الأخبار

بكري المدني يكتب على(الطريق الثالث) .. براءة أولاد الأمن في (عطبرة) وصول قطار العدالة متأخرا !

ظللت أتابع قضية شهداء الثورة بولاية نهر النيل -مدينة عطبرة منذ سقوط اؤلئك الشهداء واتهام مناسيب لجهاز المخابرات العامة (الأمن)حتى الحكم القضائي الذي صدر مؤخرا ببراءة الأخيرين والذي صراحة لم يكن مفاجئا فالقضية التى بناها الإتهام حقيقة كانت ضعيفة ولا تقوم على قرائن ولا بينات حقيقية

كان الشاكي يريد فقط – على ما بدأ -إدانة (اولاد)الأمن وكان الاتهام ايضا يفترض ذلك وليس على يديه ما يبرر هذا المسعى وكأن انتماء المتهمين للمخابرات العامة (الأمن )كافيا للإدانة وبأنهم قتلة حسبما يتصور البعض ذلك بل ويصور البعض ذلك !

رغم الحكم بالبراءة فإن ثمة حقائق تبقى شاخصة مثل علامات استفهام كبيرة تبحث عن إجابة وهي لماذا كان الإتهام يصر على متابعة القضية في مواجهة المتهمين ولم يكن صريحا بما يكفي لمواجهة الشاكي من أهل الشهداء بضعف القضية وذلك لتوفير الجهد والوقت وصرفه في البحث عن القتلة الحقيقيين بدلا عن إهدار كل الوقت وكل الجهد في إنتظار حكم يأت استجابة لرغبة الشاكي والإتهام والشارع وهو ما لم يفعله قاضي عطبرة !

ان ما حكم به قاضي عطبرة ووفق ما توفر لديه هو الحكم الصحيح والشجاع بل هو الحكم الذي تأخر كثيرا للدرجة التى تجعلنا نسأل عن العدالة في حبس المتهمين طوال السنين الماضية لا لشئ سوي إتهام فطير لا يقوم على ساقين ولا يستند على وقائع ولا معلومات ولا حقائق !

ان الحكم ببراءة مناسيب جهاز الأمن من تهمة القتل في عطبرة يضعنا في مواجهة السؤال المهم حول سير الإجراءات في هكذا قضايا ولا يجوز -في تقديري -ان تحبس شخصا ثلاث سنوات ويزيد
وليس بين يديك اصلا ما يكفي لإدانته في النهاية !

حصول مناسيب جهاز المخابرات العامة (الأمن) على حكم البراءة
في عطبرة إضافة إلى أحكام كثيرة سابقة في قضايا مماثلة في أماكن وأزمنة مختلفة مع إدانات قليلة تكشف ان مناسيب الجهاز مثلهم مثل مناسيب المؤسسات الأخرى عسكرية كانت او مدنية او اهلية قليل من بينهم يمكن ان يخطيء حد القتل وكثير منهم يمكن ان يكون متهما (ساكت)ولا لشيء سواء انه عضو في جهاز الأمن المتهم كثيرا بلا ذنب أمام الرأي العام !

تبقى هناك نقطة أخيرة وهي فرضية ان يكون المحكوم عليهم بالبراءة هم قتلة فعلا وفي ذلك يسأل الإتهام الذي لم يستطع ان يثبت ذلك أمام المحكمة ثم يسألون هم أنفسهم-أي المتهمين-أمام الله رب العالمين في يوم عظيم لا تخفى فيه معلومات ولا تغيب حقائق ولا تنفع فيه براءة واما ما بعد الأخير وفي عالم الغيب ما بعد الحياة فإن الفائز الحقيقي هو من نال الشهادة في الدنيا وكسب الآخر !

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى