أعمدة

سهير عبد الرحيم تكتب: “رحلة الولايات”.. (دنقلا)

*kalfelasoar76@hotmail.com

في الطريق الأسفلتي، لم يكن صَعباً أن تتبيّن مقدار الخراب والدمار الذي ألحقته الشاحنات المصرية بالشارع الأسفلتي، شاحنات ضخمة وحديثة تقطع الشارع، وهي لا تحمل لنا غير المصائب من أم المصائب!!

برتقال وفراولة وكاتشب مسقي بمياه الصرف الصحي، أمواس حلاقة وبالونات ومرقة دجاج غير مطابقة للمواصفات، شوكولاتة وأدوية منتهية الصلاحية، أسمنت يهدد المنتج المحلي ويُعرِّض كل المباني لخطر الانهيار، هذا غير الشاحنات المُحمّلة بالعملة السودانية المُزوّرة!!

بالمقابل وفي الاتجاه الآخر، شاحنات متجهة نحو مصر تحمل اللحوم والعجول الحية والصمغ والتبلدي والكركدى والسمسم والفول السوداني وكل أنواع الفواكه مانجو، برتقال، قريب فروت، موز، تُفّاح وعنب!!

كل شيء مُعد وجاهز للتصدير ليس الى مصر…. لا.. فمصر مجرد محطة، بل الشحن والتصدير الى أوروبا.. هذا طبعاً غير الشاحنات التي يتم تهريب الذهب والوقود عبرها.

إن ما تشاهده في شارع دنقلا، رسالة واضحة وشفافة لكل زي بصيرة أن قارنوا بما يدخل وطننا من أم المصائب وما يخرج منا اليها!!

ما يحدث في طريق دنقلا كافٍ جداً لإقالة كل المسؤولين في الحكومة، ابتداءً من وزير التجارة ووزيرة الخارجية ووزير الداخلية ووالي الشمالية، وانتهاءً بالرجل الحلقة الأضعف في الثورة حمدوك!!

جميعهم يجب أن يُقالوا، وكيف لا يُقالوا واقتصادنا يُدمّر، ومواردنا تُنهب، وعملتنا تُطبع في الخارج وتُسوّق لنا بقيمتها (زبالة) اسمها المنتجات المصرية.

دعكم من كل هذا الخنوع والفشل، وشاهدوا الانهيار الكبير والجرف والإهلاك المُتعمِّد للشارع الأسفلتي، شاحنات تحمل فوق طاقتها وفوق قُدرة الشارع.

لقد أصبح شارع دنقلا هو الأقرب الى التسمية (شارع الموت)، انفجار إطار وسقوط سيارة وانقلاب بص وظهور حفرة وأخدود ومطب ومُنحدر هو سلوك ذلك الطريق عقب العبور المصري الكارثي!!

وصلنا بعد طول عناء الى مدينة دنقلا، فكان في استقبالنا مجموعة من الشباب هم ممثلو منظمات المجتمع المدني القائمة على مبادرة وصِّلني.

بحفاوة بالغه، استقبلنا مصعب محمد عبد الله، هناء مصطفى، نسمة موسى،
هبة صلاح أمين أحمد ومحمد عبد الله الحاج، يقف من خلفهم الشاب مشار من منطقة أبيي الحدودية.

*خارج السور:*
غداً أحكي لكم عن مدينة دنقلا… وثم أخبركم كيف أننا قاعدين في السهلة ساااااي وأنّ حكامنا في وادٍ سحيق…

*نواصل،،،*
* نقلاً عن الانتباهة*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى