أعمدة

صلاح حبيب يكتب: “ولنا راي”.. كنا فى مقدمة الدول وبقينا فى المؤخرة!

كلما انظر الى العالم من حولنا واشوف النهضة والبناء والعمران اتحسر عليك يا وطن ،اين انت ياسودان حينما كان الجنيه السودانى يعادل ثلاثة دولارات وزيادة، وحينما كان الجنيه السودانى يعادل ستة عشر ريالا سعوديا واكثر من جنيه مصرى بجانب ارتفاعه على كل عملات الدول الاوربية حتى الاسترلينى،السودان اليوم اصبح فى مؤخرة الدول العربية والاوربية،شاهدت قبل ايام كيف نهضت المملكة العربية السعودية وكيف اصبحت متساوية مع الدول العظمى وكذا الحال بالنسبة لدولة الامارات العربية المتحدة التى جاء شيخ العرب الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الى الرئيس نميرى يبقى ان تكون الامارات مثل الخرطوم، اين الخرطوم اليوم من النفايات وكسورات المياه وتدفق مياه الصرف الصحى؟ الخرطوم متسخة اليوم ولاحياة لمن تنادى.. الخرطوم التى كانت تغسل فى زمن سابق بالماء والصابون وتطهر بالديتول ،الخرطوم التى كان يقصدها العرب للتجارة والسياحة والعمل، الخرطوم اليوم اصبحت فى زيل الدول العربية،كلما اشاهد ناطحات السحاب التى وصلت لها دولة الامارات احس بالمغس على دولة اسمها السودان كلما اشاهد الطرق النظيفة والاسفلت الذى يغطى كل اجزاء المدن والقرى بالمملكة العربية السعودية اتحسر عليك يا وطن،اين السودان الان؟ لقد وضعنا امالا على ثورة ديسمبر العظيمة التى كنا نمنى النفس ان تنهض بالوطن وان تمتد الايادى لتعمل من اجل بناء الوطن( الاسمه السودان) لكن للاسف كل ينظر الى نفسه الحركات المسلحة التى من المفترض بعد ان وضعت الحرب اوزارها كان من المفترض ان يذهبوا لاعمار ما دمرته الالة الحربية التى استخدموها ضد وطنهم وشعبهم.. كنت اتوقع ان يذهبوا لاخراج الاهل من المعسكرات وبناء المدن التى خربتها الحرب ، لقد تاخرناكثيرا فى ماتقدمت الدول من حولنا فالننظر الى جمهورية مصر العربية التى يسكنها اكثر من مليون نسمة نهضت فى كل الاتجاهات فلم تشكو من الخبز او ارتفاع فى اسعار السلع الاستهلاكية الكل يعمل من اجل الوطن ،ولكن لو نظرنا الى الوطن نجد الفاقد التربوى هو المسيطر على مقاليد الامور العلماء والاطباء والمهندسين وغيرهم من اصحاب الرتب الرفيعة هم الان فى القاع فانقلبت المعادلة الفاشلون والساقطون هم الان من يتحكمون فى مصير البلاد.. لقد هاجر اصحاب الدرجات الرفيعة الى الدول التى تقيم شهاداتهم وخبراتهم بينما السماسرة وقاع المدينة هم الاعلى رفعة ومرتبة الان، ان الاستاذ الجامعى الان لم يستطيع العيش بينما الطالب الذى هجر قاعة الدرس من السنة الثانية ابتدائى الان يعيش حياة رغده،ان السودان وطنا ملئ بالخيرات ويمكنه ان ينهض ويعيش شعبه كما تعيش كل دول العالم بل افضل ، نحن محتاجين. الى ضمير حى والى قائد ملهم يحول تلك الطاقات الى مشاريع بناء واعمار،نحن محتاجين لترك الانانية والحسد الذى يملا القلوب والافئدة،نحن محتاجين ان نتنازل لبعضنا البعض حتى نقف على ارجلنا، لكن للاسف كلما حلت حكومة مكان الاخرى تراجعنا للوراء وكانت من سبقتها الافضل من التى تلتها، السودان به خيرات يحسده العالم عليها، ولكن كيف نستطيع توظيفها فى الاتجاه الصحيح ، لا ادرى الم يستفيد حكامنا من كل سفرياتهم الخارجية وما راوا من نهضة بكل الدول التى زاروها، لماذا لم ينقلوا( ماشافوه )الى داخل الوطن، واحسرتاء عليك يا وطن ،لقد اصبنا بالحسرة وهاهو العالم يتقدم ونحن نتاخر.. كنا الاوائل واصبحنا فى الزيل، هل ممكن ان نستفيد مما تبقى من الفترة الانتقالية واحداث نوع من النهضة والبناء والاعمار؟ هل يمكن ان ننهض ويضرب بنا المثل كما هو الحال بالنسبة لدولة رواندا التى مات مليون شخص فى حرب اهلية ولكن تناسوا مراراتهم ونهضوا بدولتهم واصبحت الان فى مصاف الدول الافريقية المتقدمة ،هل يمكن ان نكون مثلها؟ خاصة واننا لسنا فى حاجة لاكثر من تناسى خلافاتنا وصراعاتنا الشخصية والعمل سويا من اجل انسان السودان الذى مزقته الحروب والصراعات والفتن والانانية،املنا فى هذه الحكومة ان تعيد لنا سوداننا الذى فقدناه منذ زمن بعيد فهل تقبل الحكومة الانتقالية بشقيها المدنى والعسكرى التحدى والخروج من تلك الحالة التى نعيشها نامل ذلك.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى