أعمدة

صلاح حبيب يكتب في ( ولنا رأي) .. هل تصمد حكومة الوكلاء؟!

تفاجأ الشعب السوداني اليومين الماضيين بإعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان بإعلان خمسة عشر وكيلا لتصريف أعمال الوزارات خلال ماتبقى من الفترة الانتقالية، أن الإعلان كان مفاجأة حتى للحرية والتغيير الجسم المدني في الحكومة الانتقالية.. ولكن يبدوا ان البرهان قد يائس من المماطلات في تشكيل حكومة الكفاءات التي تم التحدث عنها بعد أن عاد الدكتور عبد الله حمدوك إلى منصبه رئيسا للوزراء بعد الانقلاب أو الثورة التصحيحية التي سماها البرهان بعد الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.. عاد حمدوك ولكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة الكفاءات بسبب الصراعات السياسية والاتهامات التي شنتها عليه الحرية والتغيير والشارع المنتفض بعد أن تم توقيع الاتفاق بينه والفريق البرهان في الحادي عشر من نوفمبر الماضي، لقد سئم حمدوك من تلك الصراعات والتخوين الذي ناله من الأحزاب السياسية، لذلك دفع باستقالته في الثاني من يناير الجاري معلنا خروجه تماما من المشهد السياسي، بعد خروجه حاول البرهان تشكيل حكومة الكفاءات ولكن المسيرات والمليونيات التي كانت تخرج بين الفينة والأخرى لم تمكنه من اتخاذ القرار بالتشكيل.. بالإضافة إلى انسداد الأفق السياسي لدى المدنيين، وفي ظل هذا الانسداد طرحت العديد من المبادرات الداخلية والخارجية للوصول لاتفاق بين المكونيين المدني العسكري، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، وفي ظل الانسداد طرح أصدقاء السودان مؤتمرا بالرياض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى أملا في الخروج من الأزمة السودانية.. ولكن كل ما طرح لم يفلح في تهدات الأوضاع في السودان إلى أن جاء الوفد الأمريكي وخلال تلك الزيارة أعلن الفريق البرهان حكومة الوكلاء من الموظفين العاملين بالوزارات المعنية، فالوكلاء هم أساس الخدمة المدنية ولم تكون المرة الأولى التي يتم إسناد مهمة تصريف العمل التنفيذي لهم، لأنهم هم من يقومون بكل العمل، اما الوزراء فمهمتهم سياسية لايعرفون الكثير في الوزارات التي تسند لهم، فمثلا وزير للطاقة والتعدين إذا لم تكن له معلومات أو اصلا متخصص في نفس المجال فيصبح ناقل للمعلومات من السيد الوكيل الذي ظل يعمل لفترة طويلة بالمؤسسة ويعلم كل صغيرة وكبيرة فيها اما الوزير فما عليه إلا اخذ المعلومات للاستفادة منها في التصريحات الصحفية أو إجراء الحوارات السياسية لذلك الوكلاء هم أساس العمل التنفيذي ولكن الإعلان الذي أعلنه البرهان كان غضبة من الشق المدني الذي مازال في صراع معه؟ ام ان الخطوة نهائية سيستمر الوكلاء في تصريف أعمال البلاد حتى نهاية الفترة الانتقالية، ام ان الحرية والتغيير ستحاول الاتفاق مع المكون العسكري لتشكيل حكومة كفاءات الايام القادمة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى