو وليس في أمر الذين قضوا جل عمرهم في هذه المؤسسة رغم ضعف الراتب ظلوا يعملون بكل تجرد ونكران ذات في مثل هذه الظروف التي يعلمها الجميع.
كما أن مسألة تبديل تمكين بتمكين أصبحت واقعا معاشا في سونا فالمدير له مجموعة ألحقها بسونا من أقربائه، بل إن بعض مديري الإدارات أتوا بأبنائهم وأقربائهم وتم توظيفهم في سونا دون أن يتم إخضاعهم للمنافسة وطرح هذه الوظائف للجميع (سواء كانت تعاقدا أم تعاونا)، ودون شك هذا تمهيد لتوظيفهم بسونا مما يعني (تمكين)، فسونا الآن ليست هي السودان المصغر الذي نعرفة والذي يضم كفاءات من كافة أنحاء الوطن بكل أسف أصبحت تضم في الغالب إثنيات محددة وذلك بتعيين الأقرباء، بجانب أن كشف الفصل الأخير استهدف إبعاد فئات إثنية أو مناطقية بعينها خاصة في قطاع التحرير.
عندما فشلت كل محاولات فصل شرفاء سونا تم اللجوء لطرق أخرى للتقرب من اللجنة وكسب ودها على شاكلة ” أنا اليوم حزين ويا وجدي دا ما أسلوبك”

(… انا حزين حقيقة اليوم هذه اللجنة ظهرت بظهور الدفاع عن النفس هذه الثورة ليس لها لسان غير هذه اللجنة إذا انتو انهزمتو وتتعامل بهذا البرود والله والله نقول ليكم ارحلوا، يا جماعة بقو يقولوا لينا قحاتة؟ ممكن توريني قحاتة دي شنو (قحط)؟ تمكين بتمكين؟ أأي عاوزين نبدل تمكين بتمكين! عجبك عجبك ما عجبك داك البحر ما عندنا حاجة نحن ما خايفين من زول أسندونا إنتو، إنتو إذا الليلة أي واحد فيكم يجي يدافع ونحن والقانون وما القانون و… و … لا لا، صلاح مناع دا ما اسلوبك، وجدي دا ما سلوبك، استاذ الفكي دا ما اسلوبك…..). تخيلوا أن ما بين القوسين هذا مداخلة لصحفي من سونا على أعتاب التقاعد للمعاش خلال مؤتمر للجنة إزالة التمكين منوط به أن يقود الرأي العام ويقود التغيير ويكون هو الرقيب على هذه الحكومة وعلى هذه اللجنة وكافة لجانها ويقوم بتقويمها إن جانبها الخطأ ويشد من أزرها ويدعمها إن أصابت، بالله عليكم يدعوا لجنة إزالة التمكين لعدم إعمال القانون ويحثها على المجاهرة والتباهي بأنها تبدل تمكينا بتمكين والماعاجبو يشرب من البحر؟ هذا أمام مسمع ومرأى لجنة التمكين والتي تضم في قيادتها اثنين من أعضاء مجلس السيادة وأن المؤتمر منقول على الهواء عبر عدة قنوات فضائية، وأن أعضاء اللجنة لا يعلقون على مثل هذه الشطحات بل ترد عليه بالابتسامات؟ بالله عليكم من الذي يعوق التحول الديمقراطي غير من يتبنون مثل هذه المواقف؟ وعلى شاكلة هذه المداخلة

التي تسيء لقائلها قبل أن تسيء للإعلام وللاعلاميين وللمؤسسة التي ينتمي إليها ذلك الصحفي، وهذا الأمر إذا بدر من شخص ينتمي لمؤسسة محترمة وتنتهج المهنية في عملها لقامت بإجراء تحقيق في مثل هذه المداخلة.. تجده يتحدث بصيغة الجمع (نحن) من هم؟ وأي جهة يمثل بقوله: نحن؟ بالله عليكم يالجنة إزالة التمكين من يعيق التحول الديمقراطي؟ أمثال هذا الصحفي أم الــ 79 من الكوادر الإعلامية والإدارية والهندسية؟ بجانب العمال المهرة من الأحرار الشرفاء الذين ظلوا يؤدون واجبهم بمهنية عالية ووطنية وفي ظروف يصعب وصفها، مالكم كيف تحكمون؟
ولنا عودة

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى