أعمدة

هيثم محمود يكتب: نعم للتسامح والتسامي.. لا للعنف والقتل(١)

هيثم محمود يكتب: نعم للتسامح والتسامي.. لا للعنف والقتل(١)

بعد انقطاع دام ثلاث سنوات عدت نهار الخميس الماضي لتلفزيون السودان لتحليل الأحداث السياسية في ظل التظاهرات المستمرة عبر برنامج غرفة متابعة، رغم أنني حتى لحظة دخولي للبرنامج الذي يبث على الهواء مباشرة على امتداد أربع ساعات تخصص لنقل التظاهرات والتعليق عليها وتحليل الواقع السياسي ظللت أتساءل عن سبب عودتي للشاشة وأنا صاحب رأي واضح في الثورة وفي إدارة لقمان للتلفزيون!!.*

*للأمانة والتاريخ فإن أستوديو الأخبار الذي استضاف الحلقة مختلف تماما عن أستوديوهات التلفزيون السابقة إذ تم تجديده بصورة رائعة لمواكبة التطور التقني، وعلمت من الإخوة حاتم وهجو وفاطمة البصير أن تجديد الأستوديو من لمسات الأستاذ لقمان الذي استقبلني عند باب الأستوديو وأشرف على الحلقة بنفسه من داخل غرفة التحكم وودعني عند نهاية الإستضافة مستقبلا بروف محمد حسين أبو صالح الذي كان ضيف الساعة الاخيرة من البرنامج.*
*خلال الحلقة التي ادارتها المذيعة المتميزة عواطف محمد عبد الله بجدارة وحنكة تحدثنا وزميلى ياسر محمود البشر عن الثورة والمأزق السياسي الذي تعيشه البلاد في ظل التصعيد والتظاهرات المستمرة التى قضت وستقضي على أخضر السودان ويابسه إن لم يتم تدارك الأمر من العقلاء.*

*الواقع يؤكد أن الوضع الذي نعيشه الآن نتج عن ثورة شعبية دعت لها الأحزاب السياسية تزامناً مع ازمات الوقود والنقود والخبز التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة من عمر الإنقاذ، إعتصم الثوار أمام القيادة العامة وطالبوا الجيش باستلام السلطة واقتسم العسكر والمدنيين السلطة مما ادى للواقع الذي نعيشه اليوم.*

*الحقيقة التي لا ينكرها إلا مكابر هي أنه لولا إعتصام الثوار أمام القيادة العامة لما تحرك الجيش ولولا إنقلاب إبن عوف وخيانته لقائده البشير لما حدث التغيير، ولكن للأسف تجد من يحاول تغبيش الحقائق وسرقة الثورة وابعاد الطرف الآخر والتقليل من شأنه!!.*
*نتيجة للتجاذبات والمشاكسات بين المكونين العسكري والمدني أصبحت الثلاث سنوات التي اعقبت الإطاحة بالرئيس البشير من أسوأ السنوات في تاريخ الشعب السوداني، فانهارت جميع المؤسسات وشهدت البلاد تدهوراً إقتصادياً مريعاً لم تشهده من قبل ووصل الإنهيار حتى لمنظومة القيم التي كانت تميز الشعب السوداني عن غيره ودونكم الفيديوهات التي استمع الشعب فيها لالفاظ وشاهد فيها أفعال لم يعهدها من قبل!!.*
*منذ بيان إبن عوف في ١١ أبريل ٢٠١٩ وحتى بيان البرهان في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ لم تشهد البلاد استقراراً سياسياً وظلت التظاهرات هي سيدة الموقف، إذا استثمرت الأحزاب في حماس وعنفوان الشباب وجيشتهم للإعتصام والتظاهر المستمر ولم تستثمر طاقاتهم في بناء الوطن وتنميته بل جعلتهم مطية للوصول للسلطة ولم تعد إليهم إلا عندما فقدت الكراسي والمواقع!!.*

*من محاسن ثورة ديسمبر أنها كشفت ظهر جميع الأحزاب السياسية المشاركة في السلطة وأظهرت أن جل الشباب الذي يخرجون في التظاهرات لا علاقة له بالأحزاب السياسية من قريب أو من بعيد ولا يستطيع أي من رؤساء وكوادر الأحزاب مخاطبة التظاهرات وماحدث لإبراهيم الشيخ والتعايشي وخالد سلك وندوة شمبات خير دليل على ذلك.*

*ولكن ظلت قيادات الحزب الشيوعي وحزب البعث تتوارى خلف الشباب ونجحت في تجنيد بعض قيادات لجان المقاومة الذين نجحوا في قيادة التظاهرات وحشد الشباب دون أن يدري هؤلاء أنهم ينفذون أجندة الأحزاب التي تتاجر في دمائهم وتفاوض المكون العسكري في الغرف المغلقة باسمهم بينما يموت الشباب الثائر في التظاهرات.*
*نواصل..*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى