أعمدة

د . نوال خضر تكتب في (دموع الورد) .. عاشق الغابات

نادرون هم اولئك الناس الذين يرتبطون وجدانياً بتخصصاتهم العلمية ومن ثم مؤسساتهم التى ربطهم بها العمل ومن حسن حظى إنى التقيت فى مسيرتى المهنية بنموذجين قل ان يتكررا على الأقل فى الوقت الراهن.. اولهما المغفور له باذن الله الدكتور كامل شوقى الذى نال لقب ابوالغابات من شدة ولعه بها إذ ظل طوال حياته ملتصقاً بها يحمل همها ويدافع عنها فى كل المحافل فكانت تأخذ من وقته ربما اكثر مما تأخذ أسرته، وقد سار على خطاه تلميذه د . عبدالعظيم ميرغنى الذى تولى ادارة الغابات على مدى خمسة عشر عاماً ذاع فيها صيت الغابات وتصدرت فى أحيان كثيرة منشيتات الصحف، بل كانت الغابات قبلة الصحافة والصحفيين فى عهده لجهة انها واحدة من المؤسسات التى تصنع الأحداث، ولعمرى أن الدكتور عبدالعظيم تتلمذ على يد كامل شوقى فكان أن انطيق عليه القول هذا الشبل من ذاك الاسد..
مادعانى لهذا الحديث مكالمة هاتفية من د . عبدالعظيم يذكرنى فيها بأن يوم الحادى والثلاثين من يناير يصادف الذكرى التسعون على صدور اول سياسة للغابات من حاكم عام السودان ، وتتوالى الذكريات حيث يصادف هذا العام الذكرى المائة وعشرون على إنشاء أول إدارة للغابات فى السودان، ويصادف كذلك الذكرى المائة على إنشاء أول سوق لمزاد الصمغ العربي الذى صار يهرب عبر منافذ متعددة وتراجع اسم السودان من الدول المصدرة لتظهر اسماء دول اخرى مصدرة للصمغ فى الوقت الذى لاتملك فيه شجرة هشاب ، رجل بهذه الذاكرة وقد ترجل عن ادارة مرفق الغابات قبل مايقارب الثمان سنوات الا يستحق منا أن نطلق عليه عاشق الغابات، انا هنا لست بصدد رصد إنجازاته ابان توليه إدارت الغابات ولكن الشئ بالشئ يذكر ففى مئوية الفابات اقام الرجل الدنيا ولم يقعدها فكان أن انعقدت جلسة مجلس الوزراء بهيئة الغابات كحدث يحدث لأول واخر مره ربما فى تاريخها ومنحت الغابات وسام الإنجاز من رئاسة الجمهورية وما اشبه الليلة بالبارحة والكرة فى ملعب اهل الغابات .
اعود فأقول عالم فى مجال تخصصه بهذا الحس التوثيقى الدقيق ألا يستحق التكريم من أعلى مستويات الدولة اولاً و الاحتفاء من اهل الغابات ، ألا يستحق ان يكون قدوةً وأنموذجاً يحتذى لكل من له صلة بالغابات تخصصاً ومهنة، إذ فارقها ولم يقل من بعدى الطوفان فكان أن سار على خطى سلفه المرحوم كامل شوقى…
هذا العام يستحق بكل المقاييس أن يكون عام الغابات ومازلنا فى بداياته اتمنى أن نسمع جعجعةً ونرى طحين اهل الغابات وهم يعيدون سيرتها فتصنع الأحداث للإعلام احياءً لانجازات كانت ولازالت تحدث عن نفسها.
نبض الورد
الوفاء لأهل العطاء وهم أحياء
سنة حميدة لمن احياها

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى