أعمدة

الدكتور عمر كابو يكتب في (ويبقى الود) .. أمام رئيس القضاء والنائب العام للمعتقلين السياسيين قضية عادلة

كعادتها دائما أفسدت أحزاب اليساريين (الانتقامية) قيم المجتمع السوداني الحقة وكعادتها في هدم كل مبدأ أصيل من مبادئ وأعراف هذا الشعب وتقاليده الراسخة فقد بذلت كل ما في وسعها لترسيخ الظلم والقمع وهي غارقة حتى أخمص قدميها في وحل من الدم والعنف الذي تشربته نظريات توطد لفكرتها المركزية وتنطلق منه صداما ثوريا تؤمن به وتعتنقه مذهبا ترى فيه طريقا أوحد للوصول لعتبات السلطة والحكم لايضيرها إن كان عبورها إليه يتم على رؤوس المواطنين دعسا أو تسلكه على حافة من الموت والمرارة والتقزز٠
هي إذن في قمة تجلياتها إنما تنطلق من انتهازية ووصولية تنسى معها ومن أجلها كل شئ: شعاراتها تاريخها مواقفها هتافاتها والمبادئ التي تتشدق بها كذبا وافتراءً٠
لايفهمها أن التناقض بين أقوالها وأفعالها مازال قائما منذ الإنقلاب على حكومة البشير (المفتري عليه) وحتى يومنا فقد أدركه كل ذي لب وبصيرة بل أحس به كل الشعب وهو الآن في يقين تام أن هذه الأحزاب اليسارية الصغيرة تقول ما لا تفعل٠٠
ليس هذا هو العجب فإنها أحزاب (صغيرة) في كل شئ مواقفها قياداتها تصرفاتها حماقتها رؤاها لكن العجب كل العجب أن تستميل إليها رجالا كنا نعدهم من الأخيار حتى استفقنا من هول الصدمة على تنكرهم لقيم العدل والشفافية والحيدة والإستقامة والطهر والعفاف تنكروا لتلك المعاني رافضين في كل صلف وغرور وجبروت أن يحكموا ضمائرهم الخربة لكن عدالة السماء أبت إلا أن تجعلهم عبرة وعظة لكل من طغى وتجبر وآثر الحياة الدنيا على خير الآخرة الأبقي٠
ومن هؤلاء قاضٍ ظالم طغى وأفسد وكذب وتجبر فقط لأنه ينطلق من مذهب علماني يكره الإسلاميين كراهيته للإسلام دين الله الحق فقد سولت له نفسه الأمارة بالسوء أن يظلمهم طوال عامين ظل يجدد للمعتقلين منهم كل أسبوع دون أن يرى أي واحد منهم ومن غير أن يوجه بضرورة مثولهم أمامه ليقف على حالتهم ويستمع لأعزارهم ويراعي حالتهم الصحية يفعل ذلك في مخالفة صريحة لنصوص القانون التي توجب عليه ألا يجدد لأي متهم إلا إذا حضر أمامه٠نعم طوال عامين كان يكذب متعمدا ويسجل إفادته أنه قد حضر أمامه المتهم (فلان الفلاني) كذبا وافتراء عليه٠
حتى جاء رئيس قضاء جديد وقاف عند حدود الله قالت سمعته وومارسته العملية أنه ينتمي لمدرسة تحكّم صحيح القانون وتلتزم به وتجتهد لإعادة العدل والاستقلال والحيدة للهيئة القضائية والتي غابت عنها منذ ذهاب الإنقاذ التي ظلت محافظة على إرث وتقاليد القضاء العادل النزيه في السودان ما جعله قبلة لكل الدول التي انفتحت عليه وأخذت عنه واستأنست بتجاربه واستفادت من خبرات قضاته وليس أدل على ذلك من العدد المقدر من قضاتنا الذين زينوا محاكم بلدان الخليج معارين إليها في مقدمة قضاة آخرين من بلدان أخرى٠سعادة رئيس القضاء الجديد كانت أولى توجيهاته التي صدرت رفع الغبن عن الناس فكان أن ذهب هذا القاضي إلى سجن الهدى بعد عامين ظل يرفض تطبيق نصوص القانون ذهب إليه الأسبوع الماضي ولأول مرة يلتقي بهؤلاء المتهمين هاهو لأول مرة يرى المجاهد أنس عمر في شموخه وقوته وصبره لم يكسر من عزمه بأس السجن ولم يلن له قناة فالرجل صامد صابر محتسب ورأي لأول مرة العالم الجليل دكتور محمد علي الجزولي رأه في عزته عزة المسلم الموقن بنصر الله ورأى بقية المعتقلين السياسيين وأخبرهم أنه القاضي جاء يجدد لهم ففاجأه أنس عمر بذات القوة ورباط الجأش بالسؤال ((لماذا جئت الآن بعد سنتين مضيناها في الحبس وأنت ظللت تثبت خلالهما كذبا في محضرك حضورنا أمامك دون أن تشاهدنا مرة واحدة لقد كذبت في حقنا ستة وعشرين مرة لم تطاوعك نفسك مرة واحدة على قول الحقيقة إفعل ماشئت وقل ماشئت فإننا سندعو الله عليك وسنقنت ضدك ونرفض تجديدك) ثم انبرى له دكتور محمد علي الجزولي مواصلا في ذات السياق قائلا له:(لا نقبل التجديد أعرضوا قضيتنا على المحكمة أو أطلقوا سراحنا هذا ظلم بين) وارتفعت حناجرهم جميعا بالدعاء عليه سائلين الله أن يجمد الدم في عروقه وأن يهلكه عاجلا غير آجل ولأنه من طينة اليساريين استخف بهم وسخر منهم وهو يقابل دعاءهم ذلك بكل ازدراء وتهكم وسخرية قائلا لهم:(إذا أنا فعلا ظلمتكم خلوا الله يستجيب ليكم) وغادرهم بذات الغرور والتكبر فكان أن قصمه الله بعد يومين من مجئه قصمه بمرض مفاجئ حار الأطباء في معرفة كنهه وفك طلاسمه إذ دخل في تشنج وغيبوبة أودت به دون أن تمهله كثيرا٠ لتبقى قصته درسا لكل متجبر يظلم الناس ويظن أن الله غافل عما يعمل الظالمون٠
مناسبة نهتبلها سانحة لنتوجه بالتماس لسعادة رئيس القضاء والنائب العام وهما يبتدران مرحلة جديدة تسبقهما سمعة طيبة ومهنية عالية أن يحكما صحيح القانون في هؤلاء المعتقلين السياسيين الذين تجاوزوا ثلاث سنوات متواليات من الإعتقال التعسفي والعسف والجور والاضطهاد السياسي حيث رفضت كل الأجهزة التي حكمت الفترة الإنتقالية أن تعيرهم لفتة دعك من أن تزورهم وتجلس إليهم وترد مظلمتهم تطبيقا لصحيح القانون نؤسس التماسنا على حقيقة؛ هي أننا لا ندافع عن فاسد فمن وجدتموه فاسدا فقدموه فورا لمحاكمة ليقول القضاء فيه كلمته وإلا فإن حبسهم دون حكم محكمة فيه تجن وظلم لايليق بكما وأخشى أن يكتب أن في عهدكما قد تطاول حبس الخصوم السياسيين ولتكن في قصة ذلك القاضي عظة واعتبارا لكما ولنا جميعا٠
ذات المناسبة انتهزها سانحة لقيادات الإسلاميين وقواعدهم في السودان وخارج السودان أن لكم أخوانا في السجون وشيوخا تعنتت الأجهزة الحكومية كلها في إطلاق سراحهم بالرغم من أنهم صبروا عليها أكثر من أربعين شهرا قضوها في صبر واحتساب يحتاجون منكم أن تخلصوا لهم في الدعاء بأن يفرج الله عنهم وأن يخسف بمن ظلمهم الأرض وأن يرينا فيه يوما أسودا
وذات الرجاء يتمدد لوقفة احتجاجية كبرى وفاءً لهم وتجديدا لرابطة الأخوة الصادقة معهم ولا بأس من أن يتداعي لها كل أهل السودان لأجل نصرة العدالة فإن هذا الشعب يكره الظلم ويأبي الفساد فليس هناك فساد أكبر من أن تحبس مسلما عن داره وأسرته وعمله ولنضغط جميعا لإطلاق سراحهم مرضاة لله فإن مانراه من ضيق سببه أننا رأينا الظلم في هؤلاء المعتقلين ولم نسارع لرفعه عنهم فهل ننتظر بعد ذلك نصرة وفرج السماء؟!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى