أعمدة

بابكر يحي يكتب في (صفوة القول).. للمرة الأولى.. (شكرا حمدوك) ..!!

*يستحق بجدارة الدكتور عبدالله حمدوك كلمة (شكراً ) لأنه صاحب ضمير حي فقد أرسى أدبا جديداً في عوالم سياستنا السودانية ؛ فنحن نشتاق ونحتفي باستقالة أي مسئول سوداني ؛ وذلك ليس رغبة منا في الاستقالات وإخلاء المواقع ؛بل لأن استقالة المسئول السوداني أمر نادر الحدوث – فهم رغم الفشل يتحدثون عن النجاح ؛ وهم رغم الضيق يتحدثون عن الرحابة ؛ وهم رغم الرفض يتحدثون عن التأييد ؛ وهم رغم الكراهية يتحدثون عن الحب ؛ وهذه مصيبة جعلها الله داء مزمنا في ساستنا السودانيين..!!*

*يحمد لحمدوك أنه استقال ولم ينزع عنه الحكم انتزاعا – وبهذه الاستقالة يصبح حمدوك أول مسئول سوداني رفيع يخرج من منصبه دون أن يذهب إلى السجن ؛ فكل تاريخنا يتحدث عن أن المسئولين ينتهي بهم المطاف إلى سجن كوبر – أما حمدوك فبامكانه الآن أن يتجول في شوارع الخرطوم دون أن يسأله احد؛ وبإمكانه أن يعود إلى أديس أبابا دون أن يطالب به أحد ؛ بإمكانه أن يتحدث في الشأن العام متى ما أراد ؛ وبإمكانه أيضاً أن يعود للمشهد وفقاً لأي تمظهر جديد..!!*

*شكرا حمدوك فقد خرجت بعد قضاء ثلاثة سنين عجاف ونشهد أنك حاولت المستحيل من أجل النجاح لكنك لم تنجح ؛ ونشهد أنك أردت للكسيح أن يكون واقفاً وللأعمى أن يكون بصيرا ؛ نشهد إنك أردت أن تخلق لليسار السوداني البغيض دولة ذات مشروع علماني كاره للدين لكن كراهية القوم كانت أكبر من أن تستوعب ملمح بسيط من ملامح الشعب السوداني لذلك أضاعوا مشروعهم من بين أيديهم ؛ نشهد إنك قد جمعت شتاتهم ونقبت في كفاءاتهم وجئتنا بهم من كل النوادي والسفارات والمنظمات والاوكار ؛ لكنهم لم ينجحوا ولم يقدموا شيئاً بل أصروا على فشلهم واستكبروا استكبارا..!!*

*شكرا حمدوك ؛ فقد أنهيت باستقالتك هذه مشروع يساري علماني مدمر وأزحت عن الأمة السودانية ظلمة قد أحلت بهم وسودت سماء السودان لمدة ثلاثة أعوام عجاف تدهورت فيها القيم ؛ وانتهت فيها الفضيلة وحصدنا فيها مقاعد التخلف في التعليم والصحة والرياضة وفي كل شيئ ؛ فخرجت جامعاتنا من التصنيف العالمي ؛ وخرجت ملاعبنا الرياضية من مواصفات الكاف ؛ وخرج فيها كل شيئ عن مساره الصحيح ؛ وتبقى فقط شارع يهتف بلاءات عدمية وبلغة صفرية لا تقود إلا للخراب..!!*

صفوة القول

*نعم هي المرة الأولى التي اقول فيها شكرا حمدوك – وهو الآن يستحق تقديرنا ؛ وسنذكره بخير لأن العبرة بالخواتيم وسنحفظ له الجميل فقط لأنه استقال ولأن الاستقالة موقف العظماء؛ فالجبناء لا يستقلون؛ الجبناء يموتون في مواقعهم خوفاً على المصير؛ الجبناء يقتلون الناس حرصاً على حياتهم ؛ الجبناء لا يرون أن الأزمة في بقاءهم لذلك لا يرحلون – تبا لكل جبان أورد بلادنا مورد التخلف والكراهية والموت – شكراً حمدوك – رافقتك السلامة وفي أمان الله.*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى