أعمدة

(على كل) .. محمد عبدالقادر يكتب: ورشة الاصلاح العسكري .. والاحزاب ( الشايلا موسا )..

ليس هنالك ادل على هوان الوطن ومنظوماته العسكرية والامنية وضعفها اكثر من ورشة الاصلاح الامنى التى التامت بالخرطوم الاحد المنصرم.
لم يكن اكثر المتشائمين بمستقبل السودان يتوقع ان تكون قصايا الاصلاح الامني والعسكري مبذولة على قارعة الطريق للغاشي والماشي فى ورشة يقودها سياسيون لايدركون حساسية بحث القضايا الاصلاحية والعسكرية بهذه الطريقة التى تنتقص من سيادة البلد وتهدد امنها القومي..
مازلت مثل غيري اتساءل عن الاسباب التى جعلت المكون العسكري يوافق على مثل هذا العبث ، ويجاري الاحزاب فى مراهقتها السياسية وعدم ادراكها لخطورة طرح مثل هذه القضايا فى ورش عمل يشرف عليها الاجانب، نعلم ان الساسة تاخذهم الاجندة ويدفعهم الغرض لفعل كل ما تطلبه السفارات بلا تدبر او وازع ولكن ما بالكم بالعسكر ( اسياد الجلد والراس) فى الحفاظ على اسرار المؤسسات العسكرية والامنية ، كيف يوافقون على ان توضع اسرار البلد (فى السهلة) بهذه الطريقة المذلة..
ثم بربكم ايهما احوج للاصلاح المؤسسات الامنية والعسكرية ام الاحزاب الضعيفة المتهالكة العجوزة والمنقسمة على نفسها ، ولكنها ذات الاحزاب ( الما بتشوف عوجة رقبتا ،( …. الشايلا موسا وتطهر) وهي الاحوج بالطبع .. ثم من منح الذين يوجدون بالمشهد الان القوامة لاصدار شهادات لتقييم اداء المنظومة الامنية والعسكرية..
حديث الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي كان واضحا امام فاتحة اعمال الورشة وهو يطالب بحكومة مدنية منتخبة يكون تحت امرتها الجيش، وتحمل تفويضا شعبيا لادخال ما تريده من اصلاحات مع تاكيده التزام القوات المسلحة بأنه لن يقف حجر عثرة أمام إصلاح الدولة السودانية، ولكن فى اعتقادي ان مثل هذا الموقف كان ينبغي ان يكون ابتداء قبل انعقاد الورشة التى منحت الساسة غير المنتخبين ما لا يستحقون، وجعلت مؤسساتنا العسكرية والامنية تحت رحمة الاجندة والعمالة والسفارات.
موقف الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في خطابه امام فاتحة اعمال الورشة لامست الحقيقة التى ينبغي ان تعيها كل الاطراف وهو يدعو لإخراج بند الإصلاح الأمني والعسكري من السجال السياسي تماما.
لا اعتقد ان الاصلاح الامنى والعسكري يعني قوى سياسية غير منتخبة وينبغي ان لا يكون نشاطا لاحزاب لا تحمل تفويضا من الشارع، ويظل اخراج الاصلاح الامنى والعسكري من العمل السياسي مثلما قال حميدتي مطلبا شعبيا من كل القوى التى تعي تماما حساسية هذا الملف وما ينطوي على مناقشته بهذه الطريقة من مخاطر على الامن القومي للبلد.
ابعدوا القوات الامنية والعسكرية من سجالات السياسة واجندتها اليومية ، واقبلوا على اصلاح منظوماتكم الحزبية وواجهاتكم المدنية التى تعاني التشظي والانقسامات والخلافات، واتركوا شان المنظومة العسكرية والامنية للحكومة المدنية المنتخبة ولا تضعوا اسرارها فى قارعة الطريق، انكم تلعبون بالنار عسكر واحزاب سياسية.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى