مقالات

تهديد مواقع التواصل الاجتماعي للامن الوطني بقلم المهندس اسماعيل بابكر

الانتشار الهائل في استخدام شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ادي الي تأثيرات سلبية كبيرة على كافة جوانب الحياة ومن بينها الأمن الوطني للدول الذي أصبح يواجه تحديات وتهديدات جديدة، بحيث توسع مفهوم الأمن الوطني ذاته ليتجاوز نطاق مواجهة التهديدات العسكرية وضمان حماية الوطن ووحدته وسلامة أراضيه وسيادته إلى مجالات أخرى تشمل الاستقرار السياسي والاقتصادي والانسجام الاجتماعي وسلامة البيئة.
تتنوع تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي في الأمن الوطني لمعظم الدول العربية، وتشمل جوانب تتعلق بالانسجام الاجتماعي والثقافي والقيمي وانتشار أشكال جديدة من الجرائم الجنائية، واستخدامها من جانب جماعات الإرهاب في التخطيط والتنفيذ لأعمالها الإجرامية، ونشر أفكار التطرف والعنف والترويج لها واستقطاب أعضاء جددوإمكانية نشر توترات بين مكونات المجتمع إلى جانب إجبار الدول على اتخاذ إجراءات للضبط قد تؤثر في صورتها على المستوى الدولي
ويمكن إبراز هذه التأثيرات فيما يلي:ـ
استخدام الجماعات الإرهابية
يعد هذا الجانب أبرز مهددات الأمن الوطني المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي وأكثرها خطراً إذ تعددت الأمثلة على استخدام الفضاء الإلكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقيق استراتيجيات الجماعات الإرهابية وتوفير التسهيلات الخاصة بالتواصل بين أفرادها وهو ما يشكل أمراً أكثر خطورة من مجرد توجيه ضربات إلكترونية من قبل جماعات إرهابية.
ويعتمد الجيل الجديد من التنظيمات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد وفي التواصل بين قيادات هذه التنظيمات وبين عناصرها المستخدمة لاسيما في ظل الانتشار الجغرافي الواسع لهذه التنظيمات وتوزع الأفراد المستهدفين بالتجنيد عبر أنحاء العالم وأصبح شائعاً وجود حسابات لتنظيمات إرهابية على هذه الموقع
وتستخدم التنظيمات الإرهابية أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي كقناة لتبادل الخطط والمعلومات حول تصنيع القنابل والمتفجرات ومهاجمة المواقع المستهدفة.
أما الجيل الحالي فهو نتاج “ثقافة الإنترنت”
من جانب آخر تشير المعلومات المنشورة على نطاق واسع إلى استخدام عدد من التنظيمات الإرهابية علي مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لجمع التبرعات والتحويل بين الحسابات من خلال نشر أرقام حسابات التبرع على هذه المواقع، وهو ما تصعب ملاحقته كما يقوم بعض عناصر هذه الجماعات بتتبع حسابات الشخصيات المستهدفة واختراقها وسرقة الأموال منها.
وتستغل التنظيمات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول إلى شخصيات بعينها من خلال تحديد هوياتهم والأماكن التي يترددون عليها
انتشار أشكال جديدة من الجرائم الجنائية
برزت أشكال جديدة من الجرائم المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي منها: الابتزاز الإلكتروني والتهديد والتشهير بالآخرين والقرصنة المالية، وذلك بفعل تخلي بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن الحذر اللازم وسهولة الحصول على بياناتهم الشخصية.
تهديد الأمن الاجتماعي
لم يعد الأمن الاجتماعي منفصلاً عن الأمن الوطني، فقد أضحى تماسك المجتمع ومنع إثارة النزاعات الداخلية بين فئاته ومكوناته والحفاظ على هويته الثقافية، من أبرز مقومات الأمن الوطني للدول وهو ما يطرح في أحد أبعاده العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي وأمن المجتمع ذاته، لاسيما مع تزايد عدد سكان الدول العربية المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي.
تجد دول كثيرة نفسها في مأزق تتسبب فيه مواقع التواصل الاجتماعي فطبيعة هذه المواقع تجعل كثيراً من روادها ومستخدميها غير مبالين بما يترتب على نشاطهم فيها أو تأثيراته التي يمكن أن تكون هائلة، وما يستلزمه احتواء هذه التأثيرات من جهود وتكاليف وطاقات بشرية. وتتبع ذلك تساؤلات عن شرعية إجراءات، مثل مراقبة بعض مواقع التواصل الاجتماعي، أو منعها أحياناً، والتأثير المحتمل لذلك على حرية التعبير.
وبصورة عامة، يلجأ كثير من الدول إلى وضع تشريعات وضوابط تحكم نشاط المشتركين في هذه المواقع، وهو يجد عادة انتقادات من مؤسسات دولية تدافع عن حرية التعبير والنشر بما يضر بصورة الدولة في ظل ما رسخته العولمة من موقع مؤثر لقضايا حقوق الإنسان في تقييم دول العالم المختلفة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى