مقالات

اسماعيل شريف يكتب.. وجبة واحدة تكفي والغالي متروك والعبور مجهول!!

صمد الناس في مواجهة ظروف قاسية وغلاء فاحش لم يعتادوه، تغيير كبير طرأ على سلوكياتهم الإستهلاكية.. دخلت مفاهيم إقتصادية جديدة على المجتمع وطبق الكثير منهم قاعدة الغالي متروك،

إنتقلت الصفوف الطويلة الممتدة بلا نهاية من خانة المستهلكين الى مربع السلع.. الحافلات تتنظر الركاب والوقود ينتظر المركبات والخبز لا يجد من يلتفت اليه.. القهاوي ومحلات الترفيه أصبحت تبحث عن رواد جدد…

شكت بعض السلع من البوار وصرخت من البقاء على الرفوف ولم تمد إليها الأيادي الفواكه والشيكولاتات والتورتات والمعجنات والباسطة أصبحت ترفا لا يستحق العناء..خروف الاضحية اصبح على المحك وقد لا يجد الكثيرون اليه سبيلا هذا العام..

إكتفى المرضى القادمين من الولايات بمرافق واحد بدلاً من ذلك اللوري الذي احضر كل المرافقين وترك المريض في القرية وإقتصرت المكالمات الهاتفية على الإجابة عن الأسئلة الضرورية والموضوعات الهامة..

كثير من الناس اكتفوا بكوب قهوة واحد وكباية شاى في الأسواق وغاب إلحاح الناس على بعضهم بالعبارة المعتادة عليك الله شاي قهوة.،، يخرج الآن كل راكب للمواصلات ثمن التذكرة لنفسه فقط وهو يرى ويعلم ان أغلب الركاب من الجيران والأصدقاء وزملاء العمل..ولا أحد يصفه بالبخل او الجبن او عدم الشهامة،،

الجميع الآن على مراكب الموت وفي عرض المتوسط إما الغرق اما الوصول … فقد صمد الناس وهم الآن في مضيق العبور… في انتظار الانتصار

تم وضع الناس على( تراك) غريب وفي اعتقادي ان هناك جهات ولا اظنها داخلية درست سلوكيات المجتمع السوداني بدقة متناهية
واعدت الخطة ليجد الناس انفسهم مجبرين لا ابطال علي عبور ذلك النفق الضيق منهم من يقضي نحبه ومنهم من ينتظر خاصة شريحة الفقراء والمرضى بامراض مزمنة تحتاج لعلاج مكلف وطويل المدى فقد القت بهم الدولة في البحر كجسر للعبور وجعلتهم تحت الاقدام

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى