أعمدة

فضل الله رابح يكتب في (الراصد).. كيف ( حنبنيوه ) والأسئلة تتكرر ..??!

سنة أخري أفلت من الألفية الثالثة والسودان بلغ مرحلة ضعف الدولة بكل مشتملات معاني الكلمة ودلالاتها سيما بعد تصفية كل مظان قوة الدولة المركزية والشعبية ومراكمة خيبات الحكم الوطني وإصرار الأحزاب السياسية التقليدية وتلك الصغيرة المتحورة وراثيا علي محاصرة حق المواطن في الإختيار الحر لمن يحكمه .. وما زالت الأحزاب التقليدية وقوي اليسار تمارس الإنتهازية السياسية وتشغل الساحة العامة والشباب بالسرديات المتهافتة حول الحريات والديمقراطية والحكم المدني وهي غير حريصة علي تعريف هؤلاء الشباب بمعاني الديمقراطية والحكم المدني الحقيقي حتي يستوعبوها لكنها تستهلك طاقتهم في التظاهر والتخريب وترسيخ تآمر العسكر علي المدنيين وضرورة مواجهتهم ومحاصرتهم بالقوة .. إن السودان وصل مرحلة من الفشل لن تنفع معه مسكنات الصناديق ووكالات التنمية العالمية وإن ثمة أخطأ داخلية جعلته يفقد كل مقومات بناءه كدولة حديثة ناهضة إقتصاديا وإجتماعيا حيث لا يكفيه العون والمساعدة بعد .. وحتي النصح الذي درجت تقدمه المنظمات العالمية للدول النامية يحتاج إلي دولة راكزة وعندها مؤسسات مهنية منضبطة وهو ما تفقده الدولة السودانية حاليا .. إن الذي يجري في السودان اليوم يناقض كل الشعارات المرفوعة ويعارض كل أهداف التنمية والعدالة والحرية والسلام التي صممتها الثورة ويؤمن بها العالم .. إن حالة الجدل الخلافي في السودان اليوم هي حالة حرب كل إنسان ضد كل إنسان ولا تعبر عن حجم وقوة السودان وتاريخه حيث تراجعت فيه اليوم كل وظائف الدولة وهو وضع يمهد الطريق بشكل مباشر إلي الطريق المؤدي إلي النزاعات والحروب الشاملة .. السودان غلبت عليه رابطة المصالح السياسية الضيقة والحكم الإستبدادي علي حساب تكريس الحقوق العامة والحريات الفردية المنضبطة بالقانون والعدالة وتكافؤ الفرص والشفافية .. السودان اليوم يحتاج إلي سلطة دولة متبصرة تزيل عنه عقبات النمو وتجري إصلاحات عميقة بعضها سريع وآخر بآجال زمنية متتابعة ومنضبطة .. سلطة تمتلك أجندة بناء الدولة التي لا تقل أهمية عن أجندة تقليص دورها وإضعاف قدراتها .. سلطة تحكم الإطار المؤسسي الملائم لمفهوم وأساسيات وأبعاد الدولة الواجب تحريرها وربط علاقة كل هذه الأبعاد بعملية التطوير الشامل .. سلطة تنظم ممارسات وأنشطة المجتمع في ظل حكم القانون وتوجهها كافة نحو أهداف الشعب السوداني التي ينظر إليها بأنها أهداف ومقاصد مشروعة ويجب أن تحكمه وتخدم أغراضه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية كافة .. وإلا سينهار الوطن وعلي قول الناشط ـ الفاضل الجبوري حينها ـ الكل سيبكي دما ..!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى