أعمدة

*مصطفى ابوالعزائم* يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. *آسيا .. و .. أفريقيا …

سبق لصاحبكم زيارة الهند الصديقة مرتين ، وفي واحدة من الزيارتين وصلت إلى مدينة أحمد أباد عاصمة ولاية «كجرات» الهندية ، التي تعتبر من أكبر الولايات الهندية مساحة وسكاناً إضافة إلى كونها ولاية صناعة النسيج الأولى ، في بلاد يتجاوز عدد سكّانها المليار ومائتي مليون نسمة ، وقد وصلتها ضمن مجموعة من الصحفيين الأفارقة الذين يمثلون عشرة أقطار من بينها السودان ومصر وأثيوبيا ، جاءوا إلى الهند بدعوة من وزارة العلاقات الخارجية حيث بدأت زيارتهم الرسمية لها في الحادي عشر من أكتوبر عام 2010 م .
كان برنامج الزيارة في مرحلته الأولى يشتمل على زيارة العاصمة دلهي وعقد سلسلة من اللقاءات مع قيادات وزارة الخارجية ، إنتهى بلقاء مع وزير الخارجية ، وتضمّن الوقوف على تجربة الهند الصناعية من خلال لقاء تم الترتيب له بدقة مع كونفدرالية الصناعات الهندية ، أو إتحاد الصناعات ، إضافة إلى زيارة مركز العلاقات الثقافية الهندي في اليوم الأول للزيارة ، ليتصل البرنامج بالوقوف على تجربة الهند في مجال الإتصالات بزيارة مستشارية الإتصالات الهندية المحدودة ، التي تقابل الهيئة العامة للاتصالات في بلادنا ، إلّا أن الأولى مناط بها متابعة الأقمار الصناعية الهندية ، إضافة إلى عملها الخاص بتنظيم عمل شبكات الإتصالات ، وخدمة أجهزة الإعلام والصحافة المختلفة ، ثم الوقوف بعد ذلك على تجربة الهند في إتاحة تعلم الكمبيوتر لأطفال الأحياء الفقيرة والنائية عبر كمبيوترات في الشارع ، تسمى «Hole IN the wall» أو فتحة في الحائط ، بتوفير جهاز كمبيوتر من خلال أحد الحوائط يكون متاحاً للجميع ومحمياً بطريقة خاصة من سوء الاخستخدام والغبار والمطر .
الهند عالم عجيب ومثير يحكي قصة التحدّيات الكبيرة التي واجهها هذا البلد العملاق المتنوّع ، الذي يضم أكبر نسبة من المسلمين في العالم بعد إندونيسيا ، إذ يبلغ عددهم في الهند وحدها مائتين وستين مليون مسلم ، وبها أيضاً أكثر من مليوني يهودي هندي ، ويعتبر أكبر مستخدم لأجهزة الهواتف المحمولة «الموبايل» في العالم ، وبها أضخم التعاونيات التي نشأت تمشياً مع أفكار ورؤى وسياسات زعيم الهند المهاتما غاندي ، الذي زرنا منزله ضمن برنامج زيارتنا للدولة القارة ، في سيبراماتي أشرام ، قريباً من النهر الذي يشق مدينة أحمد أباد ، وقد تم تحويله إلى متحف تذكاري يزوره أطفال الهند وأبناؤها وبناتها وكل أهلها ويطلقون على المهاتما غاندي «غاندي بابو» والد الأمة أو الأب الأكبر .
وفي هذه المناسبة أحيّي سفير الهند الصديقة ، وسفيرها الأسبق بالخرطوم إيه كي باندي ، وأصدقائي الهنود السودانيين ، وفي مقدمتهم رئيس الجالية الهندية السّابق شاندولال ، ورئيسها الحالي الصديق القديم وإبن أم درمان ، وأول الشهادة السّودانيّة ذات عام ، الدكتور أنيل كومار ، وكل أعضاء الجالية الهندية ، والذين وُلِدَ أكثرهم بين ظهرانينا في وطنهم الأول السّودان .
وأترحّم على روح شاعرنا الكبير الراحل تاج السر الحسن ، وفناننا الجميل الراحل عبدالكريم الكابلي ، وقد أهديانا من قبل أنشودة آسيا وأفريقيا … رحمهما الله رحمة واسعة وعفا عنهما وغفر لهما وأسكنهما فسيح جناته .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى